إنترسبت: معظم مجندي تنظيم الدولة في أميركا ليسوا مهاجرين

RNPS: YEAREND REVIEW 2014 - HEADLINE MAKERSMilitant Islamist fighters hold the flag of Islamic State (IS) while taking part in a military parade along the streets of northern Raqqa province in this June 30, 2014 file photo. 2014 saw the rise of the Sunni militant group Islamic State, which has seized swathes of territory in both Syria and Iraq. REUTERS/Stringer (SYRIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CONFLICT TPX IMAGES OF THE DAY)
الدراسة: أغلبية "الإرهابيين الجهاديين" في الولايات المتحدة هم من أصول قوقازية أو أفريقية-أميركية (رويترز)

كشف مقال في موقع إنترسبت الأميركي أن الصورة النمطية في الولايات المتحدة عن المتهم بالإرهاب التي كانت ترسم بأنه شخص بملامح شرق أوسطية قد عفا عليها الزمن، وحلت مكانها أخرى لأميركي أبيض أو من أصول أفريقية.

وتوضح الدراسة أنه إذا طلب من أحدهم أن يغمض عينيه ويرسم صورة نمطية لمواطن أميركي ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية فإن الاحتمال الذي سرعان ما يقفز إلى ذهنه هو صورة شخص أسمر البشرة ينحدر من أسرة مهاجرة على الأرجح من الشرق الأوسط أو جنوب آسيا أو شمال أفريقيا.

ويضيف إنترسبت في مقال للكاتب مرتضى حسين أن هذه الدراسة الحديثة كشفت عن أن تلك الصورة لمتهم بالإرهاب قد عفا عليها الزمن، وحلت محلها في السنوات الأخيرة صور أكثر شيوعا لإرهابي أميركي المولد -أبيض كان أو من أصول أفريقية- مدفوع بقناعات "إسلامية متطرفة".

ويشير الموقع إلى أنه مثلما تشهد طبيعة الإرهاب تغيرا -سواء من الناحية الأيديولوجية أو تحت تأثير التقنيات الحديثة مثل وسائل الإعلام الاجتماعي- فإن صورة "الجهادي العادي" تتغير هي الأخرى لتبدو مخالفة لتلك التي ما فتئ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدمغ بها الشخص الذي يريد حظره من دخول الولايات المتحدة.

ويرى الموقع أن لنتائج الدراسة تداعيات "خطيرة" على سياسات الهجرة كتلك التي تفرض حظرا على المسلمين بذريعة أن الإرهاب ظاهرة نابعة بطبيعة الحال من مجتمعات المهاجرين، ولا سيما من المنحدرين من منطقة الشرق الأوسط.

‪إنترسبت: الدراسة توحي أن الإرهاب في الولايات المتحدة بات اليوم مشكلة أميركية أكثر منها أزمة مهاجرين‬ (أسوشيتد برس)
‪إنترسبت: الدراسة توحي أن الإرهاب في الولايات المتحدة بات اليوم مشكلة أميركية أكثر منها أزمة مهاجرين‬ (أسوشيتد برس)

تداعيات خطيرة
وحددت الدراسة التي أجرتها مؤسسة راند 476 فردا تورطوا في ما أطلقت عليها "حالات إرهاب جهادي" في الولايات المتحدة في السنوات الـ16 التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن.

ويشير الموقع إلى أن 206 من إجمالي الأشخاص الذين شملتهم الدراسة ينحدرون من مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و/أو جنوب آسيا الوسطى، أي ما يعادل 43% من الحالات المرتبطة بالإرهاب.

ويضيف الموقع أن معدي الدراسة وصفوا تلك الأرقام بالمفاجئة إلى حد ما، وأنها تتجه نحو الانخفاض مع مرور الوقت، فقد تراجعت النسبة المئوية في السنوات الأخيرة للأشخاص من ذوي الأصول الشرق أوسطية ومن شمال أفريقيا و/أو من جنوب آسيا الوسطى مقارنة بالمجموعات السكانية الأخرى.

وأظهرت الدراسة أيضا أن أغلبية "الإرهابيين الجهاديين" في الولايات المتحدة هم من أصول قوقازية أو أفريقية-أميركية، وكلتا الفئتين غير معنية عموما بسياسات الهجرة.

ونسب الموقع إلى معدي الدراسة القول إن نحو 65% من الأميركيين "الذين انجروا إلى تنظيم الدولة في العراق والشام منذ عام 2013 كانوا من الأميركيين السود أو القوقازيين/ البيض".

ويخلص موقع إنترسبت إلى أن ما توحي إليه الدراسة –على أي حال- هو أن الإرهاب في الولايات المتحدة بات اليوم مشكلة أميركية أكثر منها أزمة مهاجرين، فالذين تورطوا في مؤامرات إرهابية في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة ليست لهم على الأرجح صلات سابقة بالدول ذات الأغلبية المسلمة.

ويختتم بأن خبراء يرون أن تلك النتائج تحبط حجة ترامب القائلة إن حظر مهاجرين مسلمين من دخول الولايات المتحدة في مصلحة الأمن القومي الأميركي.

المصدر : إنترسبت + الجزيرة