مقال بناشونال إنترست: على الجزائريين الاستمرار في الثورة لضمان نجاحها
نصحت كاتبتان أميركيتان الشعب الجزائري بالتوحد لمنع النظام من إرجاء عقد الانتخابات المقبلة وضمان انتقال سلمي للسلطة، قائلتين إنه وبدون تحول مؤسسي شرعي فإن الجزائر تواجه "احتمالا غير سار" بأن يصبح حراكها "ثورة أخرى فاشلة".
واعتبرت الكاتبتان (وكلتاهما باحثتان بدراسات الشرق الأوسط والشؤون الدولية) ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة لم تكن سوى محاولة من تلك الجماعة المتنفذة للحفاظ على قبضتها على السلطة.
الاتفاق على خليفة
وجاء قرار تلك المجموعة باستغلال بوتفليقة مرة أخرى ودفعه لخوض الانتخابات الرئاسية -تقول الكاتبتان- ليعكس إخفاقها في الاتفاق على خليفة محتمل وظنها أن الرجل ما يزال يتمتع بتأييد شعبي عريض نظرا لدوره في إنهاء الحرب الأهلية أوائل تسعينيات القرن الماضي.
وترى بوبي وكوك أن المجموعة أخطأت حين اعتقدت بقدرتها على التشبث بالسلطة، فقد اندلعت الاحتجاجات الشعبية في عموم البلاد مطالبة بتغيير القيادة وحققت قدرا من النجاح تمثل حينها في سحب بوتفليقة ترشيحه لولاية خامسة.
تغييرات شكلية
ويشير المقال إلى وجود ثمة "شروخ بائنة" في وعود بوتفليقة وزمرته الحاكمة. ففي حين أُضيفت لغة جديدة في دستور البلاد عام 2016 انتقد الكثيرون تلك الخطوة باعتبارها محاولة من بوتفليقة لتفادي إجراء تغييرات ملموسة.
ولم يكن هناك ما يدل على أن التعديلات الدستورية الماضية قد أحدثت أي تغيير، بل بالعكس فقد وطدت سلطات الزمرة الحاكمة وعززت أدوات القمع في البلاد، بحسب المقال.
وفي غضون ذلك -تقول بوبي وكوك- بدا وكأن الجيش الجزائري قد بدّل ولاءه من بوتفليقة ليبقى إلى جانب الشعب، وهو تحول اعتبره البعض خطوة في الاتجاه الصحيح.
تحذير من التفاؤل
لكن الكاتبتين حذرتا الجزائريين من تنفس الصعداء أو إبداء تصريحات متفائلة، فـ "لنذكر أنفسنا بأن ما يهم الجيش الجزائري هو المحافظة على الوضع الراهن".
واستطرادا، تزعم الكاتبتان أن النخب العسكرية ظلت طوال عهد بوتفليقة في السلطة تتمتع بسلطة غير قابلة للمساس وبالهيبة، لكنها الآن على استعداد لإدارة ظهرها لبوتفليقة ليس لأنها انحازت للشعب بل لأن استماتتها في إبقائه على سدة الحكم بدت باهظة التكلفة كما أن الزمرة الحاكمة لا ترغب بالتضحية بالنظام الذي يتيح لها فرض هيمنتها.
وبوقوفه بجانب الشعب -تزعم كاتبتا المقال- يستطيع الجيش صون سلطته من خلف الكواليس.