إندبندنت: ترامب لم يكن يعلم بخطة قتل البغدادي وكاد يفسدها
يقول الكاتب كيم سينغوبتا إن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي قُتل رغم سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويوضح أن ترامب لم يكن يعلم بالخطة السرية الاستخبارية لقتل البغدادي، وأنه كاد يفسدها.
ويشير سينغوبتا -وهو محرر شؤون الدفاع بالصحيفة- إلى أن التخطيط لقتل البغدادي بدأ قبل أن يسحب ترامب القوات الأميركية من شمالي سوريا.
ويضيف أن ترامب استحلب قضية وفاة البغدادي إلى أقصى حد كما كان متوقعا، وذلك بوصفه هذه الحادثة بأنها تشكّل نجاحا لسياسته الخارجية والدفاعية بعد سلسلة من الإخفاقات. ويقول الكاتب إن ترامب يرى في مقتل البغدادي صفعة قوية لمجموعة كبيرة من الناس الذين انتقدوا سياسته في سوريا.
دور الأكراد
ويرى الكاتب أن مقتل البغدادي لم يحدث بسبب إجراءات اتخذها ترامب وإنما بسبب كمية كبيرة من المعلومات التي مررها الحلفاء الأكراد الذين تخلى عنهم في سوريا، ومكنت من نجاح الخطة التي نفذتها الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الأميركية.
ويشير المقال إلى أن ترامب لم يعترف بشكل واضح ومناسب بالمساعدة التي قدمها الأكراد الذين فقدوا أحد عشر ألف رجل وامرأة وهم يقاتلون تنظيم الدولة.
ويوضح الكاتب أن التقارير الأولية بشأن مكان وجود البغدادي وصلت إلى أجهزة الأمن الأميركية الصيف الماضي.
ويشير سينغوبتا إلى أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية كشفت أن التخطيط التشغيلي للعملية بدأ في ذلك الوقت، وأنه تم الحصول على معلومات حيوية من خلال استجواب إحدى زوجات البغدادي والساعي اللذين تم القبض عليهما.
مرحلة حاسمة
ويقول الكاتب إن ترامب لم يكن على علم بالمعلومات الاستخباراتية ولا بالوضع العسكري بشأن البغدادي، وأنه قرر سحب القوات الأميركية من شمالي سوريا الشهر الماضي بينما كانت هذه المهمة شديدة الحساسية والصعوبة تمر بمرحلة حاسمة.
ويضيف أن إعلان ترامب الانسحاب بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لفت انتباه وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ووزارة الخارجية، وأنه تسبب في مشكلات لوجستية حادة وأدى إلى استياء عميق بين العديد من المسؤولين العسكريين والمخابرات بشأن معاملة الحلفاء الأكراد.
ويوضح المقال أنه على الرغم من كل هذا فقد تمكّن الجيش الأميركي من تنفيذ عملية البغدادي، وأن الأكراد لم يخربوا المهمة، بل حافظوا على سريتها وساعدوا على تحقيقها، رغم أن إدارة ترامب خذلتهم وتخلت عنهم.
وينسب المقال إلى مسؤول أمني أميركي رفيع تساؤله: ماذا لو حصل الأكراد على معلومات استخبارية مهمة الآن؟ هل سيعودون حقا إلى الأميركيين؟ أم إلى الروس الذين يقفون إلى جانب حلفائهم؟