أطفال الجهاديين.. كابوس يقض مضجع فرنسا

epa07447295 French President Emmanuel Macron attends a debate with intellectuals at the Elysee Palace in Paris, France, 18 March 2019. EPA-EFE/MICHEL EULER / POOL MAXPPP OUT
ماكرون أكد أنه ليس لفرنسا خطط لإعادة الجهاديين (الأوروبية)

تواجه فرنسا معضلة جديدة -وفق صحيفة لوفيغارو- تتمثل في وجود نحو خمسمئة طفل فرنسي اختار آباؤهم الذهاب إلى سوريا والعراق للقتال، حيث تباينت الآراء ما بين مؤيد للبحث عنهم وترحيلهم، ومعارض لكل ذلك مبررا موقفه بالخطر الأمني الذي يمثله ذلك القرار على استقرار البلد.

وأكدت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون في أكثر من مناسبة معارضتها لجلب الأسر الفرنسية التي اختارت السفر بـ "برضاها إلى المناطق المضطربة أمنيا بغرض الجهاد ضد الغرب وفرنسا" سواء تعلق الأمر بالكبار أو الصغار.

وعبر ماكرون عن ذلك بوضوح بتصريح في الـ 26 من فبراير/شباط الماضي، عندما أكد أن فرنسا ليسها لديها "برنامج لإعادة الجهاديين إلى البلاد".

بل إن المدعي العام السابق فرانسوا مولين سبق ووصف "أطفال الجهاديين" العائدين بأنهم مجرد "قنابل معدة لتتفجر لاحقا".

وإذا كان الأمر محسوما بالنسبة للآباء والأمهات، فإن الحرج يأتي من الأطفال، فإلى جانب العبء الأخلاقي الإنساني، تخشى باريس من عدم التعامل مع هذه الظاهرة مبكرا مما قد يشكل لها خطرا أمنيا لاحقا.

تقول الصحيفة الفرنسية إن 95 طفلا عادوا إلى البلاد منذ 2015، ونحو مئة آخرين معتقلون من طرف قوات سورية مؤيدة للتحالف الغربي، فيما لا توجد معطيات دقيقة عن أماكن وجود البقية.

ومن عادوا بالفعل -عدد منهم لا يتجاوز عمرهم السنتين- يعانون من أمراض نفسية عديدة بالنظر إلى ما عاشوه بالعراق وسوريا من خراب ودمار ومعارك وقصف لا ينتهي.

وصرح الخبير النفسي الفرنسي ثييري بوبي للصحيفة بأن القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة، والتأخر في النمو، واضطرابات النوم، ومشاكل التغذية، هي الأمراض المشتركة التي يعاني منها العائدون. وتزيد حدتها مع طبيعة الأحداث التي عاشها كل واحد منهم على حدة، وبينها -إلى جانب الحرب ومصائبها- فصلهم عن أمهاتهم سواء في العراق وسوريا أو عند العودة.

وأصدرت الحكومة في 23 فبراير/شباط 2018 قرارا إداريا يسمح بدمج الأطفال العائدين بالمدارس التعليمية، خاصة وأن كثيرا منهم عبروا عن رغبتهم في الالتحاق بالمدرسة وملاقاتهم أقرانهم، وهو أمر شدد بوبي على أهميته.

ولا تشكل عودة "الجهاديين" وأطفالهم معضلة لفرنسا فقط، بل الأمر يقض مضجع العديد من الدول الأوروبية تحديدا، وبينها بريطانيا، حيث تشير الأرقام إلى أن هناك قرابة ألف بريطاني تورطوا في الانضمام لتنظيم الدولة منذ عام 2015 بعد أن كان العدد يبلغ قرابة ثلاثمئة بداية ظهور التنظيم.

وأثارت قصة الفتاة البريطانية المولد والجنسية ذات الأصول البنغالية شميمة بيجوم (19 عاما) جدلا واسعا في بريطانيا، حيث رفضت الحكومة عودتها وسحبت جنسيتها. بينما شدد آخرون على حقها في العودة مع ضرورة محاسبتها قانونيا.

وسافرت الفتاة البريطانية إلى سوريا عام 2015 للزواج من مقاتل هولندي الجنسية في تنظيم الدولة.

المصدر : الصحافة الفرنسية