يحاضر ويدرب ويدير قناة يوتيوب.. كفيف قطري يطوع التكنولوجيا لإلهام أقرانه

عماد مراد-الدوحة

"كفيف دون تكنولوجيا مثل الإنسان الأمي"، تحت هذا الشعار يعيش الشاب القطري حسين خليل حجي، الذي حولت التكنولوجيا حياته إلى ملهم لغيره من المعاقين بصريا، في مجال التدريب.

حجي، الذي ولد بإعاقة بصرية في عينه اليسرى وضعف في اليمنى فقدها بعد ذلك، شعر بمسؤولية كبيرة تجاه مجتمعه واقتنع بضرورة تحدي الصعاب والخروج إلى المجتمع، فالإعاقة البصرية لم تشكل له أي عائق في حياته بل جعلها تحديا كبيرا، خاصة مع ظهور الوسائل التكنولوجية التي طوعها لخدمة المكفوفين وتدريبهم على كيفية استخدامها.

 
فكان لظهور العصى البيضاء والساعة والهاتف الذكيين تأثير كبير على حياة الكفيف وفقا لحجي، الذي استعرض في حوار مع الجزيرة نت كيفية استخدام تلك الوسائل من أجل اعتماد الكفيف على نفسه بدلا من أن تكون إعاقته عبئا على غيره، معتبرا أن الوسائل التكنولوجية الحديثة جعلت الكفيف يعيش حياة طبيعية في المجتمع ولا يحتاج إلى المساعدة.
 

تسخير الموهبة
حجي، الذي أسس مؤسسة أصدقاء ذوي الإعاقة البصرية، لم يكتف بالاعتماد على نفسه فقط بل سخر موهبته لتدريب غيره من المكفوفين على كيفية التعايش في المجتمع، فأصبح يلقي العديد من المحاضرات التي تكسب المعاقين الخبرة في مجالات عدة، فضلا عن مقالات دورية في صحف يومية قطرية سخرها أيضا لخدمة المعاقين.
 
تطوع حجي عام 2007 في الجمعية القطرية للأشخاص ذوي الإعاقة، ما أكسبه مهارة مساعدة الأشخاص من فئته وحصل في نهاية العام نفسه على جائزة العمل التطوعي، ثم انتقل إلى مركز قطر للعمل التطوعي وبعدها أنشأ فريق عمل أصدقاء ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تطور بعد ذلك في عام 2009 إلى مؤسسة خاصة ذات نفع عام في مجال الإعاقة البصرية.
 
يسعى حجي عبر نشاطه إلى الحفاظ على حقوق المكفوفين وتوعيتهم، فضلا عن توعية المجتمع بدور الكفيف وقدرته على القيام بجميع الأدوار، ويرى أن الكفيف الذي لا يخرج للحياة يرتكب خطأ كبيرا في حق نفسه ومجتمعه بل لا بد أن يخرج إلى الناس ويظهر مهارته وقدرته في المجال الذي يتميز فيه.
 
خليل حجي الذي لم يتجاوز بعد الـ35 ربيعا ويعمل خبيرا قانونيا في وزارة العدل، يرى أن الكفيف هو إنسان فاقد لبصره وليس لعقله، فيستطيع أن يتزوج ويكون أسرة ويتعايش مع إعاقته دون أدنى مشاكل، مؤكدا أن أسرته كانت وما زالت مصدر إلهامه وأسهمت في تطوير حياته إلى الأفضل.

هواية وهدف
التعامل مع التكنولوجيا وتطويعها لخدمة الكفيف هي هواية حجي الذي يحرص على اقتناء أحدث الإصدارات وتدريب نفسه على كيفية استخدامها، ثم  تدريب المعاقين من فئته على كيفية استخدام تلك الوسائل لمساعدتهم في حياتهم اليومية.
 
المحاضرات والندوات ومقالات الصحف لم تكن الوسائل الوحيدة للوصول إلى جميع المعاقين، فأسس قناة على اليوتيوب سخرها أيضا لشرح كيفية استخدام الكفيف هذه الوسائل الحديثة، فالصعوبات التي واجهها في بداية حياته لا يرغب أن يواجهها أحد، لذا يعمل على تسخير طاقته لخدمة المعاقين بصريا.
 
طموح الشاب القطري حسين حجي لا يقف عند ذلك بل يتمنى الوصول إلى أعلى مرتبة من مناصب المعاقين، ويقود حجي العديد من المبادرات في المجتمع، إذ سعى من خلال مؤسسة أصدقاء ذوي الإعاقة البصرية التي يترأسها إلى التوصل لاتفاق مع هيئة البريد لتقديم خدمات خاصة للمعاقين، فضلا عن تقديم أفكار للبنوك والشركات عن كيفية التعامل مع المعاقين، ويعمل حاليا بالتعاون مع شركة الريل (شركة سكك الحديد القطرية) للوصول للمعاقين وتقديم خدماته لهم.
المصدر : الجزيرة