"نهتم بمالي ونبقى هاني".. أيام للثقافة والتربية المالية بالمغرب

الفعاليات التكميلية مهمة جدا للطلاب وتمكنهم من استكمال المعارف النظرية وتقربهم من سوق العمل والمؤسسات الفاعلة في المشهد المالي والاقتصادي 

مدرسة التجارة والتسير بالداخلة التي شهدت أول ويبنار عن بعد في فعاليات ايام الثقافة المالية لهذه السنة
مدرسة التجارة والتسيير بمدينة الداخلة التي شهدت أول ورشة عن بعد في فعاليات أيام الثقافة المالية لهذا العام (الجزيرة)

تابع هيثم شكيري (18 عاما) -وهو طالب في السنة الأولى بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير في الداخلة (مدينة مغربية سياحية وساحلية تبعد عن العاصمة الرباط 1700 كلم)- برفقة باقي زملائه دورة مكثفة عن بعد حول السياسة النقدية بالمغرب قدمتها المتخصصة لدى البنك المركزي يسرى براضي، في إطار فعاليات أيام الثقافة المالية التي أطلقتها المؤسسة المغربية للثقافة المالية على مدى أسبوعين تحت شعار "نهتم بمالي ونبقى هاني" (أهتم بمالي لراحة بالي).

وعبر شكيري في اتصال مع الجزيرة نت عن إعجابه بمضامين المداخلة (الدورة)، وتثمينه لانفتاح مدرسته على مؤسسات فاعلة في الواقع المالي والاقتصادي، وقال "كانت لدي بعض المفاهيم الأولية حول الموضوع واستطعت تقويتها من خلال العرض".

ويفضل هيثم كباقي الطلبة الدورات والأيام الدراسية الإضافية، ويقول للجزيرة نت "إن تدريبا مثل هذا يعطي إضافة ويوسع المدارك، أما الاكتفاء بالمقررات وحدها فيجعل الطالب محدود الأفق".

تقاطع الأهداف

من جانبها، تعتقد هاجر المخي أستاذة باحثة في الاقتصاد والتسيير في الداخلة ومنسقة لأسبوع الثقافة المالية بمؤسستها أن الفعاليات التكميلية مهمة جدا للطلاب، وتمكنهم من استكمال المعارف النظرية، وأن مدارس التجارة والتسيير تحتاج بالإضافة إلى الدروس النظرية تقريب الطلاب من سوق العمل ومن المؤسسات الفاعلة في المشهد المالي والاقتصادي.

نسقت هاجر مع ممثلين عن البنك المركزي للاستفادة من تأطير المؤسسة المغربية للثقافة المالية، مما أتاح لطلبة المدرسة الاستفادة من 3 لقاءات دراسية حول السياسة النقدية وسوق الرساميل (رؤوس الأموال) والاحتياط الاجتماعي، وتابعت الجزيرة نت معهم واحدة منها.

ويشمل برنامج أيام الثقافة المالية دورات تدريبية داخل الصفوف الدراسية، وحصصا تدريبية لصالح طلبة معاهد التدريب المهني والشباب أصحاب المشاريع الصغيرة والمقاولين، وندوات عبر الإنترنت لفائدة الطلبة الجامعيين.

وأنشئت المؤسسة المغربية للتربية المالية "إف إم إي إف" (FMEF) عام 2013، ويرأس مجلس إدارتها رئيس بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري.

وهي جمعية تجمع مؤسسات فاعلة في مجال المال والأعمال، وتهدف -حسب بياناتها- إلى تحقيق الإدماج المالي عبر جهود في مجال إعلام وتأهيل وتثقيف أفراد الجماهير غير المنخرطين في النظام المالي من جهة، وحماية مستهلك مختلف المنتوجات والخدمات المالية من جهة أخرى.

وتعمل الجمعية على إدماج التربية المالية كأحد العناصر المكونة لبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي ينفذها الفاعلون من القطاعين العام والخاص.

أيام الثقافة المالية

بالإضافة إلى الورشات المفتوحة في معاهد التدريب المهني والمؤسسات التعليمية -بما فيها الجامعية- تقود المؤسسة المغربية للثقافة المالية خلال أسبوعين حملة للثقافة المالية على وسائل التواصل الاجتماعي بغية اعتماد الآليات الرقمية من أجل نشر محتوى تعليمي متنوع، وكذلك برمجة اختبارات قصيرة وتحديات حول موضوع الادخار.

وينظم كل من بنك المغرب وهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي والهيئة المغربية لسوق الرساميل طوال هذا الحدث أنشطة أخرى، والعمل أيضا على اعتماد مجموعة من الدعائم التربوية (قصص مصورة ومقاطع فيديو ودلائل تربوية…) للتعريف بمهام كل مؤسسة وشرح العديد من المفاهيم المالية.

للاستخدام الداخلي فقط - ايام للثقافة المالية بالمغرب موجهة للشباب والأطفال لتبسيط المعلومة المالية
أيام للثقافة المالية بالمغرب موجهة للأطفال والشباب لتبسيط المعلومة المالية (الجزيرة)

وبالموازاة، أعلن بنك المغرب عن نشر سلسلة من المحتويات التعريفية على الإنترنت بمعدل منشور في اليوم تستهدف تعريف الشباب بالمبادئ الأساسية للمالية بلغة بسيطة، وإطلاع عامة الناس على مهام بنك المغرب.

ووجهت هيئة مراقبة التأمين والاحتياط الاجتماعي "لاكابس" -في إطار توسيع الإجراءات التي تعتمدها في مجال التربية المالية- هذه المرة إلى فئتي الشباب والأطفال من خلال إعداد قصص مصورة بهدف التوعية من خلال الترويج لقيم ومفاهيم التربية المالية.

Photo de Mariam Taidi
أيام الثقافة المالية حدث دولي سنوي ينعقد تحت رعاية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من خلال شبكتها العالمية للثقافة المالية (الجزيرة)

احتفالية سنوية

تعتبر أيام الثقافة المالية حدثا دوليا سنويا ينعقد تحت رعاية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من خلال شبكتها العالمية للثقافة المالية.

وفي المغرب، يتضمن هذا الحدث برنامجا وطنيا مكثفا للثقافة المالية يجمع بين الفاعلين في القطاعين التربوي والمالي.

تقول إيمان بن زروال نائبة المديرة التنفيذية في المؤسسة المغربية للثقافة المالية في حديث مع الجزيرة نت إن للحدث صبغة احتفالية بهدف تنمية وتطوير الثقافة المالية وتعميمها.

وتضيف بن زروال أن أيام الثقافة المالية في المغرب تأتي تتويجا لمسار برنامج التربية المالية، ومناسبة لتكثيف التواصل مع فئات واسعة.

وتوضح المتحدثة ذاتها أن المؤسسة تنزل برامجها عبر مختلف شركائها في القطاعين العام والخاص، وتعد وسائط تعليمية تناسب كل شريحة على حدة.

وتعتبر المسؤولة في المؤسسة أن التنشئة المالية رافعة تنموية مهمة، موضحة أن أطفال وشباب اليوم هم الفاعلون في القطاع المالي مستقبلا، وكلما اكتسبوا تنشئة مالية وهم صغار سيتخذون قرارات صائبة ويسيّرون حياتهم بشكل أفضل.

وتفيد بن زروال بأن قرارات الشباب تؤثر في الاقتصاد لمدة 20 سنة بعد اليوم، كما تؤكد أن الأطفال والشباب يشكلون وسيطا لتقريب وتبسيط المعلومات المالية للعائلات من أجل سلوك مالي سليم.

وستشهد هذه الأيام (تتواصل إلى 4 أبريل/نيسان المقبل) أيضا برمجة مبادرات أخرى من قبل البنوك وشركات التأمين وجمعيات القروض الصغرى بغية جعل عالم المالية مفتوحا أمام مختلف الفئات المستهدفة في هذا الحدث.

المصدر : الجزيرة