"منتدى الشرق" يصل ماليزيا ويعانق تجربتها الشبابية
سامر علاوي-كوالالمبور
الحركة الشبابية
ويرى المحلل السياسي الماليزي الدكتور وان حسن أن اختيار ماليزيا لافتتاح رابع مكتب لمنتدى الشرق يعزز تاريخها في الحراك الشبابي، نظرا للإنجازات التاريخية للحركة الشبابية الماليزية، وينطلق بها من المحلية إلى العالمية أخذا بالاعتبار نوعية الشباب التي يمتلكها هذا البلد في الوقت الحاضر وتعداده.
ويضيف وان حسن -في حديثه للجزيرة نت- أن "حركة الشباب الماليزي المسلم (أبيم) -التي تأسست عام 1971 وكان السياسي المخضرم أنور إبراهيم ثاني رئيس لها- ساهمت في صناعة وتشكيل قطاع كبير من القيادات السياسية والشعبية والمهنية في ماليزيا، كما يحظى قطاع الشباب باهتمام كبير في الأحزاب الماليزية الرئيسية التي تتطلع إلى المستقبل".
ويعبر وان حسن عن اعتقاده بأن افتتاح مكتب لمنتدى الشرق في كوالالمبور فرصة للشباب الماليزي لتنمية قدراتهم وإمكاناتهم، وتبادل الخبرات مع نظرائهم من القيادات الشبابية بما يؤهلهم للقيام بدور على المستوى العالمي.
ومن خلال خبرته السابقة في حركة أبيم، يؤكد حسن على أن القاعدة الشبابية تشكل الأساس لصناعة قادة أي منظمة ومن ثم أي أمة، ومن هنا يأتي الاهتمام بصناعة نوعية قادة المستقبل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يمكن أن يساهم به منتدى الشرق في ماليزيا وجنوب شرق آسيا، بحسب رأيه.
السياق الماليزي
لم يخرج افتتاح مكتب منتدى الشرق في كوالالمبور عن السياق السياسي الذي تعيشه ماليزيا، وهو أن البلاد تعيش حالة تغيير وإصلاح سياسي واقتصادي منذ الانتخابات التي أوصلت "تحالف الأمل" إلى السلطة في مايو/أيار الماضي.
وهو ما أكده وزير التجارة المحلية وشؤون المستهلكين سيف الدين ناستيون في رده على سؤال للجزيرة نت، وقال إن ماليزيا سوف تستفيد من تجارب الربيع العربي وهي تصيغ إصلاحاتها السياسية والاقتصادية.
وأضاف ناستيون أن لماليزيا وضعا خاصا ومختلفا عن السياق الذي نشأ فيه الربيع العربي، ونظرا للتنوع الثقافي والعرقي والديني في البلاد فإن عملية الإصلاح فيها تأخذ بالاعتبار التفكير الجمعي للمجتمع، إضافة إلى كون ماليزيا جزءا من مجتمع "آسيان" (رابطة دول جنوب شرق آسيا)، ولذلك فإن عليها تبني سياسات القاعدة العريضة للمجتمع.
من جانبه، يؤكد رئيس منتدى الشرق وضاح خنفر على أن التنوع الذي تعيشه ماليزيا كان من الأسباب الرئيسة التي دفعته إلى اختيارها محطة للتوسع والانتشار شرقا، فماليزيا برأيه تعبر عن حقيقة آسيا بما فيها من تعايش وانسجام عرقي وثقافي.
ويضيف خنفر أن إحدى الميزات تكمن في إدارة الحوار في ظل التباينات الفكرية والثقافية والدينية والعرقية التي تعيشها ماليزيا، حيث لم تلجأ إلى العنف في إدارة الصراع كما هو الحال في مناطق مختلفة من العالم مثل الشرق الأوسط، وبحكم موقعها فإنها -برأي خنفر- تصلح لأن تكون نقطة انطلاق في جنوب شرق آسيا.
"دافوس الشباب"
من ناحيته وصف رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا الدكتور ذو الكفل عبد الرزاق منتدى الشرق بمنتدى دافوس الشباب، وأعرب عن أمله في أن يشكل نواة تفاعلية عالمية لبناء حضارة عالمية تبنى على قيم صحيحة تحقق تطلعات الشباب.
وقال عبد الرزاق في مؤتمر صحفي إن تنمية الشباب وبناء قدراته تعني بناء أمة، وهو هدف يجمع الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا -التي تضم سبعة آلاف طالب ينتمون إلى مئة دولة- ومنتدى الشرق الذي يضم ممثلين عن 23 دولة.