موقع بريطاني: قرار واشنطن حول المستوطنات يسوّغ لإسرائيل ضم كافة الأراضي الفلسطينية

ميرفت صادق فلسطين صورة من الأرشيف مستوطنة جبل أبو غنيم الجاثمة على أراضي جنوب القدس وشمال بيت لحم.
إذا ضمت إسرائيل الأراضي الفلسطينية ستعمد لإقصاء أربعة ملايين مواطن يعيشون بالضفة والقطاع أو حرمانهم من حقوقهم (الجزيرة)

وصف مقال بموقع ميدل إيست آي البريطاني إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية مخالفة للقانون بأنه "مفاجأة مذهلة" تمهد الطريق لضم إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية.

يقول الصحفي الأميركي ريتشارد سيلفرشتاين في المقال إن بومبيو قدم عدة تبريرات للخطوة التي أقدمت عليها إدارة الرئيس دونالد ترامب، من بينها أن قضية المستوطنات ليست من اختصاص القانون الدولي ومن ثم فهي متروكة للقضاء الإسرائيلي ليبت فيها.

ويرى المقال أن الولايات المتحدة بتأييدها قيام إسرائيل ببناء مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة تكون تخلت عن موقفها القائم منذ أربعة عقود الذي كان يعتبر المستوطنات "مخالفة للقانون الدولي".

إقصاء الفلسطينيين
ويرى سيلفرشتاين -وهو مؤسس مدونة "تيكون أولام" اليهودية المتخصصة بالصراع العربي الإسرائيلي- أن عملية ضم الأراضي الفلسطينية إذا ما حدثت فإن إسرائيل ستعمد على وجه اليقين إلى إقصاء أربعة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة أو حرمانهم من حقوقهم..

إن الفرضية الأساسية التي يستند إليها بومبيو في مزاعمه بشأن القانون -حسب تعبير سيلفرشتاين- أن الضفة والقطاع ليسا مناطق ذات سيادة أو حتى أراضِي محتلة بل أراض إسرائيلية، وإلا لما كان للمحاكم الإسرائيلية ولاية قضائية عليها.

واستنادا إلى تلك الفرضية لن تلبث إسرائيل أن تضم كل فلسطين إليها. وإذا ما حدث ذلك –برأي كاتب المقال- فإن إسرائيل ستكون دولة مكروهة أكثر مما هي عليه الآن على الساحة الدولية.

نحو نظام للفصل العنصري
وعلى الأرجح أن تستحدث إسرائيل نظاما شبيها بنظام الفصل العنصري الذي كانت تتبعه جنوب أفريقيا بتحديد مناطق منفصلة للسود. وفي مثل نظام كهذا، ستتخلص من الفلسطينيين عبر منحهم سلطة تتمتع بنوع من الحكم الذاتي بحيث تستطيع أن تدعي أنهم يمارسون حق تقرير المصير.

ويمضي سيلفرشتاين إلى القول إن هناك حفنة من الدول -يصفها بالنشاز- تؤيد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، من بينها الولايات المتحدة. ولعل هذا الاعتراف يجعل من الولايات المتحدة "دولة منبوذة" تماما مثل إسرائيل، حسب تعبير الكاتب.

ومن شأن مثل هذا الموقف أن يعزز قوة حركة مقاطعة إسرائيل لتنجح في إقناع المجتمع الدولي بسحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض العقوبات عليها.

على أن لقرار بومبيو قرينة سياسية مهمة. فالتقارير الإخبارية تحدثت عن فتور في العلاقة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ إخفاق الأخير -الذي خاض مؤخرا جولتين من الانتخابات- في الظفر بمقاعد كافية في البرلمان تؤهله لتشكيل حكومة جديدة.

وفي الختام يلفت المقال إلى أن الكل يعرف أن ترامب يحب الرابحين فقط، وأن نتنياهو لم يعد واحدا منهم.

المصدر : ميدل إيست آي