واشنطن بوست: في مصر.. كيف تقول الحقيقة إذا كان في ذلك نهاية حياتك؟

A student studies on one of the campuses at the American University in Cairo, October 24 2007. Drawn by curiosity about the Sept. 11 attacks on New York's World Trade Center in 2001, American students are venturing to the Middle East, eager to learn Arabic, study Islam and cut through media stereotypes as they prepare for careers in intelligence or diplomacy. To match feature EGYPT-USA/STUDENTS REUTERS/Tara Todras-Whitehill (EGYPT)
في حرم الجامعة الأميركية بالقاهرة (الجزيرة)

في مقاله بصحيفة واشنطن بوست علق الكاتب ديفد إغناشيوس على محاضرة ألقاها على مسامع طلبة قسم الصحافة بالجامعة الأميركية بالقاهرة نهاية هذا الأسبوع. وتساءل عما يقال لمثل هؤلاء الصحفيين الطموحين الذين يعرفون أن ثمن التحدث بحرية وسرد الحقائق التي لا تحبها الحكومة يمكن أن يكون السجن أو أسوأ؟

وقال إغناشيوس إن أول تحذير قدمه لهم هو "خذوا حذركم" لكنه أخبرهم بأنه على الرغم من أنهم يواجهون قيودا فإنهم يظلون جزءا من شبكة عالمية من المراسلين الذين يصارعون من أجل أداء وظائفهم قدر الإمكان في الأماكن التي قد يكون فيها قول الحقيقة أحيانا عقوبته الإعدام.

وذكر أنه يفكر في العاطفة والقوة المرتسمة على وجوه أولئك الشباب والشابات كما هو الحال مع العاملين بصحيفته، مع ذكرى مرور ستة أشهر على اغتيال زميلهم جمال خاشقجي الذي قتل بسبب تعليقاته الشجاعة عن السعودية.
في المجتمعات غير الحرة يضع الحكام القمعيون الذين يتفقون مع ترامب الصحفيين الشجعان في السجن لأنهم يؤدون وظائفهم

ويشرح الكاتب أنه وبالرغم من قوله إن مهنة الصحافة لا تحتاج إلى المزيد من "الشهداء" بالسعودية أو مصر أو الولايات المتحدة، فإنه عندما نظر إلى هؤلاء الطلبة تذكر أن الرقابة لعبة خاسرة في النهاية وأن هناك الكثير من العقول الشابة المشرقة حول العالم التي يمكنها رؤية الواقع بنفسها على الإنترنت وتقرر ما هو حقيقي وما هو زائف، وتواصل البحث عن طرق لتعيش حياة شريفة وحرة.

ويضيف إنغاشيوس أن من المحزن أن الناس قد لا يتمكنون دائما من الكتابة أو التحدث عن الحقيقة علنا لكنهم يعرفون ما هي، ويمكنهم أن يكونوا أحرارا في عقولهم، حتى وإن كانوا حبيسي أماكنهم. وقد يكون من المجازفة نشر الفضائح المعادية للحكومة، لكن هذا لا يعني أن الناس يصدقون الأكاذيب الموالية للحكومة. فهم يبقون الحقيقة حية في المكان الوحيد الذي لا يمكن أن يصل إليه المراقبون وهو داخل رؤوسهم.

وذكر الكاتب أنه سافر إلى القاهرة للمساعدة في الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لكلية الشؤون العالمية والسياسة العامة التابعة للجامعة الأميركية والذكرى السنوية المئة لإنشاء الجامعة. وأشار إلى أن هاتين المؤسستين تذكرانه بالهدايا التي قدمتها الولايات المتحدة للعالم تكفيرا عن أخطائها حيث إنها ساعدت في نشر فكرة حرية الفكر.

وألمح إلى أنه بالنسبة للطلبة المصريين في هذا المكان يصبح الأمر خطيرا أن تحقق في الخلافات السياسية، بل إن كلمة "التحقيق" تبدو خطيرة بالنسبة لبعض الإداريين. وصحيفة الجامعة الأميركية "ذي كارفان" تدرك هذه الحدود.

وأشار إلى أن زيارته لهذا المكان ذكرته بأن الأشخاص في كل مكان متساوون عندما يتعلق الأمر بالمعلومات وأنهم يريدون الحقيقة لكنهم يعرفون أن هذا يمكن أن يكون خطيرا، وفي بعض الأحيان لا يستطيعون نطق الحقائق بصوت عال لكنهم ما زالوا يتوقون إليها. ولهذا السبب يشعر بالانزعاج كلما سمع الرئيس ترامب يتحدث عن الصحفيين بوصفهم "أعداء الشعب".

وختم بأنه كل يوم في المجتمعات غير الحرة يضع الحكام القمعيون الذين يتفقون مع ترامب الصحفيين الشجعان في السجن لأنهم يؤدون وظائفهم.

المصدر : واشنطن بوست