لوفيغارو: في لبنان.. اللاجئون السوريون يضحون بشبابهم

epa05685621 Syrian Children watching workers are working to dig artesian wells to extract water in the informal Syrian refugee settlement Amriyeh in Saadnayel, Bekaa Valley, eastern Lebanon, which the European Union's ambassador to Lebanon Christina Lassen visited on 22 December 2016. Lassen visited the camp to check on the progress of the EU assistance and to meet with families benefitting from it. Most of the residents fled to this place in 2011, and the situation for the refugees is worsening especially during winter. Lassen explained that the European aid was repeatedly increased to cover all the needs in the field of health, education and hygiene in addition to humanitarian aid. EPA/LUCIE PARSEGHIAN
لليونيسيف العديد من مراكز الإيواء للاجئين السوريين في لبنان (الأوروبية)

يعيش نحو 220 ألف شاب سوري لاجئين في لبنان، خمسة آلاف فقط منهم يلتحقون بالمؤسسات التعليمية، في حين تجبر البنات على الزواج المبكر الذي يعتبر هو وعمالة الأطفال الآفتين اللتين تفتكان بالسوريين هناك.

جاء ذلك في تقرير للصحفي الفرنسي المختص بقضايا الشرق الأوسط جورج مالبرينو ونشرته "لوفيغارو"، حيث أشار إلى أن الإحصائيات الأخيرة تبين أن قرابة ربع الفتيات السوريات في لبنان اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و18 سنة يجبرن على الزواج المبكر.

ونسب إلى العديد من اللاجئين واللاجئات قولهم إن سبب ذلك يعود إلى الوضع الاقتصادي، إذ إن زواج الفتاة في سن مبكرة يعني إنقاذ العائلة بأسرها، فغالبا ما يزوج الوالدان ابنتهما لنقل عبء رعايتها لعائلة العريس، بالإضافة إلى حمايتها من التحرش الجنسي الذي عانت منه العديد من اللاجئات السوريات.

عواقب كارثية
ونقل عن ناشطات قولهن إن عواقب هذه الظاهرة على صحة الأطفال كارثية، حيث تم تسجيل حالات لفتيات في سن الطفولة، الأمر الذي يمكن أن يسبب مضاعفات صحية للأم والرضيع على حد سواء، مع ارتفاع معدلات وفيات الرضع.

وقال مالبرينو إنه وفي أغلب الحالات تجبر البنات على الزواج من رجال أكبر منهن بما يتراوح بين 10 و20 سنة، وقد أصبح الأمر أشبه بالتجارة، حيث تجبر العائلة التي تعاني من الديون على تزويج ابنتها للعائلة التي تدين لها بالمال.

وأفاد بأن الفتيات ضحية الزواج المبكر يعانين الأمرين، فمن جهة يتوجب على الفتاة التعامل مع الوضع الصعب الذي دفع بها والداها إليه، ومن جهة أخرى تعاني من زوجها الذي لم يخترها بنفسه لتكون شريكة حياته، مما يدفعه غالبا إلى تعنيفها.

وبحسب أحد المربين التابعين لمنظمة اليونيسيف، ففي مثل هذه الحالات "تعجز الفتاة عن الدفاع عن نفسها، في حين تجهل تماما كيفية التحدث مع زوجها".

يشار إلى أن ظاهرة الزواج المبكر أخذت في الانتشار مؤخرا، علما بأنها سجلت تراجعا في الوسط الريفي بسوريا قبل ثورة 2011 للإطاحة ببشار الأسد.

‪لوفيغارو: عمالة الأطفال والزواج المبكر آفتان تفتكان باللاجئين السوريين في لبنان‬ (الأوروبية)
‪لوفيغارو: عمالة الأطفال والزواج المبكر آفتان تفتكان باللاجئين السوريين في لبنان‬ (الأوروبية)

حلب أفضل
من جهته، دعا الشاب منير -وهو لاجئ سوري يعيش في مركز تابع لمنظمة "أرض الرجال"- مواطنيه الذين ما زالوا في سوريا قائلا "أصدقائي الذين بقوا في حلب، اشتقت لكم، هنا الوضع جيد، ولكن في حلب أفضل".

وأشار الكاتب إلى أنه في بلد مثل لبنان بات منقسما بسبب الحرب التي تقطع أوصال جارته سوريا يعد موضوع عودة اللاجئين السوريين حساسا للغاية، فمن جهة تشجع القوات المؤيدة لبشار الأسد على عودة السوريين اللاجئين، في حين حذر آخرون من خطورة الوضع الذي لا يزال بعيدا كل البعد عن الاستقرار، وقرر بضعة آلاف من اللاجئين فقط العودة لبلادهم.

وذكر التقرير أن المركز التابع لمنظمة "أرض الرجال" يمنع الأطفال من الحديث إلى الصحفيين، الأمر الذي يؤكد حجم الضغوط التي تتعرض لها إدارة أرض الرجال، مشيرا إلى أن المركز خاضع لرقابة حزب الله.

ملاجئ مؤقتة
وأشار مالبرينو إلى أن لبنان لم يرخص بناء مخيمات جديدة للسوريين، حيث لا تزال البلاد تعاني من صدمة موجة اللاجئين الفلسطينيين، ودفع ذلك العديد من اللاجئين السوريين إلى السكن في ملاجئ مؤقتة أغلبها في سهل البقاع أو في أقصى الشمال، وتحديدا في محافظة عكار التي تشهد توترات متزايدة بين سوريين ولبنانيين فقراء.

ولتهدئة الأجواء قدم الاتحاد الأوروبي مساعدة لنحو 43 ألف لبناني، كما يقدم مساعدات مالية لسبعمئة ألف لاجئي سوري -تبلغ جملة هؤلاء اللاجئين حوالي 1.5 مليون- بواقع 310 دولارات شهريا للفرد.

رياضة اليوغا
وذكر الكاتب أنه شاهد أطفالا سوريين تتراوح أعمارهم بين 7 و8 سنوات في أحد المراكز التابعة لمنظمة اليونيسيف يمارسون رياضة اليوغا، إذ قالت له الطفلة عائشة -وهي من محافظة إدلب– إن اليوغا تساعدهم على نسيان المعاناة التي يعيشونها.

ونسب التقرير إلى نادين خليفة -وهي إحدى معلمات اليوغا بالمركز- قولها إن المكان يساعدهم على التحدث عن آلامهم التي قليلا ما يفصحون عنها أمام أولياء أمورهم.

المصدر : لوفيغارو