غارديان: أوروبا مأوى لأزمة إنسانية خطيرة لكنها لا تأبه

Migrants sit outside their tents at a makeshift camp for refugees and migrants next to the Moria camp, following a rainfall on the island of Lesbos, Greece, December 13, 2019. REUTERS/Giorgos Moutafis
لاجئون يجلسون خارج خيامهم بمعسكر للاجئين قرب جزيرة موريا اليونانية الأسبوع المنصرم (رويترز)

قال زعيم سياسي ألماني إن أوروبا باتت مثوى لأزمة إنسانية خطيرة، إلا أن الاتحاد الأوروبي يشيح بوجهه عنها.

وروى داميان بوزيلاغر مؤسس حزب "فولت ألمانيا" وعضو البرلمان الأوروبي في مقال بصحيفة غارديان البريطانية، مشاهداته وتفاصيل رحلته إلى معسكر للمهاجرين غير النظاميين بالقرب من قرية موريا اليونانية المطلة على بحر إيجة.

وذكر أنه رأى هناك كل أنواع الوجوه، صغيرها وكبيرها، ونساء بأطفالهن، وأطفالا دون أمهاتهم، ورجالا مثخنين بالجراح.

كأنه موقع لأعمال بناء
ونوَّه بأن المعسكر كان في السابق قاعدة عسكرية، مشيرا إلى أنه أثناء مروره بالقرب من الثكنات الرسمية التي تؤوي مسؤولين من وزارة حماية المواطنين اليونانية، لفتت نظره صفوف الخيام وقاعات وبيوت من البلاستيك حتى أن المكان بدا له وكأنه موقع لأعمال بناء.

وقال بوزيلاغر إنه ما إن وصل إلى هناك حتى بدأ يشم رائحة تفوح من المعسكر جراء اكتظاظه بالناس في مساحات صغيرة مزودة بمرافق صحية محدودة.

وأضاف أن خارج حدود المعسكر تنتشر خيام مصنوعة باليد وتتكدس حولها أكوام النفايات، بينما الفوضى تضرب أطنابها.

"أخبروني أن الوضع في الليل يصبح أسوأ، فالنساء يُغتصبن. وفي كل ليلة يتعرض أحدهم للطعن، أو تُسرق ممتلكات شخص آخر"، يقول بوزيلاغر.

‪جانب من معسكر للاجئين بجزيرة موريا خلال هطول أمطار بمنطقة ليسبوس اليونانية‬ (رويترز)
‪جانب من معسكر للاجئين بجزيرة موريا خلال هطول أمطار بمنطقة ليسبوس اليونانية‬ (رويترز)

نتائج صحية وخيمة
ويتابع البرلماني الأوروبي القول إن الناس في ذلك المكان يعيشون أوضاعا "مزرية" دون أن تلوح نهاية لمأساتهم في الأفق، فالبعض ظل منتظرا أكثر من عامين ليعرف مصير طلبه للجوء إلى أوروبا.

ويمضي السياسي الألماني في سرد مشاهداته، فيقول إن الأطباء العاملين بالمعسكر أبلغوه أن انعكاسات الأوضاع على الصحة البدنية والعقلية للمقيمين فيه "وخيمة"، ذلك أنهم "ظلوا يعيشون لسنوات متجاورين دون طعام كافٍ، أو خدمات طبية ومرافق صحية أساسية في أغلب الأحيان".

ويصف الأحوال التي شاهدها هناك بأنها "أزمة سياسية تحدث على التراب الأوروبي"، قائلا إنه لم يعد يشعر بالفخر أنه أوروبي.

وأوضح أن المكان ذاته الذي قطع عهدا بأن يكون رائدا في مجال التكنولوجيا الرقمية، هو نفسه تلك القارة التي تترك الناس يتضورون جوعا ويموتون، في إشارة إلى أوروبا.

ليس لسياسيي أوروبا ما يفخرون به
وقال إنه شعر بالعجز عندما سأله عمال الإغاثة هناك عن الخطة التي تنتهجها أوروبا لمساعدة أولئك اللاجئين. "تلك هي اللحظة التي اتضح لي فيها أن أوروبا لا تملك خطة" محددة.

ويخلص بوزيلاغر إلى أن هناك حلولا ممكنة للأزمة الإنسانية تتمثل في ضرورة وضع إجراءات قصيرة الأمد على جناح السرعة للتعامل مع حجم المعاناة الماثلة، والشروع في إعادة توطين الأطفال القُصَّر غير المصحوبين بذويهم البالغ عددهم 1200 طفل الذين يتجمدون من شدة البرد في العراء الآن.

ويستشهد بمثل إغريقي قديم يقول "إنك لن تستطيع أن تُخفي فيلا تحت صخرة"، قبل أن يختم مقاله بالتحذير من أن الأوروبيين إذا غضوا الطرف عن أولئك البشر الذين يموتون في معسكرات اللاجئين، فليس لسياسييهم أن يشعروا بأي فخر بالمناصب التي يتبوؤنها.

المصدر : غارديان