إنتاج أول زجاج فلسطيني مقاوم للرصاص

عاطف دغلس-رام الله

أسهمت شركة فلسطينية للزجاج بعمل وتصنيع أول منتج من الزجاج الفلسطيني المقاوم للرصاص (المصفح)، وأدخلت منتجها للسوق قبل أشهر قليلة لتكون بذلك الشركة الأولى والوحيدة في تصنيعه وإنتاجه بكميات كبيرة وضخمة في فلسطين.

وبعد أشهر من المحاولات والتجارب تمكنت شركة شويكي للزجاج -ومقرها مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية– من طرح منتجها بالسوق.

ويقول المهندس حسام النتشة -الذي يعمل بالشركة- إن الفكرة راودتهم قبل مدة بعد أن وجدوا مدى الاستغلال الإسرائيلي الكبير واحتكاره لهذا المنتج بالسوق الفلسطينية وبيعه بأسعار عالية وعدم السماح للفلسطينيين باستيراده.

تطور الفكرة
ويشير النتشة -وهو مدير الجودة والإنتاج بالشركة- إلى أن فكرتهم تطورت شيئا فشيئا مستفيدة من نتائج دراسات وتجارب سابقة، وقال إنهم طوروا منتجهم عبر الإضافة على الزجاج المصفح العادي حتى تم التوصل إلى زجاج مقاوم للرصاص بإضافة البلاستك وبعض المواد الخام الخاصة بالشركة، مشيرا إلى أن منتجهم حصل على موافقة مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية.

الزجاج الفلسطيني المقاوم للرصاص ينتج لأول مرة فلسطينيا وينهي بذلك احتكار الشركات الإسرائيلية (الجزيرة نت)
الزجاج الفلسطيني المقاوم للرصاص ينتج لأول مرة فلسطينيا وينهي بذلك احتكار الشركات الإسرائيلية (الجزيرة نت)

ويقول القائمون على الشركة إن المنتج غطى احتياجات السوق بالضفة الغربية وكسر احتكار الشركات الإسرائيلية، كما أنهم ينوون توسيع سوقهم المحلي ليصل قطاع غزة إضافة للأسواق العربية.

ويبين النتشة أن حجم الإنتاج لديهم الآن لا يتعدى الحاجة والطلب لارتفاع كلفته وعدم استخدامه إلا من جهات محددة مثل المصارف والمقار الأمنية والسفارات والوزارات.

معوقات الاحتلال
وكان الاحتلال ولا يزال المعيق الوحيد أمام هذا المنتج الفلسطيني, حيث أعاق وصول الآلات والمواد اللازمة للإنتاج، كما منع دخول جهاز فاحص لسرعة الرصاص وأجهزة أخرى تقوم بفحص المنتج، ولكن الشركة تمكنت من تصنيع هذه الأجهزة محليا، بحسب النتشة.

زجاج مقاوم للرصاص من إنتاج شركة شويكي للزجاج في الخليل (الجزيرة نت)
زجاج مقاوم للرصاص من إنتاج شركة شويكي للزجاج في الخليل (الجزيرة نت)

وتبيع الشركات الإسرائيلية بفارق سعر يصل إلى 40% أعلى من سعر المنتج الفلسطيني، وهو ما حدا بالمنتجين لدعوة كافة الجهات الرسمية والشعبية إلى الالتزام بشراء بضائعهم وتسويقها فلسطينيا وتعزيز الثقة بها باعتبارها "منتجا وطنيا" وطالبوا بدمغها بهذا الشعار.

ويشير مدير مؤسسة المواصفات والمقاييس حيدر حجي إلى أن المنتج الفلسطيني الجديد كسر بمعنى الكلمة القيود "والاشتراطات الأمنية" الإسرائيلية ومزاجية الاحتلال بمنح التراخيص للفلسطينيين لاستعمال هذا الزجاج إضافة لاحتكار الشركات الإسرائيلية للسوق الفلسطيني.

كسر الاحتكار
وتابع المسؤول الفلسطيني أن هذا المنتج طرح المجال لشركات مشابهة منافسة بالسوق تقود لرفع مستوى الاستثمار وزيادة رأس المال وتشغيل أيد عاملة وتخفيف البطالة وبالتالي خلق نمو بالاقتصاد الوطني.

المنتج الفلسطيني الجديد كسر القيود والاشتراطات الأمنية الإسرائيلية (الجزيرة نت)
المنتج الفلسطيني الجديد كسر القيود والاشتراطات الأمنية الإسرائيلية (الجزيرة نت)

ويتكون اللوح الواحد من الزجاج من عدة طبقات تتداخل بينها مواد خاصة تشبه البلاستيك وأخرى لاصقة لتحافظ على درجة عالية من الأمان في حال تعرض الزجاج للكسر.

وفنيا نجح المنتج بتجاوز المعايير الخاصة التي حددتها مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية المطابقة تماما للمواصفات العالمية، حسب مدير المؤسسة حيدر حجي.

تقول المهندسة شروق مرقطن من القسم الفني بدائرة الجودة بمؤسسة المواصفات والمقاييس إنهم وبتعاون مع جهاز الأمن الوطني الفلسطيني تجاوزوا الاختبارات المطلوبة، حيث حددوا ثلاث نقاط مستهدفة بالرصاص داخل لوح الزجاج المقصود وأطلقت النيران عليه من مسافات معينة ولم تحدث حالة اختراق.

المنتج نجح بتجاوز المعايير الخاصة التي حددتها مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية للمواصفات العالمية (الجزيرة نت)
المنتج نجح بتجاوز المعايير الخاصة التي حددتها مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية للمواصفات العالمية (الجزيرة نت)

وقالت للجزيرة نت إنه "ربما تحدث حالة تهشم وهذا أمر مقبول ولكن بشروط ولحد معين، وحتى إذا حدث اختراق فهذا لا يعني أن الزجاج سقط وفشل بل يتم تصنيفه ضمن الفئة الثانية والثالثة وهكذا".

وأشارت إلى أنهم يقومون باستمرار وعلى مدار العام بمتابعة ومراقبة المنتج ومنحه الشهادات المطلوبة.

المصدر : الجزيرة