تحتضنه الدوحة.. 53 دولة في المخيم الشبابي للعمل التطوعي والإنساني

تفاعل يومي مع الورش المقدمة للمشاركين.
الشباب المشارك في المخيم يتلقى معارف وخبرات في العمل الإنساني ومساعدة اللاجئين (الجزيرة)

عماد مراد-الدوحة

جنى الشاب القطري عبد الرحمن بورشيد فوائد جمة من مشاركته في مخيم الدوحة الشبابي للعمل التطوعي والإنساني الذي تتواصل فعالياته في قطر بمشاركة وفود شبابية من 53 دولة من دول العالم الإسلامي.

وانتظم بورشيد في المخيم منذ انطلاقته مع 73 شابا من جنسيات مختلفة في دورات وورش تعليمية ومحاكاة لكيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية وأزمات النزوح وتقديم العون للمحتاجين، على أن يكون ورفاقه على دراية بأمور عدة كالقانون الدولي الإنساني والإسعافات الأولية وغيرها من الخبرات التي تقدم لهم أثناء إقامتهم في المخيم التي ستمتد حتى يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

ويعيش بورشيد ورفاقه في مخيم يعكس واقع حياة المتضررين جراء الحروب والكوارث الطبيعية ضمن محاكاة للأجواء الصعبة التي يعيشها ملايين البشر في مخيمات اللجوء، لتُدخل في نفوس الشباب المشارك قيما وثقافة جديدة عن ضرورة تغيير هذا الواقع المؤسف الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية. 
المخيم الشبابي يحاكي مخيمات النازحين لمساعدة المشاركين فيه على كسب خبرات ميدانية(الجزيرة)
المخيم الشبابي يحاكي مخيمات النازحين لمساعدة المشاركين فيه على كسب خبرات ميدانية(الجزيرة)

خيم وأنشطة
في الخيام المتراصة بمنطقة درب الساعي في العاصمة القطرية تختلف وظيفة كل خيمة، فهناك واحدة مخصصة للورش يلتقي فيها المشاركون يوميا لحضور المؤتمرات والندوات التثقيفية، وأخرى لتلاقي الوفود وتبادل الخبرات والتعارف، وثالثة للمبيت، فضلا عن ساحة خارجية كبيرة يجري فيها تطبيق سيناريو وقوع الكوارث وكيفية التعامل معها.

وينطلق المخيم الذي يندرج ضمن فعاليات "الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019" من فكرة قيمة الإنسان في المجتمعات، وأهمية دور الشباب في مجالات البذل والعطاء والإيثار، انطلاقا من أن المجتمعات تقوم على التعاون بين أفرادها مهما كانت حالتهم، علاوة على إبراز أهمية الدور الذي يقوم به الشباب تجاه مجتمعهم.

وتسعى أجواء المعايشة التي حرصت عليها اللجنة المنظمة للمخيم إلى تحفيز الشباب على اكتساب ونشر ثقافة المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي وتنمية قدرات الشباب المسلم في مجالات الإغاثة وإدارة الكوارث، وطرح ومناقشة تجارب بعض الدول الإسلامية في العمل التطوعي والإنساني والإغاثي.

وينقسم المشاركون في المخيم إلى قسمين يقوم أولهما بالتدريب ميدانيا في كلية راس لفان للطوارئ والسلامة، في حين تتلقى المجموعة الثانية تدريبا ميدانيا باللجنة الدائمة للطوارئ، قبل أن يلتئم المشاركون مساء كل يوم حول ورشة تثقيفية يختلف موضوعها يوميا حتى تعطي المشارك قدرا هائلا من الثقافة في مجالات العمل الإنساني المختلفة.

‪حمد الفياض: قطر تقدم من خلال هذا المخيم خدمة لشباب العالم الإسلامي‬ (الجزيرة)
‪حمد الفياض: قطر تقدم من خلال هذا المخيم خدمة لشباب العالم الإسلامي‬ (الجزيرة)

جهات التنظيم
يشارك في المخيم الذي يقام بإشراف من وزارة الثقافة والرياضة القطرية وبالتعاون مع منتدى التعاون الإسلامي للشباب -الذراع الشبابية لمنظمة التعاون الإسلامي- 73 شابا يمثلون 53 دولة من دول العالم الإسلامي.

ويتلقى المشاركون على مدى 11 يوما برامج تدريبية يصل عددها إلى قرابة 70 ساعة تقدمها أكثر من 20 جهة محلية ودولية، ويبلغ عدد الدورات والبرامج التدريبية 25 برنامجا تدريبيا يقدمها 30 مدربا متخصصا في المجالات ذات العلاقة بالعمل الإنساني.

ويسعى المخيم إلى تحقيق العديد من الأهداف وفقا للمشرف العام على المخيم الدكتور حمد الفياض، أهمها تحقيق شعار فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي "الأمة بشبابها"، وصقل معارف هؤلاء الشباب على كيفية التعامل مع الحالات الإنسانية الطارئة وتثقيفهم حتى يعلموا حقوقهم وواجباتهم.

ويضيف الفياض في حديث مع الجزيرة نت أن التنوع هو الصبغة الرئيسية للورش التي ستستمر لمدة عشرة أيام، وتتناول كافة مجالات الاستفادة الفكرية الخاصة بالمشاركين من خلال التثقيف القانوني والطبي والدعم النفسي وكافة الأمور التي يحتاجها المتطوع أو العامل في المجال الإنساني للتعامل مع المتضررين أو في أوقات الكوارث، فضلا عن الزيارات الميدانية التي يقوم بها المشاركون خارج المخيم.

ويعتبر أن دولة قطر تقدم من خلال هذا المخيم خدمة لشباب العالم الإسلامي الذي يعاني من وجود تسعة ملايين لاجئ في دول مختلفة، ويرى أن تدريب الشباب على مجالات العمل الإنساني سيكون له التأثير الإيجابي على حياة النازحين في تلك البلدان.

المصدر : الجزيرة