سياسي فرنسي لماكرون: أشعر بالخجل من سياسة بلدي تجاه اللاجئين

مخيم اللاجئين قرب ميناء مينيلي - اليونان
مخيم للاجئين قرب ميناء مينيلي باليونان (دويتشه فيلله)

قال سياسي ومدون فرنسي إنه يرغب بمناسبة اليوم العالمي للاجئين أن يعبّر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مدى شعوره بالخجل من بلده العاجز عن استقبال الباحثين عن ملجأ بصورة لائقة.

وأضاف داميان كريم المدون الفرنسي والنائب الأوروبي عن الخضر في فرنسا والعمدة السابق في مدونة نشرها موقع ميديا بارت إنه يشعر بالخجل أيضا من أوروبا غير المهتمة بالأزمة الخطيرة في الجزر اليونانية.

وقال إنه ومع اقتراب فصل الشتاء يعيش أكثر من ألف طفل في ظروف غير إنسانية على هذه الجزر القريبة من تركيا، وهم يفتقرون إلى المأوى والغذاء والرعاية الطبية والصرف الصحي، حتى أن البعض حاول الانتحار. ووصف ذلك بأنه "الجانب المظلم في إنسانية قارة الأنوار".

مسرح لانتهاكات حقوق الإنسان
وأوضح كريم أن هذه المعسكرات المكتظة للغاية -يوجد فيها أكثر من 46 ألف شخص رغم أنها لا تتسع لأكثر من ثمانية آلاف- أصبحت مسرحا لانتهاكات منتظمة لحقوق الإنسان.

وأشار إلى أن الجمعيات الإنسانية والسكان المحليين يبذلون قصارى جهدهم لإنقاذ شرف "اتحادنا الأوروبي"، إلا أن السلطات تعيق أنشطتهم، حيث تقوم في اليونان كما في فرنسا باعتقالهم ومحاكمتهم بانتظام لأسباب زائفة، رغم أنهم لم يفعلوا سوى الواجب الإنساني والأخلاقي، واجب التضامن الذي أصبح جريمة.

وخاطب كريم ماكرون قائلا "أنا لا أطلب منك استقبال كل البؤساء في العالم، ولا أحد في الحقيقة يطلب منك ذلك. وفي مقابل تخيلات الغزو المغرضة والنظريات والدعوات الغامضة على الهواء، فإن بعض الحقائق والأرقام يمكن أن توضح الأمور."

إفلاس التضامن الأوروبي
وبيّن أنه يوجد أربعة من كل خمسة لاجئين في دولة نامية قريبة من البلد الذي فروا منه، وفي أوروبا تم تسجيل حوالي مليوني طلب لجوء فقط منذ عام 2015، وهو ما لا يكاد يبلغ 0.3% من سكانها، مضيفا أن المسألة ليست أزمة هجرة، بل أزمة استقبال، بسبب إفلاس التضامن الأوروبي.

وطلب الكاتب من ماكرون زيادة وتحسين استقبال ودعم الباحثين عن ملجأ، وخاصة من الأطفال في فرنسا، بالاستجابة لنداءات التضامن من جانب الحكومة اليونانية ومد يد العون للأطفال الذين يعانون.

كما طلب منه التقدم بإصلاح بعيد المدى على المستوى الأوروبي للنظام "الجائر وغير الفعال" المعمول به حاليا لأنه يفرض على بلدان الوصول الأول مسؤولية معالجة طلبات اللجوء وهو نظام، حسب وصف كريم، مسؤول عن الأزمة الإنسانية الحالية في الجزر اليونانية، وقد حان الوقت لتغييره إلى نظام للتضامن والإنسانية.

المصدر : ميديابارت