على غرار أردوغان.. إمام أوغلو رياضي درس الإدارة وتقدم بإسطنبول

Ekrem Imamoglu, main opposition Republican People's Party (CHP) candidate for mayor of Istanbul, speaks during a news conference in Istanbul, Turkey April 1, 2019. REUTERS/Huseyin Aldemir
ثمة أوجه للشبه بين مسيرة إمام أوغلو ورجب أردوغان (رويترز)

زاهر البيك-أنقرة

لم يكن أكرم إمام أوغلو معروفا داخل تركيا وخارجها، قبل أن يخطف أنظار الأتراك والعالم بتحقيقه انتصارا مفاجئا في انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول، على حساب رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدرم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي اختير خصيصا لحسم المعركة.

ولد إمام أوغلو عام 1970 في قرية جيفيزلي بمدينة طرابزون المطلة على البحر الأسود شمال شرق تركيا، درس في مدرسة طرابزون الثانوية، وخاض مسيرة تشبه نوعا ما مسيرة رجب أردوغان.

تخرج من كلية إدارة الأعمال بجامعة إسطنبول مثله مثل أردوغان الذي درس إدارة الأعمال بجامعة مرمرة، وحصل على درجة الماجستير في ادارة الموارد البشرية، ثم بدأ حياته المهنية عام 1992 من خلال شركة عائلية تنفذ أعمال البناء، شغل لاحقا منصب رئيس مجلس إدارتها.

وعلى غرار أردوغان أيضا كانت ممارسة إمام أوغلو الرياضة طريقه إلى عالم السياسة، حيث لعب كرة القدم هاويا خلال سنوات دراسته، ثم لعب في نادي طرابزون لكرة القدم، كما عمل مديرا لنادي بيليك دوزو سبور.
 
وبالإضافة لدوره الرياضي والسياسي والاقتصادي، كان له دور نشط في الحياة الاجتماعية والثقافية، وهو عضو بالعديد من المنظمات غير الحكومية في مقاطعة بيليك دوزو إحدى مدن القسم الأوروبي من إسطنبول التي يعيش فيها منذ عام 1991.

‪إمام أوغلو محاطا بأنصاره في إحدى الجولات الانتخابية‬ (رويترز)
‪إمام أوغلو محاطا بأنصاره في إحدى الجولات الانتخابية‬ (رويترز)

صعود
أصبح إمام أوغلو رئيسا لحزب الشعب الجمهوري في بيليك دوزو، واستمرت شعبيته في التوسع حتى تم انتخابه رئيسا للبلدية هناك حيث حصل على نسبة 50.85% من أصوات الناخبين بالانتخابات البلدية التي جرت عام 2014.  
 
وخلال وقت قصير سلط إمام أوغلو الانتباه إلى حزبه في بيليك دوزو نتيجة التوسع الحضاري بالمدينة التي حقق بها إنجازات كبيرة ظهرت عام 2015، أي بعد توليه المنصب بعام واحد فقط.

اعتمد سياسة تعتمد على التوسع الحضاري وتزيين الشوارع وإقامة أماكن حضارية مميزة لجذب الشركات للاستثمار بها، حتى أصبحت المدينة تتميز بتنظيم إداري جيد وشوارعها العريضة والأشجار المنتشرة في أرجائها.

وعام 2015 تحدثت وسائل الإعلام التركية عن المدينة باعتبارها واحدة من أكثر المناطق المفضلة لسكان إسطنبول، وذلك بسبب تنوع وتعدد مواصلاتها وتطابقها مع المواصفات والمقاييس الأوروبية، وذلك بعد تنفيذ مشاريع سكنية على الطراز الأوروبي في الآونة الأخيرة.

وحين أعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي ترشح إمام أوغلو عن الحزب لتولي منصب رئيس بلدية مدينة إسطنبول الكبرى، قال وقتها إن نجاحه الكبير في بلدية مقاطعة بيليك دوزو خلال السنوات الماضية هو سبب الدفع به في المدينة الكبرى التي تعد رأس حربة بالانتخابات البلدية على مستوى الجمهورية.

شكل فوز إمام أوغلو خبرا مفاجئا للمجتمع التركي بشكل عام، وربما له شخصيا ولحزب الشعب الجمهوري، فالرجل لم يكن معروفا خارج إسطنبول من قبل، كما جاء فوزه بمثابة ضربة موجعة لتحالف الجمهور الذي اختار رئيس البرلمان يلدرم مرشحا بهدف حسم المعركة بسهولة.

وتعود المفاجأة أيضا إلى أن الرجل كمرشح عن حزب علماني أتاتوركي استطاع انتزاع رئاسة بلدية إسطنبول من أيدي الإسلاميين الذين احتفظوا برئاستها منذ عام 1994.
   
وترى ديليك زوجة إمام أوغلو -التي رافقته في كل محطات الدعاية الانتخابية- أن زوجها فاز بعدما بذل مجهودا انتخابيا كبيرا، وقالت في مقابلة تلفزيونية إن زوجها كان يمر على المنازل ويشرح للناخبين برنامجه ومخططه لتنمية المدينة.

استبق إمام أوغلو إعلان النتائج النهائية للانتخابات البلدية التي جرت الأحد، وبادر بتغيير ملفه التعريفي على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حيث غير منصبه بالنص التعريفي وكتب أنه "رئيس بلدية إسطنبول الكبرى".

وكان رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفن قد أعلن تقدم مرشح المعارضة في بلدية إسطنبول الكبرى على مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بفارق ضئيل جدا، لافتا إلى أن الاعتراضات مستمرة على النتائج حتى نهاية اليوم، وسيتم إعادة فرز عدد من الصناديق قبل إعلان النتيجة النهائية.

وأوضح غوفن في تصريحات للصحفيين أن إمام أوغلو حصل على أربعة ملايين و159 ألفا و650 صوتا، مقابل أربعة ملايين و131 ألفا و761 صوتا حصل عليها يلدرم.

المصدر : الجزيرة