سعود القحطاني يتوارى عن الأنظار

القحطاني.. مرشد الذباب الإلكتروني للدفاع عن محمد بن سلمان
شهود عيان أكدوا أن القحطاني شوهد مؤخرا في مدينة جدة الساحلية وفي مكاتب الديوان الملكي في العاصمة الرياض (الجزيرة)

في مقال نشرته اليوم الاثنين تساءلت صحيفة واشنطن بوست عما حل بالمستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني؟ الذي يقول الادعاء السعودي إنه لعب دورا كبيرا في الأحداث التي أدت إلى مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول قبل ثلاثة أشهر.

يقول كاتب المقال كريم فاهم إن السلطات السعودية لن تكشف ما حل بالقحطاني، ومنذ أن قالت الحكومة إنه قيد التحقيق، كان ردها على الشائعات هو الصمت، لكن شهود عيان أكدوا أنه شوهد مؤخرا في مدينة جدة الساحلية وفي مكاتب الديوان الملكي في العاصمة الرياض، وتقول روايات أخرى إنه مستقر في زاوية نائية من المملكة.

ويضيف أن واشنطن والعواصم الأجنبية تراقب عن كثب معاملة السلطات السعودية للقحطاني، كاختبار لمعرفة ما إذا كانت المملكة مخلصة في مقاضاة كل من تورط في قتل خاشقجي بما في ذلك كبار المسؤولين.

ولم ترد الحكومة السعودية على طلبات للتعليق حول ما إذا كان القحطاني حرا أو معتقلا أو متهما، كما لم يرد هو على الفور على رسالة بريد إلكتروني للتعليق على مكان وجوده، بينما قال شخص مقرب من البلاط الملكي السعودي إنه يعتقد أن القحطاني كان قيد الإقامة الجبرية ولكن لم يكن متأكدا.

وقال المدعي العام في المملكة العربية السعودية يوم الخميس الماضي إن 11 متهما قد مثلوا أمام المحكمة للمرة الأولى، لكنه لم يفصح عن أسمائهم أو يقول إن كان القحطاني من بينهم.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول أميركي في مؤتمر صحفي إن إدارة الرئيس دونالد ترامب "سعيدة" بمعرفة بداية المحاكمة، لكن "العملية لم تصل بعد إلى عتبة المصداقية".

قيد التحقيق
وكان آخر تعليق حكومي مفصل عن القحطاني في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما قال ممثلو الادعاء إنه كان قيد التحقيق وكان ممنوعا من مغادرة المملكة، وقالت إنه طُرد من منصبه مستشارا بالبلاط الملكي، لكن عدم وضوح وضعه أثار تساؤلات حول ما إذا كان يواصل التأثير من وراء الكواليس.

ويرى مراقبون أن مصير القحطاني هو النقطة الأساسية في القضية، ويقولون إن السؤال الأكثر إلحاحا هو عما إذا كانت السعودية قد اتخذت خطوات للتخلي عن السياسات القمعية التي يمثلها.

وفقا لجماعات حقوق الإنسان، فإن القحطاني شارك بصورة وثيقة في اعتقالات الحكومة للنقاد والمنافسين لولي العهد محمد بن سلمان، وقالت إنه أشرف على تعذيب المعتقلين ومطاردة منتقدي المملكة في الخارج.

وتعلق الناشطة السعودية في مجال حقوق الإنسان هالة الدوسري بقولها إن السلطات السعودية لم تتخذ خطوات لإعادة النظر في المهام التي قام بها القحطاني منذ تعيينه، بما في ذلك الاعتقالات والاعتداء على الناشطات وغيرهن من سجناء الرأي.

وركز المقال على الدور الذي قام به القحطاني في عملية قتل خاشقجي، وقال إنه لعب دورا في محاولة استدراجه للعودة للسعودية، وإنه التقى فريق الاغتيال السعودي قبل مغادرته إلى تركيا، وإنه أعطى الأوامر بقتله عندما رفض العودة لبلاده طوعا.

وعمل القحطاني في الديوان الملكي منذ أكثر من عشر سنوات، لكن محللين يقولون إن سمعته كرجل متنفذ وذي سلطة تزامنت مع صعود ولي العهد محمد بن سلمان إلى السلطة.

المصدر : واشنطن بوست