جيمس كومي: ترامب زعيم غير أخلاقي والمحيطون به يداهنونه

اتهامات متبادلة بين ترمب وكومي

شنّ المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جيمس كومي هجوما لاذعا على المسؤولين المقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفا إياه بأنه "زعيم غير أخلاقي".

وخصّ كومي -في مقال بصحيفة نيويورك تايمز- بانتقاداته وزير العدل بيل بار ونائبه -الذي استقال مؤخرا من منصبه- رود روزنشتاين، على الرغم من أنه وصفهما بأنهما يتمتعان بمهارات عالية.

وتساءل: كيف لمحامٍ "بارع وذكي" مثل بار أن يلقن الرئيس عبارات من قبيل "لا تواطؤ"، وأن "إف بي آي تتجسس"؟، ويقلل من شأن سلوكيات من شأنها عرقلة العدالة باعتبارها ناجمة عن إحساس ترامب بـ"الإحباط والغضب".

وزير العدل مضلِّل
ويمضي مدير "إف بي آي" السابق في تساؤلاته قائلا: كيف لبيل بار أن يكتب ويتحدث عن تقرير روبرت مولر -المدعي الخاص المكلف بالتحقيق بشأن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية- بتلك الكيفية المضلِّلة التي دفعت الأخير للاحتجاج خطيا؟

ونال رود روزنشتاين حظه من غضب جيمس كومي الذي كتب متسائلا أيضا: كيف لنائب الوزير المستقيل أن يلقي كلمة يستشهد فيها بحديث لترامب عن أهمية سيادة حكم القانون؟ وكيف له بعد استقالته أن يشكر الرئيس الذي "هاجمه هو ووزارة العدل دون هوادة"؟

فما الذي جرى لهؤلاء الأشخاص؟ لا ينفك كومي يطرح تساؤلاته، قبل أن يصرح بأنه لا يدري ماذا يحدث لهم على وجه اليقين.

جيمس كومي: كيف لبيل بار أن يكتب ويتحدث عن تقرير مولر بتلك الكيفية المضلِّلة التي دفعت الأخير للاحتجاج خطيا؟ (رويترز)
جيمس كومي: كيف لبيل بار أن يكتب ويتحدث عن تقرير مولر بتلك الكيفية المضلِّلة التي دفعت الأخير للاحتجاج خطيا؟ (رويترز)

ترامب يعيد صياغتهم
لكنه يستدرك قائلا إن له آراء عنّت له من خلال عمله اللصيق طوال أربعة شهور مع ترامب، ومراقبته لفترات عديدة أخرى، وهو يصيغ شخصيات من حوله كما يحلو له.

وللزعماء "غير الأخلاقيين" -على حد وصف المقال- أسلوب في فضح شخصيات من يدورون في فلكهم، وما يكشفه هؤلاء الزعماء من معلومات تكون "موحية" أحيانا.

فشخصية مثل وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس استقال انتصارا لمبادئه، وهو ما اعتبره كومي نهجا "غريبا" على ترامب، "حتى أن الأمر استغرق منه أياما ليستوعب ما حدث، قبل أن يشرع في إطلاق الأكاذيب عن الرجل".

ويرى كومي أن القرب من زعيم غير أخلاقي ينم عن شيء "محبط"، معربا عن اعتقاده أن ذلك بعض ما أدركه في حالتي بيل بار ورود روزنشتاين.

ترامب يقضم الروح قضما
ويقول في ذلك إن "الأشخاص ذوي المهارات العالية الذين يفتقرون للقوة الداخلية" يميلون إلى تقديم تنازلات عن مبادئهم حتى ينجوا من مقصلة ترامب، لكن الأمر يتطلب شخصية مثل جيمس ماتيس لكي يتجنب المرء الضرر من وجوده ضمن دائرة الرئيس، لأن "ترامب يقضم روحك قضما".

إن هذا الانصياع الكامل لترامب يبدأ -بحسب مقال نيويورك تايمز- بالتزام المسؤول الصمت وهو يرى الرئيس يكذب على الملأ وفي جلساته الخاصة، الأمر الذي يرقى إلى حد التواطؤ من جانب ذلك المسؤول.

ويخلص الكاتب إلى أن تحري الصمت في مثل تلك الأحوال مرده إلى أن المسؤولين المحيطين بترامب لا يريدون أن يفقدوا مناصبهم، لأنهم يعتبرون ذلك -إذا ما حدث- خسارة كبيرة للولايات المتحدة.

وتهكم جيمس كومي في مقاله من أولئك المسؤولين "الذين يتحدثون نفس اللغة التي يستخدمها ترامب، ويمتدحون قيادته للبلاد، ويروجون لتمسكه بالقيم".

المصدر : نيويورك تايمز