واشنطن بوست: ترامب يبعث برسالة خاطئة.. وعلى زعماء العالم إدانة هجوم نيوزيلندا

A woman carries a candle at a vigil for victims of the mosque shootings in New Zealand, outside city hall in Toronto, Ontario, Canada March 15, 2019. REUTERS/Chris Helgren
متظاهرون ضد الإسلاموفوبيا (رويترز)

يجب تسمية المذبحة المروّعة في نيوزيلندا باسمها الصحيح، فهي هجوم إرهابي نفذه متعصب قومي أبيض متشبع بالإسلاموفوبيا ويدفعه التطرف الجامح الذي ينتشر في أحلك ثنايا الإنترنت، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.

أوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن القوى التي دفعت هذا الرجل لارتكاب جريمته قديمة وهي الجهل والتعصب والحمية المتعطشة للدماء.

ونبهت إلى أن الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية لم تخترع الشر، وإنما جعلته في متناول الجميع بكل مظاهره المبتذلة والشائكة.

وأشارت إلى أن مهاجم المسجد بنيوزيلندا عبر عن رغبته الواضحة في إثارة الفتنة وزرع الشقاق، حين كتب أنه يريد "التحريض على العنف والانتقام ومزيدا من الانقسام".

ولذلك، فإن الصحيفة دعت قادة العالم إلى الإدانة الواضحة ودون مواربة لهذا العمل البشع، منبهة إلى أن الهجوم على المساجد، كما هو الحال في أي مكان للعبادة، أمر شرير وخطير بشكل خاص.

ولفتت واشنطن بوست إلى أن البيض العنصريين أشادوا عبر الإنترنت بهذا القاتل ووصفوه بأنه "بطل"، وعبروا عن بهجتهم لعمليته وهو يبثها على الهواء مباشرة.

لكن الواقع، حسب الصحيفة، أن هذا المهاجم وحش ذبح أناسا أبرياء دون تمييز، بينهم آباء وأطفال وكبار في السن وشباب.

وقالت واشنطن بوست إنها لا تتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمسؤولية عن هذه المأساة، على الرغم من تاريخه الحافل بالتصريحات المعادية للإسلام وحظر السفر الذي أقره واستهدف دولا ذات أغلبية مسلمة.

لكنها أبرزت أن ترامب أخطأ حين لم يستطع أن يـَحمل نفسَه على انتقاد القوميين البيض وحين قال إنه لا يرى فيهم مشكلة.

وكان عليه بدلا من ذلك، وفقا للصحيفة، أن يعلن بشكل لا لَبس فيه أن الأيديولوجية التي يتبناها هذا المهاجم مرفوضة في الخطاب الحضاري، وأن من الضروري أن يدين زعماء العالم تلك الفعلة الشنعاء بوضوح ودون أي لبس.

المصدر : واشنطن بوست