سيلفي مع الجثة.. الزوجة القاتل الجديد بالعراق

عنف المرأة
.

باسم حبس-بغداد

ذهول يخيم على المجتمع العراقي، خصوصا بين الأزواج الذين يعيشون رعب جرائم شريكات حياتهم، فخلال أقل من ستة أشهر سجلت المحاكم قرابة عشر جرائم قتل متنوعة نفذتها نسوة بحق أزواجهن.

الجريمة الأخيرة ضحيتها المواطن محمد سلمان من أهالي قضاء الخالدية بمحافظة الأنبار غرب العراق الذي قتلته زوجته بالرصاص قبل أيام. وشاعت روايات من أهالي المنطقة أن القتل كان بهدف السرقة ونفذته الزوجة بمساعدة أربعة أشخاص، دون أن تعرف بعد نتائج التحقيق التي تجريه الشرطة أو دوافع القتل الحقيقية.

قضية تصفية الرجال على أيدي النساء تحولت بين الجد والهزل على مواقع التواصل التي ضجت بآراء مختلفة، منهم من طالب بوقف العنف ضد الرجال وآخر انتقد الصمت حيال ما يجري بحقهم. 

تقلبات الزمن 
ويقول المواطن (د) -الذي مضى على زواجه نحو عشرين عاما- إنه يخشى من تقلبات الزمن وتصفيته من قبل زوجته على الرغم من علاقته الطيبة بها، مستغربًا من تنامي ظاهرة "القاتل الجديد" الذي يضاف إلى مسلسل القتل المتنوع والذي يعد الأخطر بين حالات الجرائم المجتمعية.

وعلق مواطن آخر (س) ساخرًا بالقول إنه لا يعلم من هي التي ستقوم بتصفيته زوجته الأولى أم الثانية، ويخشى أن يضيع دمه بين الاثنين.

وأضاف أن تنامي ظاهرة قتل الرجال على أيدي النساء أصبح ظاهرة تستوجب إطلاق حملات توعية وتثقيف من قبل الحكومة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام وتفعيل دور الجانب العشائري، وإعادة ترسيخ القيم بهذا الشأن.

المواطن (ل) شدد من الإجراءات التي وصفها بالوقائية، حيث عمد منذ أسابيع إلى النوم لوحده في غرفته دون زوجته، ويبرر ذلك إلى شجاره المستمر معها جراء الاختلاف بينهما طوال أكثر من ثلاثة عقود مضت من زواجهما.

ويعترف بسوء معاملته لزوجته وإذلالها وعدم احترامها حتى أمام أطفالهما، مشيرا إلى أنه يخشى تأثرها بما يتم تداوله على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

توثيق القتل
ولعل من أبرز الجرائم التي تداولتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل ما حدثت في كركوك شمال العاصمة عندما قامت شابة لم تبلغ العشرين عاما بقتل زَوجها والتقاط صور "سيلفي" مع جثته مبررة ذلك بحبها له. ونفذت القاتلة جريمتها برصاصة من المسدس الشخصي لزوجها الذي دربها عليه في وقت سابق وعلى أسلحة أخرى دفع ثمنها نهاية المطاف وذلك لقيامه بتعنيفها وإجبارها على مشاركته بالإتجار في المخدرات.

في كركوك أيضًا اعتقلت القوات الأمنية ربة منزل (ف.أ.م) لقتلها زوجها المدعو (م.ش) بالحربة.

وفي محافظة دهوك (شمال) اعتقلت الشرطة امرأة قتلت زوجها بمساعدة "عشيقها" بمجمع للاجئين.

وفي حي العامرية ببغداد ذبحت امرأة زوجها بالسكين قبل أن تهرب مع أطفالها الثلاثة لمكان غير معلوم، وجريمة أخرى بالطريقة ذاتها بمدينة الصدر شرقي العاصمة.

عدوى قتل العراقيات لأزواجهن انتقلت إلى الولايات المتحدة، وكان ضحيتها هذه المرة د. عمار اليساري على يد زوجته بدور وعشيقها الأسترالي جايكوب فيتشر بآلة حادة.

الشيخ المشمَوري: عشيرة القاتلة تتحمل الدية العشائرية
الشيخ المشمَوري: عشيرة القاتلة تتحمل الدية العشائرية

أسباب الظاهرة
وينتقد المواطن سنان القيسي -على صفحته الشخصية في فيسبوك– كثرة جرائم قتل الرجال على يد زوجاتهم، ويطالب الجهات المختصة بالتدخل لوقفها.

ووصفت الناشطة المجتمعية إيمان المعموري مثل هذا النوع من بالمخالفة للعرف والأخلاق وطبيعة المجتمع التي تسيء له أعمال إجرامية كهذه. 

حسن المشموري- وهو أحد مشايخ الأكرع كبرى عشائر العراق- استهجن ما يجري، وأكد تحمل عشيرة القاتلة الدية العشائرية أسوةً بجرائم الرجال، كون الجريمة مسيئة ومنافية للعلاقة الزوجية وحقوقها المشروعة.

التربوية بشرى المياحي تؤكد للجزيرة نت أن تراجع مستوى القيم التربوية والتمسك بالعادات والتقاليد التي تتمتع بها المرأة كقائد مؤثر في الحياة العامة للمجتمع العراقي، ووصفت ما يجري من جرائم بالدخيلة على المجتمع.

أما الباحث الاجتماعي سامر شمعة فعزا مثل تلك الجرائم -خلال حديث للجزيرة نت- لتكرار تناقل أخبار العنف والقتل في الإعلام ومواقع التواصل.

ولفت إلى أن "سهولة تناول هذه الصور والفيديوهات يبلور العديد من الاستعدادات الإجرامية لدى العديد من الأفراد، وخاصة المرأة التي تمتلك منظومة عواطف اكتسابية وجينية يجعلها تتفاعل بصورة وأخرى مع أخبار كهذه" مشيرا إلى أن ذلك يجعلها تقع تحت طائلة ظروف عدة تجبرها على أن تكون قاتلة أو ممارسة للفعل الإجرامي.

وعن الأسباب التي تدعو المرأة إلى اللجوء للجريمة كحل نهائي للمشاكل مع الزوج، يقول الباحث الاجتماعي إن أبرزها التعنيف الذي يمارس ضدها والشك والغيرة التي تضع المرأة تحت صراع كبير، مما يجبرها على قتل زوجها للتشفي نتيجة تلك الأفكار الهائجة.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي