رد الجميل في محنة كورونا.. لاجئون بألمانيا يخيطون الكمامات للمسنين

BAD HERSFELD, GERMANY - MARCH 20: An intensive care nurse looks for an artificial respiratory equipment at an anesthetic recovery room of the Klinikum Bad Hersfeld hospital on March 20, 2020 in Bad Hersfeld, Germany. The hospital is expecting the first Covid-19 patient at all times. The atmosphere is like the calm before the storm: the Klinikum Bad Hersfeld has prepared itself for the expected number of patients infected with the new corona virus and has created an intensive care unit with twelve units for artificial respiration as well as five fully equipped units in the recovery room and is holding another six intensive care units for artificial respiration in the surgery in reserve. Full-face masks with screw-on filters are available for staff who performs intubations, extubations and bronchoscopies as well as for CPAC (continus positive airway pressure ventilation). In doing so, the Klinikum exceeds the guidelines set by the Robert Koch Institute. According to the Robert Koch Institute Germany has approximately 11,000 registered infections and 20 people have died. (Photo by Thomas Lohnes/Getty Images)
المتوفون بفيروس كورونا بألمانيا 2673 وهو عدد ضئيل مقارنة ببلدان أوروبية أخرى بينها إيطاليا وإسبانيا (غيتي)

قبل نحو أربع سنوات وصل الإيراني باباك برز إلى ألمانيا بعد رحلة طويلة على درب اللجوء قادما عبر بلدان البلقان بحثا عن ملاذ في أحد بلدان أوروبا الغربية.

كان باباك ضمن ملايين اللاجئين، معظمهم من سوريا وبلدان أخرى من الشرق الأوسط وأفريقيا، الذين فتحت لهم ألمانيا الأبواب رغم تزايد الأصوات المعارضة التي ركبت موجة الكراهية والعداء للأجانب.

وتقول مراسلة صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية بألمانيا إنه قبل رحلة اللجوء والاستقرار في براندنبورغ (شمال شرق) كان باباك يعمل خياطا في إيران، وعندما دق فيروس كورونا أبواب تلك المدينة لم يتردد بالمساهمة في الجهود الرامية لمكافحة الجائحة.

ونقلت عن اللاجئ الإيراني قوله "اللاجئون يمكنهم المساعدة.. هم يريدون ذلك. هذه هي طريقة تفكيرنا في التعامل مع هذه الحالة الطارئة وفي ظل هذا الوضع الخطير".

وهكذا بدأ باباك -إلى جانب مواطنه اللاجئ حميد ولاجئة من أفغانستان، منذ نحو أسبوعين- استعمال ماكينات الخياطة بمركز اللاجئين في بلدة غوتربورغ في براندنبورغ من أجل خياطة مئات الكمامات لفائدة المقيمين في دار للعجزة هناك.

وتعليقا على تلك المبادرة، قالت المساعدة الاجتماعية ميشتيلد فالك إن رسالتها واضحة (فهم) "يحاولون إخبارنا أنهم تلقوا الكثير منذ وصولهم إلى ألمانيا، وأخيرا لديهم الفرصة للتعبير عن امتنانهم".

وكان أندرياس بيلمان مدير دار العجزة في البلدة قد أطلق ناقوس الخطر، وطلب المساعدة لفائدة 75 مسنا وسط مخاوف من نفاد الكمامات.

في غضون ذلك، قام اللاجئون الثلاثة بخياطة ما يكفي من الكمامات لسد حاجيات دار العجزة، وبدؤوا أيضا في إمداد قرية لوكينفالدي القريبة.

وتأتي هذه المبادرة في وقت تقود السلطات حملة إعلامية وإستراتيجية للتعامل مع كورونا معتمدة على إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس على نطاق واسع.

وحتى الآن بلغ عدد الوفيات جراء تفشي الفيروس 2673 حالة، وهو عدد ضئيل مقارنة بدول أوروبية أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا.

المصدر : الصحافة الإيطالية