"أزهار" الخارقة.. مبادرة للتوعية والرعاية الصحية لأطفال اللاجئين

مي ملكاوي-بروكلين

تسرع بطلة "أزهار" الخارقة للمساعدة في التخلص من القمل بإعطاء مشط أو صابون لتنظيف الشعر أو تقدم دواء لعلاج مرض الجرب المنتشر في مخيمات اللاجئين بكثافة، وتحث على غسل الأيدي لمنع نقل الأمراض، كما تُعرّف بكيفية التعامل مع الأزمات النفسية.

هكذا تأتي شخصية كتيب "أزهار" المصور برسومات تعبيرية وأسلوب قصصي لتوعية اللاجئين بأبرز سلوكيات النظافة والعناية بالجسم لضمان عدم تعرض اللاجئين للأمراض المنقولة والقمل والجرب وغيرها.

مشروع الأمل وكتيبات أزهار
يقوم على الكتيب منظمة مشروع الأمل التطوعية التي أسستها الأختان الفلسطينيتان الأميركيتان، المعلمة ريتا لحود والممرضة ساندرا بحور، وجاءت الفكرة بعد أن زارت الشقيقتان مخيمات عدة في دول مختلفة ضمن رحلات المنظمة، منها زيارة مخيم موريا ومخيم إلبيدا في اليونان المكتظين باللاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان.

ووجدت الأختان عددا من المشاكل الصحية المنتشرة بشكل كبير كالقمل والجرب والحروق، إضافة إلى الحالات النفسية التي يؤذي فيها لاجئون أنفسهم وغيرها من المشاكل، فقررتا العمل على فكرة كتيب بشخصية البطلة الخارقة وبرسوم جذابة لمحاولة حل تلك المشاكل أو التقليل منها.

‪كتيبات أزهار الخارقة الصحية وصفحة عن القمل‬ (الجزيرة)
‪كتيبات أزهار الخارقة الصحية وصفحة عن القمل‬ (الجزيرة)

وتعمل ريتا لحود معلمة في مدرسة حكومية بمدينة نيويورك، وتشرف على برنامج اللغة العربية وتدريس مشاريع اجتماعية تتناول قضايا اللاجئين، وهي مسؤولة الجوانب التعليمية بمشروع الأمل في الوقت نفسه.

وقالت في حديثها للجزيرة نت إنهم قرروا إنتاج سلسلة من أربعة كتيبات صحية تعليمية بأربعة مواضيع هي القمل والجرب والحالات النفسية وأهمية غسل اليدين، وإنه يجري أثناء توزيع الكتيبات منح حقيبة صحية تحتوي على مشط خاص بالقمل وصابون للشعر وللأيدي ودواء خاص بالجرب.

وقالت ريتا إن شخصية "أزهار" جاءت بعد أن التقت امرأة عراقية تحمل الاسم ذاته في أحد المخيمات وأعجبت بشخصيتها، وقد اختارت الأختان أن تكون البطلة الخارقة امرأة لتمكين النساء اللاتي يعتبرن الأكثر عددا في المخيمات.

منع وكشف وعلاج الأمراض
وتقول ساندرا بحور، وهي ممرضة تعيش في فلوريدا ومسؤولة الجوانب الصحيّة بمشروع الأمل، للجزيرة نت عبر سكايب إن كل كتيب له ثلاثة تعليمات رئيسية، وهي منع المرض وكشف المرض وعلاجه، وإن كل كتيب يجيب عن هذه المواضيع الرئيسية حتى يستطيع الأطفال والأهل فهم المرض وكيفية انتقاله ومن ثم علاجه.

وأضافت "في مخيم موريا بجزيرة لزبوس مثلا يوجد أكثر من 20 ألف لاجئ في مكان لا يتسع سوى لألف فقط مما يخلق ازدحاما وتقاربا مستمرا بين سكان المخيم يؤدي إلى ظهور المشكلات الصحية كالقمل والجرب وغيرها".

وعملت ريتا وساندرا على كتابة نصوص الكتيبات المصورة وترجمتها لأربع لغات هي اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والفارسية، والاستعداد للذهاب في رحلة ثانية إلى مخيم موريا في فبراير/شباط الماضي لتوزيعها.

‪تعليم اليوغا للأطفال في المخيمات‬ (الجزيرة)
‪تعليم اليوغا للأطفال في المخيمات‬ (الجزيرة)

وتقول كريستل ريفرا رسامة الكتيبات -وهي شبه متطوعة مع المشروع- إن تجربتها مع المشروع كانت حافزا لها لتتعلم عن حياة هؤلاء اللاجئين ومحاولة مساعدتهم من خلال الرسم، حيث استمتعت برسم شخصية أزهار الخارقة التي ستعطيهم تسلية وتعليما في الوقت ذاته.

وتنوي الأختان البدء بتوزيع الكتيب في مخيمات موريا وكاراتيبي على جزيرة لزبوس في مرحلة أولى، لكن أملهما أن يتوسع توزيع الكتيب على مخيمات أخرى في العالم العربي أيضا كالزعتري والأزرق بالأردن، ومخيمات لبنان وحتى على الروهينغا في ميانمار.

جولات ومشروعات على الأرض
قام المشروع بجولات على عدد من المخيمات، وعمل في مخيم موريا بجزيرة لزبوس ومخيم إلبيدا بثيسلونيكي في اليونان ومخيم الجلزون في فلسطين بمشاريع تعليمية وتوعوية للاجئين، إضافة إلى مساعدة الأطفال على استكمال تعليمهم المدرسي من خلال جمع تبرعات وشراء كتب ولوائح حاسوبية تعليمية وتقديم دروس لغة ثانية كالإنجليزية والألمانية حسب لغة بلد المخيم.

وقدم المتطوعون في المشروع دروسا في اليوغا والرقص لمساعدة الأطفال على التغلب على ما مروا به أثناء الحرب ورحلة اللجوء، ويعمل المشروع على توفير مستلزمات طبية للأطباء والممرضين المتطوعين في المخيمات ومشاريع تتعلق بالعناية بالأسنان، إضافة إلى شراء غسالات تكفي مخيما كاملا لمدة معينة لمساعدة اللاجئين على الحفاظ على مقدار أكبر من النظافة.

‪من أعمال مشروع الأمل في المخيمات‬ (الجزيرة)
‪من أعمال مشروع الأمل في المخيمات‬ (الجزيرة)

وكانت الأختان قد أسستا مشروع الأمل (Go Project Hope) عام 2016 بعد موجة اللجوء الكبرى نحو أوروبا، ولكونهما فلسطينيتين تعيشان في أميركا، فهما تعرفان معنى الهجرة والشتات وفكرتا في إنشاء مشروع يعنى بتنفيذ مشاريع وبرامج صحية وتعليمية وترفيهية للاجئين في المخيمات.

ويدعم مشروع الأمل مؤسسات صغيرة ويتلقى الدعم أيضا من تبرعات أفراد مهتمين، كما يسافر عدد من المتطوعين منهم أطباء وممرضون وممرضات من الولايات المتحدة إلى المخيمات للعمل مع المنظمة.

المصدر : الجزيرة