إندبندنت: أكبر أعداء أردوغان ليس إمام أوغلو بل الاقتصاد المتداعي

People shop at a food market in Istanbul, Turkey, February 11, 2019. REUTERS/Murad Sezer
إندبندنت: الاقتصاد أثبت أنه يشكل "خطرا فتاكا" لسلطة حزب العدالة والتنمية (رويترز)

توقعت صحيفة الإندبندنت البريطانية ألا يتمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ممارسة قبضته على زمام الأمور بالبلاد، في وقت ينهار فيه الاقتصاد بين يديه.

وقالت الصحيفة إن عدو أردوغان الأول هو "الاقتصاد المتداعي"، وليس مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو الذي أعلن عن تقدمه بانتخابات بلدية إسطنبول الكبرى التي ظهرت نتائجها الأولية الأحد.

وأضافت -في افتتاحيتها اليوم الأربعاء- أن الاقتصاد أثبت أنه يشكل "خطرا فتاكا" لسلطة حزب العدالة والتنمية الحاكم أكبر من الحرب في سوريا أو التهديد المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية.

صعود نجم إمام أوغلو
ورأت أن صعود نجم شخصيات مغمورة في الساحة السياسية لأي بلد واكتسابها شهرة عالمية عادة ما يشي بمتاعب لتلك الدولة. وضربت الإندبندنت مثالا على ذلك برئيس مجلس العموم البريطاني (البرلمان) جون بيركاو الذي بات نجما عالميا بفضل البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي).

وهناك نظير بيركاو في فنزويلا، خوان غوايدو، ثم أكرم إمام أوغلو. وتشير الصحيفة إلى أن الانتخابات البلدية لم تكن تثير كل ذلك الاهتمام خارج حدود البلاد، غير أن ما حققه أكرم أوغلو يعد "إنجازا لافتا".

أردوغان بات في حاجة ماسة لترميم علاقاته مع الولايات المتحدة، وخفضها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

واعتبرت الإندبندنت التنافس في إسطنبول أقوى دليل على أن الديمقراطية لا تزال فاعلة في البلاد، مشيرة إلى أن نتائج الانتخابات تبرز أن تركيا لم تصبح بعد "دولة الحزب الواحد" وأن الرئيس أردوغان يمكن هزيمته.

أحد التجليات
ووصفت الطعون التي قدمتها الحكومة التركية في العديد من النتائج، بأنها لا تبعث على التفاؤل الكبير، لكن "ذلك هو ديدن أردوغان وربما يحالفه النجاح"، معتبرة ذلك أحد تجليات قبضته على السلطة "ودأبه في ترهيب كل من يقف في طريقه".

ومما زاد الطين بلة على أردوغان –بحسب الإندبندنت- تلك "الحرب التجارية" التي خاضها مع أميركا وأدت إلى انهيار الليرة التركية، وأججت التضخم، وأسهمت في انحدار الاقتصاد إلى هوة الركود.

وأسهبت الصحيفة في تلك المعطيات لتصل إلى أن أردوغان بات في حاجة ماسة لترميم علاقاته مع الولايات المتحدة، وخفضها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وختمت افتتاحيتها بالزعم أنه سواء كان أردوغان محقاً أم لا في تحميل الداعية فتح الله غولن مؤسس "حركة الخدمة" مسؤولية المحاولة الانقلابية ضده في 2016، فإن الرئيس التركي يواجه عددا "هائلا" من الأعداء مثل الركود الاقتصادي، والتضخم والبطالة.

المصدر : إندبندنت