"الأحد الحزين".. انقلاب حافلة بتونس يخلّف صدمة وغضبا

epa08038256 Tunisian President Kais Saied (L) and Prime Minister Youssef Chahed (L) visit the scene of a road accident that saw a bus plunge over a cliff into a ravine in Ain Snoussi, Tunisia, 01 December 2019. A bus carrying Tunisian tourists crashed in the mountains in the country’s north , killing 22 people and injuring 21, the interior ministry said. EPA-EFE/STR
رئيسا الدولة والحكومة تنقلا إلى عين المكان مساء أمس (الأوروبية)

"الأحد الحزين" هكذا مرّ يوم أمس في تونس بعد أن تحوّلت رحلة ترفيهية إلى مأساة حقيقية خلفت 26 قتيلا وعددا من الجرحى البعض منهم في حالة خطرة.

وأحدثت الكارثة حالة من الحزن والغضب والصدمة بين التونسيين بمواقع التواصل الاجتماعي مع نشر صور جثث الضحايا من الشباب الذين كانوا في رحلة سياحية، كما دفعت عائلات لإطلاق عمليات بحث عن أبنائهم الذين كانوا بالحافلة مع انقطاع أخبارهم.

وتمثّل الحادث المروري المروّع في انقلاب حافلة كانت تقل 43 شخصا، وسقوطها بعد تجاوزها حاجزا حديديا في مجرى وادٍ بمنطقة عمدون من ولاية (محافظة) باجة شمال غربي البلاد.

وبثت مشاهد الحادث على مواقع الإذاعات المحلية، وتم تداولها على نطاق واسع على شبكات التواصل. وأظهرت جثثا متناثرة على الأرض وحافلة محطمة تماما. وفي مشاهد أخرى بدت جثث شبان يرتدون أزياء وأحذية رياضية.

 

من رحلة لمأساة
وكان الضحايا من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين عشرين وثلاثين عاما في رحلة إلى مدينة عين دراهم القريبة من الحدود مع الجزائر التي تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة مما يجعلها مقصد الكثير من التونسيين خاصة هذه الفترة من السنة حيث تشهد تساقطا للثلوج.

لكن جمال هذه المنطقة الجبلية لا يحجب حقيقة اهتراء البنية التحتية، وصعوبة السير في طرقها المتعرجة والمنحدرة، والتي وصفها كثيرون بأنها "طريق للموت" بسبب الحوادث المرورية القاتلة الكثيرة التي شهدتها وكان آخرها حادث انقلاب الحافلة.

تقول الصحفية مبروكة خذير في تدوينة على موقع فيسبوك: طالما نظرت لها طريقا للموت على جمالها. سقوط للحافلة من علو، حادث مريع تمثل في سقوط حافلة متجهة من عمدون لعين دراهم وعلى مستوى منعرج.. كثير من الضحايا وبعض من الناجين" ووصفته بأنه "طريق الموت".

حوادث مشابهة
وقد استذكر كثيرون حوادث مشابهة وقعت في المكان ذاته، معتبرين أن الدولة لم تتخذ أية إجراءات لإصلاح الطريق وتلافي مخاطر الانزلاق.

وهو ما جاء في تدوينة للسياسي ومرشّح الانتخابات الرئاسية السابقة لطفي المرايحي على موقع فيسبوك حيث قال: منذ حوالي سنة كنت شاهد عيان على انزلاق حافلة على طريق باجة عمدون في ذات المنعرج الخطير الذي أودى اليوم بحياة ضحايانا وهم في ريعان الشباب. قضاء وقدر ولا مرد لإرادة الله. لكن بين هذا الحادث وذاك ما الذي وقع اتخاذه من حيطة لتلافي مخاطر هذا المنعرج؟ 

يأتي ذلك في وقت نشرت العديد من الحسابات صورا للمنعرج الخطير الذي وقع فيه الحادث، متسائلين عن الأسباب التي منعت الدولة من تهيئته والتخطيط لإنجاز جسر يمكّن من تفادي مثل هذه الحوادث القاتلة.

وبدا مشهد سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مكان الحادث، وهي تقف واحدة تلو الأخرى، دليلا على حجم الكارثة، وقد غير الكثيرون صورة الغلاف الخاصة بهم على فيسبوك بهذه الصورة، معلقين على ذلك بالقول "كورتاج الموت" أي موكب الموت.

تحميل المسؤولية
وعقب الحادث- الذي وقع صباح الأمس حوالي 11 بالتوقيت المحلي (9 بالتوقيت العالمي)- انتقل مساء اليوم الرئيس قيس سعيد ورئيس حكومة تصريف الأعمال إلى عين المكان لمعاينة الأضرار. كما تابعا الحالة الصحية لبعض الجرحى.

وحمّل سعيّد "المسؤولية لكل من سيثبت تسببه في بقاء الطريق الرابطة بين معتمديتي عمدون وعين دراهم على ذلك الوضع من الرداءة" معتبرا أن "استخدام مثل الحافلة التي انقلبت جرم يرتكب في حق المسافرين" وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.

ولدى معاينته مخلّفات هذا الحادث، عبّر سعيّد -الذي كان برفقته رئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد- عن قلقه إزاء "تردّي البنية التحتية، خاصة في مثل هذه المناطق التي لم تشهد تغييرا مشهودا يضمن سلامة مستعملي الطريق..".

يُشار إلى أن معدّل الوفيات على الطرقات في بلد تعداده 11 مليون نسمة يعدّ مرتفعا بسبب سوء البنى التحتية، وبسبب تقادم أسطول العربات من جهة وانتشار مظاهر نقص التحضر واحترام القانون من السائقين.

ونهاية أبريل/نيسان 2019 قتل 12 شخصا بينهم سبع نساء كانوا بالجزء الخلفي من شاحنة خفيفة، في حادث سير في السبالة بمنطقة سيدي بوزيد (وسط) وهي من المناطق المهمشة. وراوحت أعمار الضحايا بين 18 و30 عاما.

ونهاية أغسطس/آب 2016 توفي 16 شخصا على الأقل وأصيب 85 آخرون بجروح في القصرين (وسط غرب) إثر اصطدام شاحنة -بسبب خلل في المكابح- بحافلة نقل عام و15 سيارة.

المصدر : الجزيرة + وكالات