استياء كويتي متصاعد بعد لقاء وفد المحامين العرب بالأسد
الكويت-خاص
توعدت كتلة الثوابت القانونية الأمين العام لاتحاد المحامين العرب الكويتي ناصر الكريوين بتحركات تصعيدية، على خلفية الزيارة التي قام بها إلى العاصمة السورية دمشق ولقائه برئيس النظام السوري بشار الأسد.
وما أن عُقد حينها لقاء الأسد بالوفد -الذي ضم نقيب المحامين المصريين ونقيب المحامين الأردنيين، والأمناء العامين المساعدين لاتحاد المحامين العرب حتى سارعت وسائل الإعلام السورية إلى نقل الخبر الذي جاء فيه أن الوفد "قدم التهنئة لسوريا قيادة وشعباً وجيشاً على الصمود والتماسك الذي أظهروه في وجه الهجمة الإرهابية، مؤكدين دعمهم لتطبيع الدول العربية علاقاتها بالنظام".
وأثار هذا الأمر استياء شريحة كبيرة من الكويتيين، وتجلى على مواقع التواصل الاجتماعي تزامنا مع الزيارة التي مضى عليها نحو شهرين، فانتقدوا زيارة الكريوين معتبرين أنها خروج عن المسار الذي رسمته الكويت، والثوابت التي راكمها الكويتيون منذ أول أيام الثورة السورية، والتي تتمثل أبرز مظاهرها في "إدانة جرائم النظام السوري الذي قتل وشرد الملايين من أبناء شعبه".
ويقول محامو كتلة الثوابت القانونية إنهم تقدموا في حينه بكتاب يتضمن طلبا رسميا من جمعية المحامين الكويتية بتوضيح موقفها من زيارة الكريوين إلى دمشق، وإدانة الزيارة عبر إصدار بيان واضح، لكن طلبهم قوبل بالصمت حتى الآن.
اتهامات بالتواطؤ
واتهم ممثلو الكتلة المحامون حسين الحردان وضرار السليم وعطية الحربي جمعية المحامين الكويتية بالتواطؤ ومحاولة لملمة القضية عبر التعتيم الإعلامي، إلى جانب محاولة تضليل الرأي العام عبر خلط الأوراق.
هذا الأمر دفع المحامين الثلاثة إلى عقد مؤتمر صحفي قالوا إنه يعد أولى خطواتهم التصعيدية المتعلقة بموقف اتحاد المحامين العرب وزيارة كبار أركانه للرئيس السوري وتهنئته بانتصاراته، والصمت الذي أبدته جمعية المحامين الكويتية حيال الزيارة.
وقال الحردان للجزيرة نت إن سلسلة الخطوات التي سيجري اتخاذها ضد الكريوين متنوعة، أولها عقد ندوات عامة لاطلاع الشعب الكويتي على حيثيات الزيارة، والتقدم بطلب انعقاد غير عادي للجمعية العمومية لجمعية المحامين الكويتية كي تناقش صمت مجلس الإدارة فضلا عن مطالبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتدخل كونها المسؤولة عن الجمعية، وأيضا المناداة بتحويل الكريوين إلى لجنة تأديب على تصرفه.
وأضاف أنه في حال لم تسفر هذه الخطوات عن نتيجة فإن الكتلة تعتزم اتخاذ إجراءات قانونية أمام القضاء الكويتي ضد الكريوين "كونه مس بسمعة المحامي الكويتي وزج به في خانة مشينة وسيئة وجبت محاسبته عليها".
وستطال الإجراءات القانونية المزمع اتخاذها أيضا رئيس جمعية المحامين الكويتية الحالي شريان الشريان كونه داعما لناصر الكريوين، وفق ما قال الحردان.
وقال إن التحركات الحالية ستوصل رسالة لمن يريد أن يمثل الكويت في الخارج بأن يكون سلوكه منضبطا، وأن أفعاله لن تمر مرور الكرام ولن تكون على حساب ثوابت الشعب الكويتي والشعوب العربية أجمع.
أهداف مجهولة
أما المحامي ضرار السليم فطالب الكريوين خلال المؤتمر الصحفي بالكشف عن أسباب زيارته لسوريا ولقاء بالأسد باعتبارها أبسط حقوق المحامين الكويتيين، مستنكرا الزيارة التي قال إنها أحدثت صدمة وإن أعضاء الوفد القائم بها لا يمثلون إلا أنفسهم.
من ناحيته تساءل المحامي عطية الحربي عن السند الذي اتخذه القائمون بالزيارة بحيث طابت نفوسهم وأقدموا على فعلتهم هذه، على الرغم من أن دماء الشعب السوري ما زالت تقطر من جرائم النظام، وفق قوله.
الجزيرة نت تواصلت مع الكريوين، لكنه رفض الإدلاء بتصريح للرد على اتهامات كتلة الثوابت القانونية الكويتية وما جاء في مؤتمرهم الصحافي، وتبيان الحيثيات التي أحاطت بزيارته تلك.