واشنطن بوست عن خطاب ترامب: لا إلحاح على الجدار
وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه عن حالة الاتحاد الليلة الماضية دعوة غير مقنعة للحزبين للتعاون، كما دعا لبناء الجدار مع المكسيك دون إلحاح، واستمر في إصراره على الانسحاب من سوريا وأفغانستان، وسلط الضوء على مجالي البنية التحتية وأسعار الأدوية، وأبرز الانتصارات التي حققتها المرأة في الانتخابات.
ورد ذلك في مقال نشرته واشنطن بوست عن أسرع ما يمكن الانتباه إليه من قضايا تضمنها خطاب ترامب. وتحدث كاتب المقال آرون بليك قائلا إنه وفي دعوته للتعاون بين الحزبين كان من الواضح أن ترامب أراد أن يتذكر الناس خطابه على أنه دعوة إلى التعاون.
وأضاف أن ترامب في هذا الشأن دعا لرفض سياسات الانتقام والمقاومة، وتبنى فرص التعاون اللامحدود والتنازلات والصالح العام. وعلق بليك بأن هذا الخطاب يتعارض مع سياسات ترامب المثيرة للانقسامات والكراهية والعنصرية خلال الأعوام الماضية، لكن الديمقراطيين سينظرون إلى ذلك على أنه تطور ملائم تماما، بعد أن سيطروا على مجلس النواب واحتاجهم ترامب.
لا إلحاح على الجدار
وعن الجدار، كان السؤال الكبير الذي طرحه الناس نهار أمس، وهو كيف سيضغط ترامب من أجل الجدار؟ وقال الكاتب إنه فعل إلى حد ما؛ فبينما ركز على الجدار في جزء كبير من الخطاب، فإنه لم يتحدث عن ذلك بلغة الإنذارات، بل كشيء يرغب في تنفيذه.
واستمر ترامب في الحديث عن ضرورة الانسحاب من أفغانستان وسوريا المخطط له، الذي تعرض لشكوك كبيرة مؤخرا؛ نظرا إلى القلق بين القادة العسكريين والجمهوريين بشأنه إذا تم سريعا والخوف من الفراغ، وصوّت مجلس الشيوخ حتى على توبيخ ترامب.
وفي خطابه، قدّم ترامب بضع إيماءات موجزة إلى نواياه السابقة، قائلا إنه كمرشح للرئاسة قد تعهد بنهج جديد، وإن الشعوب العظمى لا تحارب الحروب التي لا نهاية لها.
البنية التحتية والأدوية
ورغم أن التعاون بين الحزبين أمر يبدو صعبا بعد العامين المنصرمين العاصفين، واقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2020، إلا أن ترامب أبرز مجالين للتعاون الممكن؛ وهما البنية التحتية وأسعار الأدوية.
وقال في الخطاب يجب أن يكون الطرفان قادرين على الوحدة من أجل إعادة بناء كبيرة "للبنية التحتية الأميركية المتهالكة"، وقال أيضا من غير المقبول أن يدفع الأميركيون أكثر بكثير من الناس في البلدان الأخرى مقابل الأدوية نفسها.
ويُلاحظ أن كثيرا من الديمقراطيات أعضاء الكونغرس ارتدين اللون الأبيض -بمن فيهن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي– إظهارا لوحدتهن وجذب الانتباه بصريا، وإبراز الهوة بين الجنسين عندما يتعلق الأمر بالتنوع الجنسي.
ورغم ذلك، يقول آرون إن ترامب واجه ذلك بما أعده من حديث، لكن أكثر اللحظات وحدة بين الحزبين وصخبا خلال الخطاب ربما كانت تلك اللحظة التي وجّه فيها تحية للعدد القياسي من النساء اللائي دخلن الكونغرس الجديد، حيث صاح بأسمائهن، وحصل على تصفيق حار لدى إبرازه المكاسب الانتخابية للمرأة خلال فترة حكمه.