طريقة اغتيال بن لادن ليست الأولى في التاريخ الأميركي

Pearl Harbor
البحرية اليابانية نفذت هجوما مباغتا على ميناء بيرل هاربر الأميركي (ناشيونال إنترست)

على غرار اغتيال قوات خاصة أميركية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، نفذت واشنطن قبل 68 عاما اغتيالا آخر، بهدف الانتقام من هجمات على الولايات المتحدة الأميركية.

ففي أوائل 1943 كان الأدميرال الياباني أسوروكو ياماموتو قائد البحرية اليابانية أكثر رجل تكرهه الولايات المتحدة، وينظر إليه على أنه "الشيطان الآسيوي" بزي البحرية، بعد أن تمكن من التسلل لشن هجوم بيرل هاربر.

وتقول صحيفة ناشيونال إنترست إن الولايات المتحدة لم تتردد في الانتقام في أبريل/نيسان 1943 عندما وجدت الفرصة ضمن عملية أسمتها "عملية الانتقام".

وتشير الصحيفة إلى أن العملية بدأت باعتراض الجيش الأميركي إشارة روتينية على الجهاز اللاسلكي.

وفي التفاصيل أن اليابان كانت في ربيع 1943 في ورطة؛ حيث سيطر الأميركيون على جزيرة "غولداقنال" رغم الضحايا الناجمة عن الهجمات اليابانية، وعقب انتقادات وجهت إلى القادة اليابانيين لعدم زيارتهم الجبهات الأمامية للاطمئنان على الوضع؛ قرر ياماموتو زيارة الوحدات البحرية في جزيرة بوغينفيلي (جنوب المحيط الهادي).

وفي 13 أبريل/نيسان من العام نفسه، أرسل القادة اليابانيون رسالة مشفرة عبر اللاسلكي بشأن الزيارة، لكن الأميركيين تمكنوا من فك شفرة الرسالة، ومن ثم أصدر الأدميرال الأميركي تشيستر نيميتز أمرا بإسقاط طائرة ياماموتو، جاء فيه "لننال من الوغد".

لكن المقاتلات التابعة لقوات المارينز والبحرية مثل "وايلد كات أف 4 أف" لا تملك المدى المطلوب لاعتراض طائرة ياماموتو، فلجأ الأميركيون إلى طائرة بمحركين تابعة للقوات الجوية التي أيضا كانت تواجه صعوبة في التحليق بارتفاع خمسين ميلا على الساحل، لتجنب رصدها، كما أن الطائرة الأميركية لا تملك رادارات لتوجيهها أو رصد الهدف.

لكن انضباط ياماموتو كما عرف عنه سهّل على الأميركيين الوصول إليه بعد إجراء حسابات لسرعة طائرته وسرعة الرياح، حيث وصلت الطائرات الأميركية إلى المنطقة المطلوبة قبل دقيقة من وصول طائرته، فأسقطتها في الغابات.

وتقول الصحيفة إن من سخرية الأقدار أن ياماموتو لم يكن أسوأ أعداء أميركا، نعم لم يكن سلميا، لكنه لم يكن على قدر كبير من التشدد مثل الآخرين، فهو عارض تحالف 1940 مع ألمانيا النازية، لخشيته من إدخال بلاده في حرب مدمرة.

وتضيف ناشيونال إنترست أن اغتيال ياماموتو يبقى مهمّا حتى الآن لأنه يستشهد به للقيام بعمليات الطائرات المسيرة، مشيرة إلى أن المثير في هذه القضية أنه بالمقارنة مع الاغتيالات الأخرى اليوم، لم تكن هناك أي ضجة حول اتخاذ قرار اغتيال ياماموتو؛ فالجيش الأميركي تعامل معه كمسألة عسكرية لا تحتاج إلى موافقة مدنية.

وتختم بأنه من الصعوبة بمكان التصور بأن قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن -ناهيك عن قيادي روسي أو صيني أو كوري شمالي- سيعامل بهذه الطريقة الروتينية، مشيرة إلى أن قتل ياماموتو كان مهمّا من الناحية الرمزية، ولكن الناحية العسكرية ياماموتو كان مجرد ضحية أخرى للحرب.

المصدر : الصحافة الأميركية