تشديدات أمنية بالخرطوم وولايات أخرى لمواجهة الاحتجاجات

شهدت العاصمة الخرطوم وولايات سودانية انتشارا أمنيا لمواجهة الاحتجاجات ضد تردي الأحوال المعيشية، سقط فيها قتلى وجرحى. بينما يجري اليوم الخميس مسؤولون مصريون لقاءات مع نظرائهم السودانيين.

وقد نظم طلاب في كلية الطب بجامعة القضارف أمس -بمشاركة أطباء في مستشفى المدينة الحكومي- وقفة احتجاجية داخل مبنى المستشفى.

وقال شهود عيان إن الطلاب تحركوا وهم يهتفون بإسقاط النظام من كلية الطب المجاورة، ودخلوا المستشفى وواصلوا ترديد هتافاتهم الاحتجاجية. وأضاف الشهود أن الشرطة فرضت طوقا أمنيا على المستشفى.

في غضون ذلك، قال بيان للجنة أطباء السودان المركزية إن عدد الجرحى بالمظاهرات التي خرجت الاثنين في الخرطوم بلغ تسعة أشخاص، أحدهم في حالة خطيرة.

وأشار البيان إلى أن القوات الحكومية استخدمت الرصاص الحي في مواجهة متظاهرين بواسطة قناصة في مبانٍ قريبة من الحشد، وقد أدانت أحزاب عدة قتل المتظاهرين واستعمال العنف ضدهم.

من جانبه طالب حزب "المؤتمر الشعبي" الذي أسسه الراحل حسن الترابي بإجراء تحقيق في مقتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 19 من الشهر الجاري، مؤكدا مقتل 17 شخصا وإصابة 88 آخرين.

ومنذ ذلك الحين، شهدت 13 ولاية احتجاجات منددة بالغلاء ومطالبة بإسقاط النظام، مما أدى لمقتل ثمانية حسب الرواية الرسمية، بينما أحصتهم المعارضة بـ 22 قتيلا، أما منظمة العفو الدولية فقالت الثلاثاء إن عدد القتلى بلغ 37 شخصا.

ومن المقرر أن يصل اليوم الخميس وزير خارجية مصر سامح شكري ومدير مخابراتها عباس كامل إلى الخرطوم، في وقت أعلنت الشرطة السودانية مساء أمس عودة الهدوء إلى جميع الولايات.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية السودانية الأربعاء بأن الزيارة تأتي لحضور اجتماعات بين الجانبين، تقرر يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقدها بهذا التوقيت في الخرطوم.

غير أن نشطاء سودانيين حذروا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من زيارة "رجال عبد الفتاح السيسي" للسودان، وطالبوا الرئيس المصري بعدم التدخل في شؤون بلادهم، وحذروا من نتائج هذه الزيارة على الاحتجاجات الشعبية.

وسبق للسيسي أن قاد انقلابا ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز 2013، واتهمته منظمات حقوقية محلية ودولية باعتقال وسجن عشرات آلاف المعارضين، وإصدار أحكام إعدام بالجملة ضد كثير منهم.

ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه بالأسواق الموازية (غير الرسمية) إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا ستين جنيهًا مقابل الدولار الواحد.

وإثر انفصال جنوب السودان عام 2011، فقد السودان ثلاثة أرباع موارده النفطية التي كانت تضخ في الخزانة نحو 80% من موارد النقد الأجنبي.

وسبق للرئيس البشير أن ألقى كلمة وسط أنصاره قال فيها "بعض الخونة والعملاء والمرتزقة والمندسين استغلوا الضائقة المعيشية للتخريب لخدمة أعداء السودان".

وأضاف أن الحكومة ماضية "في إنفاذ مشروعات التنمية والإعمار لصالح المواطنين وإصلاح أحوالهم" معتبرا أن هناك حربا تُشن على السودان "لتمسكه بدينه وعزته التي لا يبيعها بالقمح أو الدولار".

المصدر : الجزيرة + وكالات