مقال بواشنطن بوست: الإمارات تتحدث بكلام معسول عن حقوق الإنسان وعلى الغرب أن يحكم على أفعالها

blogs الجيش الإماراتي
الإمارات لديها واحد من أسوأ السجلات في العالم فيما يتعلق بحرية التعبير والصحافة (رويترز)

في مقال مشترك بعنوان "الإمارات تتحدث بكلام معسول عن حقوق الإنسان وعلى الغرب أن يحكم على أفعالها"، أشار الباحثان إياد البغدادي وأحمد قطناش إلى استضافة الإمارات هذا الأسبوع حدثا رفيع المستوى وصف بأنه منتدى لتعزيز السلام في المجتمعات الإسلامية.

وقال الباحثان -وهما مؤسسان مشاركان لمؤسسة الكواكبي البحثية ومقرها أوسلو في مقالهما بصحيفة واشنطن بوست- إن هناك حاجة ماسة إلى مثل هذا العمل، وأشادا بحيوية الموضوعات التي يتناولها المنتدى في أبو ظبي والتي تشمل تعزيز السلام ومكافحة التطرف وتعزيز ثقافة المواطنة وحماية حقوق الأقليات الدينية.

لكنهما شككا في أن تكون حكومة الإمارات شريكا مخلصا في هذه الجهود، وعلقا بأن الأفعال أبلغ من الأقوال (أو المؤتمرات) وقالا إن السلوك الأخير للبلد يروى قصة مختلفة.

والحكومة -حسب رأي الكاتبين- لم تفعل الكثير لتعزيز الاستقرار الإقليمي. ومنذ عام 2015 عملت بالتنسيق مع السعودية باعتبارها من الأطراف الرئيسية في الحرب في اليمن، وبالرغم من قرارها بسحب قواتها جزئيا، فإن أبو ظبي قد عبرت رسميا فقط عن "الفخر" بدورها في أكبر كارثة إنسانية في العالم.

ويضيف المقال "وأبعد من ذلك أنها ضبطت وهي تهرب معدات عسكرية إلى أمير الحرب الليبي خليفة حفتر في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة بهدف تهدئة النزاع هناك. وهي أيضا المشتبه الرئيسي في سلسلة من الغارات الجوية في ليبيا التي يمكن أن تصل إلى حد جرائم الحرب".

محرك رئيسي
وأضاف الكاتبان أن قادة الإمارات في 2013 كانوا الداعمين الرئيسيين للانقلاب الذي أنهي التحول الديمقراطي في مصر وتوج بمذبحة رابعة في العام نفسه والاعتقالات التي تبعتها وطالت أكثر من ستين ألف مصري بتهم سياسية. وكما أشار الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي إلى أن الإمارات حاولت أيضا تقويض ديمقراطية تونس الوليدة، ولم تخف جهودها لتخريب حراك السودان نحو الديمقراطية.

ويرى الكاتبان أن الإمارات كانت المحرك الرئيسي وراء أزمة حصار قطر عام 2017، عندما قامت بالتنسيق الوثيق مع السعودية بقطع العلاقات من جانب واحد مع قطر وطرد مواطنيها والتفريق بين العديد من الأسر وإنهاء العلاقات التجارية وفرض حصار محكم على البلد.

وفي الوقت نفسه، يقول البغدادي وقطناش، إن الإمارات لديها واحد من أسوأ السجلات في العالم فيما يتعلق بحرية التعبير والصحافة، حيث يخضع الإنترنت لرقابة صارمة ويمنع الوصول إلى العديد من منظمات حقوق الإنسان وتقديم الالتماسات.

كما أن الوصول إلى المعلومات لا يقيد فقط بل ويجرم أيضا كما شوهد في قضية طالب الدراسات العليا البريطاني ماثيو هيدجز الذي اعتقل بتهمة التجسس وعذب وأرغم على توقيع اعتراف قسري قبل أن تتدخل حكومته لإطلاق سراحه.

وأفاض الكاتبان في ذكر تجاوزات الإمارات وقمعها لنشاط المجتمع المدني ودعوات الحقوق السياسية داخليا وخارجيا.

وختما مقالهما بأن قيم الاعتدال والتسامح والسلام لا وجود لها دون احترام حقوق الإنسان وأن محاولة فصلها عن بعضها تفكير ساذج وقضية خاسرة.

المصدر : واشنطن بوست