من أجل الكباش.. اشتباكات بين الشرطة المصرية وأهالي قرية بالأقصر أثناء إجلائهم

معبد الكرنك أشهر معابد مصر تراجع عدد زائريه
السيسي أصدر قرارا بنزع ملكية العقارات المتداخلة التي تعوق استكمال كشف طريق الكباش الأثري بمنطقة الكرنك التاريخية (الجزيرة)

عبد الكريم سليم-القاهرة

داهمت قوات ضخمة من الشرطة المصرية منطقة نجع أبو عصبة بمحافظة الأقصر (جنوبي البلاد) في ساعة مبكرة فجر اليوم الثلاثاء، لإخلاء منازلهم، تنفيذا لقرار جمهوري بنزع ملكيات المنطقة.

واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لإخلاء المنطقة من سكانها، وشهدت المنطقة كرا وفرا بين المواطنين والشرطة، بحسب شهود عيان وفيديوهات متداولة على مواقع التواصل، كما ألقت الشرطة القبض على عشرات من سكان المنطقة الذين رفضوا الخروج من منازلهم.

وقال مواطنون من مدينة الأقصر -الأغنى عالميا بالآثار المصرية القديمة- للجزيرة نت إن السكان كانوا طلبوا مهلة لإخلاء منازلهم لبعد عيد الفطر الذي يحل بعد أيام.

وقبل أيام، حمل نواب الأقصر بالبرلمان مطالب الأهالي للمسؤولين، وعلى رأسهم محافظ الأقصر، الذي أبدى تفهما لمطالب السكان قبل أن تفاجئهم الشرطة بالهجوم. 

وكانت مديرية المساحة بالأقصر بدأت أوائل الشهر الحالي إجراءات تنفيذ قرار رئيس الجمهورية رقم 201 لسنة 2018 بشأن مشروع نزع ملكية العقارات المتداخلة التي تعوق استكمال كشف طريق الكباش الأثري بمنطقة الكرنك التاريخية، الذي يخص ما يقرب من 130 منزلا في نجع أبو عصبة.

ونص القرار الرئاسي على أن يعتبر من أعمال المنفعة العامة مشروع نزع ملكية العقارات المتداخلة التي تعوق استكمال كشف مسار طريق الكباش وحرمه بمدينة الأقصر بمساحة (1941.89) مترا.

ومنحت هيئة المساحة الأهالي مهلة حتى نهاية الشهر الحالي للطعون في نزع ملكياتهم، بعد أن أعلنت المديرية كشفا بأسماء ملاك العقارات الصادر بشأنها القرار منذ 15 أبريل/نيسان الماضى.

وانتهت فترة الإعلان منتصف الشهر الحالي، لتبدأ مرحلة الطعون على الملكية من 15 إلى 29 من الشهر ذاته، ومن المفترض أن تبدأ بعدها مرحلة صرف التعويضات وإنهاء إجراءات نزع الملكية، تمهيدا لتنفيذ قرارات الإزالة.

محاولات فاشلة
وقال النائب عن الأقصر محمد العماري إنه التقى محافظ الأقصر، ونقل له مطالب الأهالي بإرجاء عملية الإجلاء وزيادة التعويضات المقدمة إليهم.

وأكد في تصريحات صحفية أن لقاءاته مع المسؤولين توصلت إلى دراسة مطالب الأهالي من جانب الجهات المعنية، موضحا أن الحلول المنتظرة من شأنها أن تكون مرضية لكافة الأطراف بالشكل الذي يضمن استمرار أعمال مشروع كشف طريق الكباش دون وقوع أي ضرر على المواطنين.

السحر الفرعوني
من جانبها، تسابق وزارة الآثار الزمن للانتهاء من مشروع "السحر الفرعوني التاريخي" بمحافظة الأقصر لإعادة إحياء طريق الكباش الفرعوني، الرابط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وعلى طرفيه تماثيل من الكباش الفرعونية التي كانت تحف طريق الملوك للاحتفال بعيد "الأوبت الفرعوني".

وبدأت وزارة الآثار خطوات المشروع مع بداية شهر رمضان المبارك، وحددت الوزارة موعد افتتاح طريق الكباش بنهاية العام الجاري، بعد تزويد الطريق بكاميرات مراقبة ونظام محكم تام لتأمين الوفود السياحية.

وتعول الحكومة على هذا الطريق لتغيير شكل الخريطة السياحية في الأقصر.

وقال رئيس مدينة الأقصر أيمن الشريف إن افتتاح طريق الكباش الفرعوني حدث جلل، والعمل فيه بعد توقف عدة سنوات مضت، ويعتبر طفرة كبيرة في القطاع الأثري بمصر.

وتابع في تصريحات صحفية أنه يعتبر أكبر وأعظم ممشى تاريخي يعود للعصور الفرعونية في العالم، ويساعد في جذب أنظار العالم بأكمله بصورة كبيرة لمصر ومحافظة الأقصر، مضيفا أن المشروع سيحول مدينة الأقصر لأكبر متحف عالمي مفتوح.

‪‬ معبد الكرنك من أهم الآثار المصرية والعالمية(الجزيرة)
‪‬ معبد الكرنك من أهم الآثار المصرية والعالمية(الجزيرة)

طقوس
وارتبط طريق الكباش تاريخيا "بعيد الأوبت" الفرعوني الذي كان يطلق عليه "مهرجان الأوبت"، وهو احتفال مصري قديم كان يقام سنويا في عاصمة مصر القديمة بطيبة (الأقصر) في عهد الدولة الفرعونية الحديثة وما بعدها قبل ثلاثة آلاف عام.

وفي طقوس الاحتفال تصطحب تماثيل معبودات طيبة الممثلة في الثالوث المقدس لدى المصريين القدماء، وهم "آمون وموت وابنهما خونسو"، مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير، من معبد آمون في الكرنك إلى معبد الأقصر، في رحلة تمتد لأكثر من كيلو مترين.

وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء أمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر. ويعد ما يسمى "تجديد الولادة" هو الموضوع الرئيسي في احتفال الإوبت، وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك.

وتتضمن الاحتفالات الغناء واصطحاب تماثيل المعبودات عبر طريق الكباش الذي يربط بين المعبدين، وتتوقف التماثيل في المعابد الصغيرة التي شيدت خصيصا في طريقها.

وكانت هذه المعابد تمتلئ خلال الاحتفال بالقرابين المهداة من الشعب للمعبودات، وللكهنة الحاضرين للطقوس. وفي نهاية الاحتفالات كانت المراكب المقدسة تغدو عائدة مرة أخرى إلى الكرنك.

وفي الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر القديم، كان يتم نقل التماثيل بين الكرنك والأقصر عن طريق القوارب في النهر وليس عبر طريق الكباش.

ويمتد طريق الكباش مسافة 2700 متر، ويضم عدة تماثيل على الجانبين، ويبلغ عددها 1058 تمثالا، لكل من آمون رع وأبو الهول يجري ترميمها.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي