حملة بتونس لحماية اللباس التقليدي من الاندثار

جانب من تظاهرة إحياء اللباس التقليدي في تونس
التظاهرة لفتت إلى أهمية اللبس التقليدي في التشبث بأصالة وهوية البلد (الجزيرة)
undefined
 
خميس بن بريك-تونس

أطلقت جمعيات تونسية حملة للتشجيع على اللبس التقليدي الأصيل بعد أن أصبح عرضة للاندثار بسبب عزوف المواطنين عن ارتدائه، وهو ما بات يهدد أرزاق آلاف العائلات التي تنتفع من هذا القطاع.

هذه الجمعيات نظمت أمس الأحد -بمناسبة إحياء اليوم الوطني للبس التقليدي- جولة على الأقدام شارك فيها مئات التونسيين الذين تزينوا بأبهى الملابس التقليدية وجابوا أسواق المدينة العتيقة وصولا للمسرح البلدي بالعاصمة.

وخلقت زغاريد نساء لبسن العباءة التونسية (السفساري) وهتافات لرجال وضعوا على رؤوسهم الشاشية الحمراء ولبسوا الجبة حالة من البهجة لدى المارة الذين وقفوا لالتقاط الصور والاستمتاع.

أصالة وهوية
زين العابدين بالحارث كاتب عام جمعية "تراثنا" قال للجزيرة نت إن الهدف من الحملة هو تحسيس المواطنين بأهمية التشبث بالأصالة والعودة إلى هويتهم التونسية.

وأضاف أن الجولة -التي انطلقت من جامع الزيتونة المعمور وسط المدينة العتيقة- هي عرض للأزياء التقليدية من أجل لفت انتباه الناس لجمالية منتجات الصناعات التونسية التي تتوزع على عدة قطاعات.

ومن بين القطاعات التقليدية التي تعد جزءا من الهوية التراثية لتونس هناك النسيج والملابس التقليدية وصناعة الجلود والأحذية والحلي والمجوهرات والألياف النباتية والمعادن والخشب والبلور والطين.

بالحارث: عدم اهتمام السلطات بالصناعات التقليدية يضر بالسياحة والاقتصاد (الجزيرة)
بالحارث: عدم اهتمام السلطات بالصناعات التقليدية يضر بالسياحة والاقتصاد (الجزيرة)

ويقول بالحارث إن الكثير من الأزياء التقليدية بات مهددا بالاندثار بسبب عزوف التونسيين عن ارتدائها مثل الشاشية والبرنس والسفسار، مؤكدا أن أزمة الصناعات التقليدية تهدد نحو عشرة آلاف عائلة تنتفع من القطاع.

الانبهار بالغرب
ويرجع بالحارث -الذي ما زال يشتري إلى اليوم اللبس التقليدي- سبب تخلي التونسيين عن ارتداء الأزياء الأصيلة حتى في مناسبات الأفراح إلى الانسياق وراء الماركات العالمية المستوردة والانبهار بالأزياء الغربية.

كما انتقد ما أسماه تجاهل وزارتي الثقافة والسياحة لليوم الوطني للبس التقليدي، معتبرا أن عدم اهتمام السلطات بالنهوض بالصناعات التقليدية يضر بالسياحة والاقتصاد.

ويتقاسم معه هذا الرأي عبد المجيد الهيشري أحد صانعي اللباس التقليدي والذي شارك في هذه التظاهرة، مؤكدا أن قطاع الصناعات التقليدية يتخبط أكثر من أي وقت مضى في أزمة كبيرة نتيجة الكساد التجاري والهبوط الحاد في المبيعات.

ويقول للجزيرة نت إنه تعلم أبا عن جد عدة صناعات تقليدية منذ صغره في المدينة العتيقة بالعاصمة التي كانت في السابق تعج بالعديد من الحرفيين ثم أصبحوا يعدون على أصابع اليد الواحدة، وفق تعبيره.

ويؤكد الهيشري أن صناعة العباءة التونسية -التي يقول إنه مختص في تصميمها- أصبحت مندثرة في تونس بعدما تخلت المرأة تدريجيا عن لبسها لصالح ملابس غربية حديثة لا تمت للتراث التونسي بصلة، وفق قوله.

المصدر : الجزيرة