العربي بلخير.. صانع الرؤساء بالجزائر

الوزير والسفير الجزائري السابق العربي بلخير Larbi Belkhei - AFP/Getty Images)
بلخير تولي العديد من المناصب السامية وكان دائما يهمس في أذن ساكن القصر الرئاسي بالجزائر (الجزائر)

العربي بلخير سياسي ودبلوماسي جزائري، خريج المؤسسة العسكرية، تولى عددا من المسؤوليات الهامة خلال فترة حساسة من تاريخ الجزائر. اعتبر لمدة طويلة ضمن الدائرة الضيقة لصناع القرار في الجزائر، ووصفه البعض بصانع الرؤساء.

المولد والنشأة
ولد العربي بلخير عام 1938 في فرندة بولاية (محافظة) تيارت غربي الجزائر.

الدراسة والتكوين.

درس العربي بلخير بالمدرسة الفرنسية، وانتقل بين معسكر ووهران وسيدي بلعباس غربي الجزائر وفاس المغربية، ثم انضم إلى المدرسة العسكرية في سان ماكسون في فرنسا.

فرّ من الجيش الفرنسي والتحق بالثورة عام 1958، وعمل من تونس في صفوف جيش التحرير الوطني.

ينتمي بلخير إلى جيل من ضباط الجيش الذين شكلوا الأساس للنخبة الحاكمة في الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962.

التجربة العسكرية والدبلوماسية
تدرج العربي بلخير بعد الاستقلال في المناصب مستفيدا في ذلك من حاجة الجيش لضباط احترافيين، عندما كانت أغلبية المقاومين الذين شاركوا في الثورة ذوي تعليم بسيط أو منعدم.

وبرز دور الرجل بوصفه فاعلا أساسيا في كل القرارات العليا التي كانت تتخذ في هرم الدولة بداية من اختيار خليفة الرئيس الراحل هواري بومدين في ديسمبر/كانون الأول 1978.

وكان له دور بارز في ترجيح كفة الشاذلي بن جديد لخلافة بومدين خلال اجتماع لقادة من المؤسسة العسكرية في المدرسة الوطنية للتقنيين والمهندسين في الجزائر العاصمة التي كان يديرها.

رقّاه بن جديد لرتبة عقيد وعينه أمينا عاما رئاسة الجمهورية ثم وزيرا للداخلية بداية من سبتمبر/أيلول 1991، وأشرف على تنظيم أول انتخابات برلمانية تعددية في الجزائر فازت بجولتها الأولى الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

كان من بين العسكريين الذين قرروا دفع الشاذلي بن جديد للاستقالة ووقف المسار الانتخابي ومنع إجراء الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية.

أشرف بلخير رفقة آخرين على تشكيل المجلس الأعلى للدولة الذي تولى تسيير البلاد عقب "استقالة" بن جديد، ثم الاستنجاد بمحمد بوضياف الذي كان مقيما في المغرب لرئاسة المجلس.

بعد اغتيال بوضياف يوم 29 يونيو/حزيران 1992، توارى بلخير عن الأنظار واكتفى بتسيير أعماله الشخصية.

عاد بلخير للواجهة في عام 1999، وكان له دور بارز في الوصول لتوافق بالمؤسسة العسكرية لدعم ترشيح عبد العزيز بوتفليقة للرئاسة.

عينه بوتفليقة مديرا لديوانه بعد وصوله للرئاسة ثم كبيرا لمستشاريه، واستمر في منصبه لغاية 2005 حين عيّن سفيرا للجزائر في المغرب بعد خلافات مع الرئيس بشأن الصلاحيات.

الوفاة
توفي العربي بلخير يوم 28 يناير/كانون الثاني 2010 في الجزائر عن عمر ناهز 72 عاما بعد معاناة من مشاكل صحية على مستوى الجهاز التنفسي، ودفن في مقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية والتي يدفن فيها كبار المسؤولين وأهم الشخصيات في البلاد.

المصدر : الجزيرة