المخدرات والاتجار بالبشر أخطر الجرائم المنظمة بأوروبا

-


سيد حمدي-باريس


كشفت الوكالة الأوروبية للشرطة عن وجود أربعة تكتلات مافيوية رئيسية تمارس الجريمة المنظمة في أنحاء القارة.

 

وقالت الوكالة في تقرير أعدته عن أوضاع الجريمة في أوروبا خلال العام الحالي اطلعت الجزيرة نت على ملخص له، إن هناك تكتلات عصابية أربعة موزعة وفق جنسيات منظميها والمناطق الجغرافية التي تنشط فيها.

 

وأظهر التقرير -الذي استعرضه وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم يوم الجمعة الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل- أن التكتل الأول مكون من مجموعات "ألبانية وتركية" تنشط في جنوب شرق القارة.

 

أما التكتل الثاني فمكون من مجموعات "مغربية ونيجيرية" منتشرة في فرنسا وبلجيكا وشبه الجزيرة الأيبيرية المكونة من إسبانيا والبرتغال. وأضاف التقرير الذي تطرق للتكتل الثالث بوصفه مجموعات (بلجيكية-هولندية) تتمركز في هولندا .


ويعود التكتل الرابع -استناداً للتقرير- إلى مجموعات (ناطقة بالروسية) موزعة على دول البلطيق.

 

العصابات الإيطالية

وعانى التقرير من الحذف بناء على طلب من الحكومة الإيطالية التي طلبت شطب الجزء الخاص بالعصابات الإيطالية التي تتهمها الوكالة الأوروبية للشرطة باختراق الأجهزة الأمنية والأروقة السياسية الإيطالية. وشدد التقرير على أن التعاون بين أجهزة شرطة دول الاتحاد الـ25 يعد أمراً حتمياً في مواجهة تنامي معدلات الجريمة العابرة للحدود.

 

ووصف التقرير تهريب المخدرات بالنشاط الأكثر ربحية وفتكاً. وأشار إلى أن الاتجار في الهيروين داخل القارة يتجه إلى التراجع عكس تجارة الحشيشة والكوكايين وكلاهما يشهد ارتفاعاً كبيراً.

 

ويسجل التقرير أن أوروبا تعد ثاني أكبر سوق لترويج المخدرات بعد الولايات المتحدة وهي في الوقت ذاته المنتج الأول للمخدرات المصنعة.

 

وأفاد التقرير بأن هذه النوعية من المخدرات يتم تصنيعها في مختبرات خاصة في هولندا وبلجيكا. ونبهت الوكالة من واقع الضبطيات التي تقوم بها أجهزة الشرطة في الدول الأعضاء إلى أن الشاحنات هي الوسيلة الأكثر شيوعاً في تهريب المخدرات.

 

وانتقل التقرير إلى تهريب البشر والهجرة غير المشروعة باعتبارهما الأكثر تهديداً للقارة العجوز، واصفاً إياها بالتجارة الخطيرة والمربحة.

 

تهديد كبير

وتطرق التقرير لأول مرة إلى العصابات الصينية التي يضمها الجزء الخاص بسيطرة العصابات على القارة جغرافياً. إذ قال إن تجارة البشر والهجرة غير المشروعة تديرها عصابات ألبانية ومغربية أو صينية تستخدم الطرق المعتادة لتهريب المخدرات لكي تدخل إلى دول القارة نساء وأطفالاً ومهاجرين غير شرعيين.

 

ورأى التقرير أن أوربا "تبدو عاجزة أكثر من أي وقت مضى" عن مواجهة هذه الظاهرة. وتحدث عن معاناة البشر من ضحايا هذا النوع من التجارة غير المشروعة بأنهم "يتعرضون في الطريق إلى الاستغلال الجنسي والموت".

 

وتطرق التقرير إلى عمليات الاحتيال باستخدام البطاقات المصرفية والتحايل على الضرائب. وعلق على هذه الجريمة بأنها تمثل "تهديداً كبيراً" للاقتصاد الأوروبي، ونوه إلى أن مرتكبي هذه الجرائم يتبعون تقنيات معقدة.

 

وقالت الوكالة في تقريرها إن العصابات البولندية والرومانية والبلغارية هي "الأكثر نجاحاً" في هذا المجال. وضمت إليها العصابات القادمة من دول البلطيق في مجال تزوير اليورو خاصة العملات المعدنية التي يسهل تقليدها بالمقارنة مع العملات الورقية التي يصعب تزويرها.

 

وأقر القائمون على الوكالة بالصعوبات التي تعترض طريقهم من قبل الدول الأعضاء خاصة فرنسا التي ترفض أن تفرض الوكالة أولوياتها على الدول الأعضاء في مجال مكافحة الجريمة، مما جعل الشرطة في كل دولة تواجه عصابات المافيا فرادى بعيداً عن المؤسسات الاتحادية.
ــــــــــــــ
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة