السودان.. البشير يستكمل التغييرات وحزبه يعد بالتداول السلمي للسلطة
المعارضة ترد
بيد أن قرارات الرئيس السوداني -التي جاءت مع دخول الاحتجاجات شهرها الثالث- جوبهت بالرفض من جل قوى المعارضة.
ونقل مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي الكباشي عن الأمينة العامة لحزب الأمة القومي المعارض سارة نقد الله قولها إن خطاب البشير كان مخيبا للآمال ولا يعني حزبهم، معتبرة أن ما ورد فيه محاولة لكسب الوقت في مواجهة الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثالث.
وكان حزب الأمة رد على القرارات الرئاسية بإعلان تمسكه بالنضال السلمي، وفق ما ورد في بيان له.
كما قال القيادي في تحالف الإجماع الوطني المعارض ساطع الحاج إن دعوة الرئيس للحوار تجاوزها الزمن، وتجاوزها منطق الشارع. وأضاف أن من يريد حوارا حقيقيا في السودان عليه أن يرفع القبضة الأمنية، ويوفر مناخا من الحريات العامة.
بدوره، أكد تجمع المهنيين السودانيين -الذي يضم أحزابا وشخصيات معارضة- أن المظاهرات ستستمر حتى يتنحى البشير عن الحكم الذي يتولاه منذ 1989.
كما رفض حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل أي حلول لا تخاطب جوهر الأزمة السودانية وتلتف على مطالب ما وصفها بثورة السودانيين، وشدد على تنحي الرئيس، في حين دعا حزب البعث العربي الاشتراكي بدوره لمواصلة التظاهر حتى إسقاط النظام.
في المقابل، قال رئيس تحرير صحيفة "آخر لحظة" السودانية أسامة عبد الماجد للجزيرة إن قرارات الرئيس صممت بشكل جيد، وجاءت بعد مشاورات معمقة أجراها حزب المؤتمر الوطني الحاكم، معتبرا أنها بمثابة إعلان للجمهورية الثالثة.
تجدد المظاهرات
ورد بعض السودانيين على قرارات الرئيس البشير بتنظيم المزيد من الاحتجاجات، ولكن على نطاق محدود.
وخرجت صباح اليوم السبت مجموعة من طالبات جامعة الأحفاد للبنات في مدينة أم درمان في مظاهرة طالبت برحيل النظام والحرية والعدالة.
وتضمنت هتافات المتظاهرات رفضا لقرارات البشير بحل حكومته وفرض حالة الطوارئ، كما تداول ناشطون مقاطع مصورة لمظاهرات خرجت اليوم في بعض مناطق الخرطوم، وبمدينة ود مدني جنوب العاصمة، في حين أظهر مقطع آخر تعزيزات أمنية بالخرطوم.
وتأتي المظاهرات الجديدة على الرغم من فرض حالة الطوارئ التي يفترض أن تقيد التجمعات والحريات، لكن مدير مكتب الجزيرة نقل عن مدير جهاز الأمن السوداني قوله إن الطوارئ تستهدف مكافحة الفساد لا تقييد الحريات.
وكانت مظاهرات ليلية عمت عددا من أحياء العاصمة الخرطوم بعد خطاب البشير، وأعلن المتظاهرون في هتافاتهم ولافتات رفعوها رفضهم القرارات، وتمسكوا برحيل النظام.
في السياق، اعتقل جهاز الأمن السوداني رئيس تحرير صحيفة التيار السياسية اليومية عثمان ميرغني من مقر الصحيفة ونقله إلى جهة غير معلومة.
وقال مسؤولون في الصحيفة للجزيرة إن ميرغني اعتقل بعد خطاب البشير مباشرة.