لوموند: المحتجون يخيرون الجيش السوداني بين شعبه والدكتاتور

متظاهرون سودانيون 2019/4/6
لوموند: نظم آلاف السودانيين أول أمس السبت أكبر مظاهرة منذ بداية الاحتجاجات مع وصول البعض لمقر الجيش لأول مرة (الجزيرة)

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن الاحتجاجات التي أطلقها الشعب السوداني في ديسمبر/كانون الأول الماضي شهدت انتعاشا كبيرا للتعبئة منذ أول أمس السبت، حيث طالبت الجيش "بالاختيار بين شعبه والدكتاتور".

وأضافت الصحيفة أن تظاهر آلاف السودانيين لليوم الثاني على التوالي أمس الأحد أمام مقر الجيش للمطالبة باستقالة الرئيس عمر البشير المستمر في السلطة منذ ثلاثين عاما كان هو الأضخم رغم مقتل خمسة منهم على الأقل خلال الـ24 ساعة الماضية.

وهتف المتظاهرون أمام قيادة القوات المسلحة السودانية ومقر الرئيس بالشعار الرئيسي للاحتجاج "حرية.. سلام وعدالة" الذي بدأ في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقال شهود إن العديد من المحتجين أمضوا الليل هناك.

وقال أسامة أحمد -وهو أحد المحتجين الذين قضوا الليل خارج المقر- "بعدما فعلناه أمس لن نغادر حتى تنجز مهمتنا"، مضيفا "لن نغادر هنا حتى يستقيل"، في إشارة إلى الرئيس البشير (75 عاما).

نداء للجيش
وقالت الصحيفة إن المتظاهرين سدوا أحد الجسور الرابطة بين الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري إلى الشمال بالحجارة بالقرب من المقر الرئيسي للجيش، مما تسبب في اختناقات مرورية كبيرة، وفقا لشهود عيان.

وفي المظاهرات السابقة حاول المتظاهرون مرارا التوجه إلى أماكن السلطة الرمزية مثل القصر الرئاسي، ولكن منعوا في كثير من الأحيان بالغاز المدمع الذي تطلقه قوات الأمن، وقال منظمو الحركة هذا الأسبوع إن التجمع كان يهدف إلى مطالبة الجيش "بالاختيار بين شعبه والدكتاتور".

وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي في بيان أمس إن "الشعب السوداني أظهر مرونة كبيرة أمام المتاعب غير العادية التي واجهها في السنوات الأخيرة"، واصفا مظاهرات اليومين الماضيين بأنها "لا سابق لها".

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي ينتظر استجابة السودان "لدعوة التغيير" مع الالتزام "بالإصلاحات الأساسية".

أكبر مظاهرة
وقالت الصحيفة إن الآلاف من الرجال والنساء نظموا يوم السبت أكبر مظاهرة منذ بداية الاحتجاجات مع وصول البعض إلى مقر الجيش لأول مرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن عدد القتلى في الاحتجاجات السودانية بلغ 32 قتيلا حسب السلطات، في حين تجاوز الخمسين حسب تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية، بل إن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان تحدثت عن ستين قتيلا.

وكانت المظاهرات انطلقت بعد قرار الحكومة مضاعفة سعر الخبز ثلاث مرات، وسرعان ما تحولت مطالب المتظاهرين إلى حركة احتجاج تطالب برحيل نظام الرئيس البشير الذي أعلن بالمقابل حالة الطوارئ في 22 فبراير/شباط بجميع أنحاء البلاد في محاولة لوقف الحراك.

المصدر : لوموند