محمد الشلبي يجسد رمزيات النكبة على جدران مخيم جنين

 
عاطف دغلس-مخيم جنين
ما أن تدخل أيا من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية حتى تسقط عيناك على جدرانها، جزء كبير من هذه الجدران ولا سيما الخارجية، والمطلة على الشوارع الرئيسة، تزدان بعبارات ورسومات تحمل حكاية اللجوء بشكل أو بآخر، وتسلط الضوء على معاناة لا يزال اللاجئ الفلسطيني يحياها بكل مأساتها.

ليس عبثا أن ترسم مثل هذه الجداريات ذلك، فهي ذات رسائل ومدلولات سياسية وثقافية وتاريخية أيضا، تحكي وبصمت معاناة أصحابها محليا ودوليا، وتذكر الأجيال الناشئة في حواري المخيمات وأزقتها الضيقة بأن حقهم في العودة لأرضهم لن يسقط بالتقادم. 

هذه الجداريات عادة ما يخطها فنانون من مختلف الأماكن والمؤسسات، أو آخرون يقومون بذلك بدافع شخصي، لكن في قصتنا كان بطلها الفنان التشكيلي محمد الشلبي ابن مخيم جنين شمال الضفة الغربية، الذي يرفض التخلي عنه تحت أي ظرف، لسبب بسيط هو أنه العامل الوحيد الذي يستنهضه وغيره من اللاجئين كل حين لاستمرار النضال من أجل حقهم "المقدس" بالعودة.

على جدران منزله ومنازل المواطنين في المخيم خط الشلبي عشرات الجداريات، وعلى الورق خط منها الآلاف، وما أن تذوب أو تختفي معالم أي منها لسبب أو لآخر حتى يعاود استنهاضها من جديد برسمها كما هي أو إحداث إضافات جديدة عليها أو رسم جدارية جديدة.
المصدر : الجزيرة