7 فئات من البشر يجاهرون بسعادتهم بمحنة كورونا

Agnes Goyet, a Parisian artist who documented life in lockdown in a journal during the coronavirus disease (COVID-19) outbreak, poses in her apartment in Paris, France, April 18, 2020. REUTERS/Benoit Tessier
آنييس غويي، فرنسية وثقت يوميات الحجر الصحي في بلدتها (رويترز)
يعد المثل القائل إن "رب ضارة نافعة" من الأمثال التي تنشرها الجدات عند ظهور أي أخبار سيئة، وقد عاد بقوة منذ أن قرع فيروس كورونا الأبواب بداية هذا العام، فلم يعد غريبا أن تسمع أو ترى على الشبكات الاجتماعية عبارات مثل "لكثرة ما ينتظرني من القراءة هذه فرصة"، أو "لم يحدث أن انخفض التلوث هكذا"، أو "أخيرا أصبحنا نسمع تغريد الطيور".

بهذه المقدمة افتتحت مجلة لوبس الفرنسية مقالا بقلم أرنو سانيار، استعرض فيه قسما من الناس، كالمتآمرين المتحمسين وعشاق التصليح، قال إنهم لا يخفون سعادتهم بمحنة كوفيد-19، إن لم يروا فيها منحة.

وفي أدبيات من يحتفون بهذه "المنحة"، أبرز الكاتب ما يثار من أن محنة كورونا أوقفت -ولو مؤقتا- الحروب التي تستعر منذ سنوات في كل من ليبيا وسوريا واليمن، ووجدت فيها البيئة متنفسا، كما أوقفت الحياة الليلية بعجرها وبجرها، ووضعت الرياضيين والفنانين في مكانهم الصحيح، بعد أن كادوا يصبحون "معبودين".

وأشار الكاتب إلى أن وراء هذه الأدبيات قد يلوح كاتب مليء بالمشاعر الإيجابية والقيم الرفيعة، ولكنه ليس سعيدا لرؤية الحداثة المفرطة التي دمرها كوفيد-19، مشيرا إلى أن من اقتبسوا من كتاباته لم يتوقفوا عند كون الحجر الصحي وحده هو الذي يمكن أن يكون جيدا فظنوا أن الفيروس نفسه هو الحل.

واستطاع الكاتب أن يصنف من يحملون هذا الشعور الغريب في سبع عائلات، قال إنهم أصيبوا جميعهم بهذا الافتتان غير الصحي بالوباء المدمر، كأنهم في حالة من التنويم المغناطيسي الجماعي.

1- محتقر البشر

في هذا القسم الأول صنف الكاتب نمطا من الناس يحتقرون صحبة البشر، ويميلون للعزلة، ولا يرون في صحبة الناس إلا الشر، وضرب مثالا على ذلك بالممثلة الفرنسية برجيت باردو، التي قال إنها خرجت من تقاعدها لتفتتح حفلة الاحتفاء بهذا الوباء.

ونقل عن باردو وصفها لصحيفة "لو جورنال دي ديمانش" للحجر بأنه يكاد يكون ترنيمة الفرح، رغم أننا "في حالة مصيبة"، وقالت "أنا شخص متوحش، لا أحب صحبة البشر، إنهم يضايقونني"، موضحة أنها تفضل مرافقة الحيوانات، وأصبح ذلك متاحا لها بعد أن اختفت جميع أشكال الحياة الأخرى حولها.

وأشار الكاتب إلى أن من هم على شاكلة باردو لا يرون في هذا الفيروس إلا "لحظة جميلة"، وقوسين فتحا "لتحذير الناس الذين سيستأنفون بعده حياتهم كما كانت قبل من دون أن يتغير شيء"، وهو بالنسبة لهم كما يظهر في بعض الحسابات متعة التباعد والقيادة من دون اختناقات مرورية وجمال الشوارع المهجورة وتصويرها.

2- ملوك الحجر

وفي القسم الثاني، وضع الكاتب بعض الأثرياء، ممن لديهم أنشطتهم الخاصة قديمة الطراز وملذاتهم الانفرادية، وممارسو وعشاق التصليح، وكذلك بعض من لا يشعرون بالحاجة لمغادرة منازلهم.

3- المحجورون أصلا

وأشار الكاتب إلى أن الحجر ليس أمرا جديدا بالنسبة للجميع، حيث إن جزءا من السكان قد فرضت عليهم الظروف الحجر منذ وقت طويل، وضرب على ذلك مثالا بإستيل (39 سنة) التي تقسم وقتها بين وظيفة فنانة تجميل في المسرح، وهي تعيش وحدها مع ابنتيها في شقة من غرفتين، تقول متحدثة عن الحجر "منذ البداية لم يزعجني لأنني عشت هكذا منذ سنوات؛ أخرج فقط لشراء الطعام ورعاية بناتي. وبسبب نقص الميزانية، أسمح لنفسي بنزهة واحدة في الشهر".

وتقول إستيل -التي تنزعج من نظرة الناس للحجر أحيانا- "يسألونني: هل أنت بخير؟ كأنني قبل الحجر لم أكن موجودة"، وتضيف "بصراحة، أخشى أن الحياة ستستأنف كما كانت من قبل".

4- الطفل الذي أصبح ملكا

ومثل القطط التي لا تحب الخروج، وجد العديد من الأطفال في الحجر نوعا من الروتين المحبوب، حيث يستيقظون متأخرين، ويمكنهم البقاء طوال اليوم في ملابس النوم، بعد أن تقلصت ساعات المدرسة، ويمكنهم اللعب بقية الوقت، وما توفره الشاشات من برامج يحبونها.

5- المهووس بالإنترنت
ذلك نوع آخر من الناس تلائمه فترة الحجز، كما يقول الكاتب، كالشخص الشغوف بألعاب الفيديو والشخصيات الغامضة والعوالم الافتراضية، ممن كان يضايقهم الخروج، فقد أصبح كوفيد-19 هو الانتصار النهائي بالنسبة لهم، ولا يهمهم أن يستمر الحبس إلى الأبد.

6- علماء نهاية العالم والبيئة

يقول الكاتب إن علماء نهاية العالم ينظِّرون أصلا لأن كل شيء سينهار، وبالنسبة لهم هذه هي البداية، ولا ينبغي الخلط بينهم وبين "الباحثين عن النجاة" وعلماء البيئة الذين يتقاسمون معهم بعض السمات، إذ إن "الباحثين عن النجاة" مقتنعون مثلهم بقرب انهيار الحضارة، وأخذوا الاحتياطات بتكديس الطعام والأدوات والأسلحة في مخابئهم، أما العلماء فهم يحذرون من كوارث قادمة ويقترحون حلولا جماعية.

وكمثال لهذه المجموعة، يقدم الكاتب وزير البيئة السابق إيف كوشيه الذي يقول إنه انتقل من المجموعة الثانية إلى الأولى، وهو يرى "نهاية العالم بين عامي 2020 و2030″، ويعتقد أن كورونا لن يكون سوى الموجة الأولى التي توقعها، ولأنه مستعد للأمر فقد قال إنه أمر جيد.

7- مؤيدو الفيروسات

في المجموعة الأخيرة، صنف الكاتب من يرون المعادلة التي على شاكلة ما طرحه الفضائي في فيلم "المنتقمون"، من أنه من أجل إنقاذ البشرية من الاكتظاظ السكاني والتلوث، فإنه سيقتل واحدا من كل اثنين من البشر بلمسة إصبع، وسيكون طراز كوفيد-19 هو الإصدار الأبطأ والأكثر قبولا.

وقال إن أصداء هذا الصنف منتشرة على الشبكات الاجتماعية، بحيث يمكن أن تقرأ على أحد المنتديات "سمني ما شئت، ولكنني أحب فيروس كورونا"، أو "سيفهم الآخرون معنى الحجر القسري"، أو "يجب على رجال الشرطة إطلاق النار على من لا يتبعون التعليمات"، أو "الزوجان لا يعزلان عن بعضهما أما نحن فنفعل".

وهكذا يرى البعض –كما يقول الكاتب- في هذا الوباء فيروسا صديقا للبيئة، ونعمة لتجارة الأدوية والصناعات الغذائية الزراعية، كما يقول مايك دينيسوت المدرب الشخصي في مقطع تمت مشاهدته أكثر من 270 ألف مرة.

المصدر : لونوفيل أوبسرفاتور