يجود بخيراته.. "سيدات الرمان" ينتجن من حباته أصنافا غذائية ودوائية
يقول أبو سليم إن ما يميز المنتج الأردني المصنع من قبل المطابخ الإنتاجية الحرص الشديد من السيدات على تصنيع المنتجات بشكل طبيعي، واستخدام أفضل الفاكهة بعيدا عن المنكهات والمواد الحافظة.
السلط – في مطبخها الإنتاجي بمدينة السلط الأثرية العريقة، تطوع أم أوس المعادات (38 عاما) حبات الرمان لتصنع منها مربى شهية أو خلا مفيدا أو دواء شافيا للأوجاع، فـ "شجرة الرمان كريمة على صاحبها" كما تقول للجزيرة نت.
ويجود الرمان على الأسر الريفية في محافظات الأطراف، مشكلا لها مصدر دخل موسميا خلال حصاده في الفترة الممتدة من أغسطس/آب وحتى نوفمبر/تشرين الثاني من العام.
وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو قد أعلنت انضمام السلط، الواقعة شمال غرب العاصمة الأردنية عمّان، لقائمة التراث العالمي، وتتميز هذه المدينة ببناء عمراني مميز لبيوتها المتلاصقة بالحجر الأصفر.
دبس وخل ومربى
ومن ساعات الصباح الباكر تستفتح أم أوس يومها بتفكيك حبات الرمان، الحمراء منها والصفراء، تجمع حباتها في وعاء تمهيدا لطحنها وتصفيتها واستخراج ماء الرمان منها لصناعة الدبس، تساعدها في ذلك أم بلال الرحامنة 62 عاما.
ما تبقى من حبات الرمان، تقول المعادات "فنقوم بإزالة البذور منها وتنشيفها تمهيدا لزراعتها في أحواض لإنتاج أشجار جديدة خلال فصل الربيع" أما لُبّ حبات الرمان فتضيف لها السكر، وتنتج منها مربى تدخره العائلة لفصل الشتاء وتبيع منه في الأسواق والمعارض المخصصة للمنتجات الريفية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsيحارب الخلايا السرطانية.. أسباب تدعوك لتناول الرمان يوميايحارب الخلايا السرطانية.. ...
طبق يدخلنا رسميا في الموسم.. 3 أنواع شوربات مبتكرة لشتاء دافئطبق يدخلنا رسميا في الموسم.. 3 ...
وصفة بسيطة لتحضير دبس الرمان على الطريقة التقليديةوصفة بسيطة لتحضير دبس الرمان ...
ولإنتاج خل الرمان المعروف بفوائده الصحية على القلب والأمعاء، تختار المعادات الرمان الحامض المذاق، إضافة لإنتاجها للأكلات الشعبية التراثية المعروفة في مدينة السلط، والتي يدخل في إنتاجها مربى ودبس الرمان.
وتصنع السيدات في المطابخ الإنتاجية من ثمار الرمان عدة منتجات منها الدبس، المربى، الخل، وتبيع لب الرمان وقشوره لمحال العطارين والأعشاب الطبية لاستخدامه بالوصفات الشعبية.
وخلال أزمة كورونا وما رافقها من إغلاقات وحظر للتجوال، عانت الأسر المنتجة من تراجع إنتاج الأصناف الغذائية المصنعة من الرمان، مدفوعا بضعف الطلب على تلك المنتجات، وانخفاض القدرات الشرائية للمستهلكين، وفق سيدات.
وادي الرمان
وعلى ضفتي وادي الرميمين شمال العاصمة تتشابك أشجار الرمان في بساتينها الممتدة على طول الوادي، تُسقى بمياه الينابيع العذبة المنحدرة من بين صخور الوادي، وقد انحنت أغصانها من حملها الثقيل.
يقضي المزارع سعود غنيمات (33 عاما) وأشقاؤه يومهم متجولين بين أشجار الرمان، يتفقدون المصابة منها، ويسندون الأغصان المتدلية بعكازات تساعدها في حملها، ويقطفون الناضج منها، تمهيدا لتعبئتها في صناديق وإرسالها لسوق الخضار.
شجرة الرمان بحاجة لعناية فائقة، يقول غنيمات للجزيرة نت خلال جولة بمزرعته: بمجرد بدء إزهار الثمار خلال فصل الربيع، نبدأ برش الأشجار لمكافحة انتشار الحشرات، إضافة لتسميد الأشجار وتقليب التربة حولها وتقليمها، وتستمر العناية بالرمان حتى قطاف الثمر.
أما بخصوص الأمراض المصيبة، فهي متعددة -والحديث للغنيمات- أبرزها حشرة المن وذبابة الرمان الناقلة للأمراض، مما يستدعي رش أشجار الرمان بالمبيدات الحشرية والفطرية كل أسبوعين، حفاظا على سلامة الثمار والأشجار.
وللرمان أنواع متعددة منها الرقابي والمليسي والإفرنجي والحامض والفرنسي، وغيرها.
وتنتشر زراعة الرمان على مساحة نحو 17 ألف دونم من أراضي المملكة، تحتضن قرابة نصف مليون شجرة رمان، تنتج سنويا نحو 45 ألف طن، يصدر منها كميات للخارج، ويستخدم الباقي في صناعات غذائية وتجارية.
مهن موسمية
على جانبي الطريق الدولي الواصل بين عمّان ومحافظات الشمال، تتزين الأرصفة ببسطات الرمان، يقف العشريني ماجد المراشدة أمام بسطته مرحبا بالزبائن الباحثين عن الرمان البلدي فـ "موسم بيع الرمان يوفر لنا فرص عمل موسمية، ولعدة أشهر، ويقبل الأردنيون على شراء الرمان خاصة أيام المعطل فنبيع 500 كغم" يقول المراشدة للجزيرة نت.
ويبيع المراشدة رمانا أنتجته الصحراء الأردنية بمناطق محافظة المفرق والبادية الشمالية، والميزة فيه أنه بلا بذور، ولونه أحمر داكن ومذاقه حلو جدا، لذلك يقصده الزبائن من مناطق بعيدة للحصول على رمانه الشهي، حسب وصفه.
ويشهد الأردن ارتفاعا في نسب البطالة خاصة بين الشباب إذ وصلت النسبة 50% بين الفئات العمرية الشابة.
مكافحة الأمراض
كما للرمان فوائد غذائية، فهو غني بالفوائد الطبية، ويستخدم -وفق خبير التغذية والطب البديل عمر أبو سليم- على نطاق واسع في مكافحة أمراض الجهاز الهضمي وأنواع من الطفيليات، وحالات الإصابة بالبرد، كما يستخدم اللب الداخلي في معالجة تقرحات الجهاز الهضمي، نظرا لاحتوائها على مواد قابضة ومضادة للأكسدة تلعب دورا مهما في مكافحة الالتهابات.
ومما يميز المنتج المحلي المصنع من قبل المطابخ الإنتاجية، يقول أبو سليم للجزيرة نت، الحرص الشديد من السيدات على تصنيع المنتجات بشكل طبيعي، واستخدام أفضل الفاكهة المعدة للاستخدام. وبعيدا عن استخدام المنكهات أو المواد الحافظة، إضافة إلى أن غالبية تلك المنتجات تكون خاضعة لرقابة المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأردنية، مما يضمن جودة المنتج وكفاءته الصحية.