"ملناش ذنب".. حملة للجالية المصرية بقطر تطالب بعودة الطيران المباشر

CAIRO, EGYPT - MAY 20: People are seen arriving at Cairo International Airport Terminal 1 on May 20, 2016. Debris including seats and personal belongings from EgyptAir Flight 804 which crashed in the Mediterranean carrying 66 people on Thursday was found 180 miles north of Alexandria, Egyptian military confirmed. (Photo by Chris McGrath/Getty Images)
قرار منع الطيران المباشر مع قطر يؤثر فقط على الجالية المصرية (غيتي)
الدوحة-الجزيرة نت
تحبس المصرية وفاء محفوظ أنفاسها وهي تجلس أمام أحد موظفي شركات الطيران بحثا عن تذاكر سفر لها ولأفراد أسرتها إلى مصر خلال فترة الصيف المقبل.

فوفاء ليس بمقدورها رفاهية الاختيار بين الأفضل لدى شركات الطيران، ولكنها تبحث عن الأرخص في ظل ارتفاع سعر تذاكر الطيران بشكل مضاعف منذ الحصار المفروض على قطر، والذي تشارك فيه بلادها مصر بإغلاق مجالها الجوي ومنع الطيران المباشر بين البلدين.

وبعد مدة من البحث عن الرحلات المتوفرة، قال موظف الحجز إن تكلفة سفرها وزوجها وأطفالها الثلاثة تبلغ 18 ألف ريال (الدولار الواحد يساوي 3.65 ريالات قطرية) مع فترة ترانزيت تتجاوز 12 ساعة في السفر ذهابا وإيابا. شكلت تلك الكلمات صدمة كبيرة لوفاء التي كانت تطمح للسفر هذا العام لبلادها بعدما ألغت العام الماضي السفر بسبب زيادة أسعار التذاكر، لترى نفسها أمام المصير نفسه بالقبول بالبقاء عاما آخر دون رؤية الأهل لأن ما استطاعت الأسرة توفيره طوال العام لا يكفي لتكلفة السفر.

وتأمل وفاء أن تحقق حملة "ملناش ذنب" -التي أطلقها ناشطون في الجالية المصرية المقيمة في الدوحة- المعجزة بأن تقتنع الحكومة المصرية بأن قرار منع الطيران المباشر مع قطر يؤثر فقط على الجالية المصرية الموجودة في البلاد والتي يبلغ تعدادها 350 ألف شخص، وأن المصريين المقيمين في قطر يقعون فريسة بين جشع شركات الطيران التي تستغل الموقف وترفع أسعار التذاكر وبين الشعور بالعجز أمام الرغبة في زيارة الوطن.

‪‬ المصريون المقيمون في قطر يقعون فريسة بين جشع شركات الطيران التي تستغل الموقف(غيتي)
‪‬ المصريون المقيمون في قطر يقعون فريسة بين جشع شركات الطيران التي تستغل الموقف(غيتي)

مقارنة بين الأسعار
وتروي وفاء المقيمة في قطر من أحد عشر عاما أنه قبل الحصار على قطر كانت تكلفة السفر إلى بلادها لا تتجاوز 8 آلاف ريال لها ولأفراد أسرتها مع المقارنة بأسعار اليوم، فضلا عن الراحة في السفر المباشر وتجنب صنوف المتاعب التي يتعرض لها المسافرون على الخطوط الجوية المختلفة من ضياع للحقائب وتأخر في السفر ومشاكل في الترانزيت، بالإضافة إلى الأسعار المبالغ فيها.

ووجد المصريون المقيمون في قطر ضالتهم في حملة #ملناش_ذنب، التي تتصاعد خلال الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وباتت طوق النجاة الوحيد لحث الحكومة المصرية على إعادة النظر في قرارها بوقف الطيران المباشر بين البلدين، فمنهم من أنتج فيديوهات تلخص المعاناة وتطرح الحل للمسؤولين في بلادهم، ومنهم من يحث مصريي الداخل على المشاركة في حملتهم ومساعدتهم على إيجاد حل لتلك المعاناة.

ويحاول أحمد شلبي الموظف بإحدى شركات الطيران، إيجاد حلول للمصريين المقيمين بقطر، ويقول إنه يحاول مساعدة كل من يلجأ إليه للحصول على تذاكر طيران مناسبة لكن الوضع بات صعبا خاصة في ظل حجم الجالية المصرية الضاغط على شركات الطيران الأخرى، موضحا أن أسعار الطيران في العالم خاضعة للعرض والطلب، وعند زيادة الطلب على شركات معينة تزيد الأسعار بشكل مباشر، وهذا ليس استغلالا بقدر ما هو أساس العمل في هذا المجال.

رحلات مكثفة
ويضيف شلبي أن مصر للطيران كانت تنظم ثلاث رحلات يومية بين مطاري حمد بالدوحة والقاهرة، بالإضافة إلى ثلاث رحلات أخرى للخطوط الجوية القطرية، فضلا عن رحلات كانت تنظمها القطرية لمطارات برج العرب والأقصر وأسوان، كل ذلك توقف بين يوم وليلة، وأثّر ذلك على سوق تذاكر السفر إلى مصر.

وذكر أنه خلال السنوات الماضية مكث المسافرون على بعض الرحلات في مطارات لمدة أربعة وخمسة أيام بحثا عن طريق للسفر أو العودة إلى بلدانهم، فضلا عن المشكلات الناجمة عن ضياع آلاف الحقائب.

ويبين شلبي أن شركات الطيران لا تملك أي حلول تقدمها للجالية المصرية في الدوحة، فقبل الحصار كانت تذكرة الطيران المباشر تتراوح ما بين 1500 ريال قطري إلى 2000 ريال حسب الموسم، لكن الحال تغيرت اليوم حيث تتراوح تذكرة طيران من 3000 إلى 5000 ريال في أوقات الذروة خلال الصيف، معربا عن تأييده للحملة التي يقوم عليها الناشطون في الجالية لحث حكومتهم على التراجع عن هذه القرارات الكارثية.

أما المهندس بإحدى شركات المقاولات مجدي. س فقط طالب بتوحيد الجهود للضغط على الحكومة المصرية لتحقيق مطلب رعاياها في السفر المريح خاصة وأن المصريين المقيمين في الخارج هم مصدر النقد الأجنبي الأول في الموازنة المصرية، مشددا على أن عدم الاستجابة لطلباتهم قد تدفعهم إلى التصعيد بإيقاف التحويلات التي تصل إلى قرابة المليار دولار سنويا من قطر فقط.

وتعد تحويلات المصريين بالخارج أحد أهم مصادر النقد الأجنبي في مصر، فوفقا للأرقام الرسمية فقد وصل إجمالي تحويلات المصريين العاملين في الخارج خلال عام 2018 إلى 25.5 مليار دولار كأعلى مورد للنقد الأجنبي في ميزانية البلاد.

المصدر : الجزيرة