كيف تحميك زيارة المسارح والمعارض الفنية من الخرف؟

هذا الصباح- معرض فني بفندق صوفر الكبير بجبل لبنان
دراسة بريطانية: الزيارات المنتظمة للمعارض الفنية تقي من خطر الوفاة المبكرة (الجزيرة)

قد يحرص البعض على زيارة المسارح والمعارض الفنية بهدف قضاء وقت ممتع في الاطلاع على حالات فنية مختلفة، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الزيارات المنتظمة للمعارض الفنية تقي من خطر الوفاة المبكرة، ويعود ذلك إلى النشاط الجسدي والمعرفي والتفاعل الاجتماعي، بحسب خبراء بريطانيين.

وفي تقرير نشرته صحيفة "غازيتا" الروسية ذكرت المحررة آلا سالكوفا أنه في تقرير صادر عن المجلة الطبية البريطانية أفاد خبراء من جامعة لندن كوليدج بأن المشاركة في الفعاليات الثقافية أو إتقان فن معين يعدان من الأمور التي تساعد على الوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض بدءا من الاكتئاب والخرف وصولا إلى تخفيف الآلام المزمنة وخفض مستويات الإجهاد.

وتوضح الكاتبة أن الشغف بالفن يحفز النشاط الإدراكي ويعزز النشاط الاجتماعي، مما يقلل خطر المعاناة من الوحدة.

في المقابل، اهتمت دراسات قليلة فقط بالتأثير السلبي لزيارة المتاحف والحفلات الموسيقية والمعارض، وشملت تلك الدراسات سكان الدول الإسكندنافية، ولم يتضح بعد ما إذا كانت نتائجها تنطبق على سكان مناطق أخرى.

على صعيد آخر، خلال فترة المراقبة أخذ الباحثون بعين الاعتبار العديد من العوامل المتعلقة بصحة المشاركين، مثل ضغط الدم والأمراض المزمنة والعادات السيئة والاضطرابات العقلية وحدة البصر والسمع، فضلا عن أنشطتهم الاجتماعية، مثل العضوية في المنظمات الخيرية والجلوس مع العائلة وزيارة الأماكن المقدسة.

ونتيجة لذلك، اتضح أن الأشخاص الذين زاروا المسارح والمعارض وغيرها من الأماكن المخصصة للأنشطة الثقافية مرة واحدة خلال بضعة أشهر كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 14%.

في المقابل، تنخفض نسبة الوفاة بنسبة 31% لدى أولئك الذين زاروا الأماكن الثقافية مرة واحدة على الأقل شهريا.

‪الشغف بالفن يحفز النشاط الإدراكي‬ (الجزيرة)
‪الشغف بالفن يحفز النشاط الإدراكي‬ (الجزيرة)

القدرات المعرفية
في الأثناء، ذكر باحثون أن هذه العوامل قد تندرج ضمن عوامل أخرى تؤثر على متوسط العمر المتوقع.

وأرجع العلماء العلاقة بين الاهتمام بالأنشطة الفنية وطول العمر إلى تأثير هذه الأنشطة على القدرات المعرفية، وتحفيز التفاعل الاجتماعي والنشاط البدني بغض النظر عن الجنس.

وبحسب الدراسة، فقد ساهم حضور الفعاليات الثقافية في إطالة عمر الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما، علما أن عوامل مثل الحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي والرفاهية لم تؤثر على النتائج.

وفي السياق ذاته، يؤكد الباحثون أن الحديث عن علاقة سببية مباشرة بين حضور الأنشطة الثقافية وطول العمر أمر عبثي، وقد تكون هناك عوامل غير معروفة ينبغي دراستها جيدا لتحديد العلاقة الكامنة بين حب الفن وطول العمر.

وعموما، تشير نتائج الدراسة إلى أهمية مواصلة دراسة تأثير العوامل الاجتماعية الجديدة على الصحة.

وتنقل الكاتبة عن الدكتور نيكولاس غيل قوله "إن وجود أماكن مفتوحة للعموم ويسهل الوصول إليها وتساعد على زيادة متوسط العمر المتوقع ليس خيالا بل واقع، حيث تعمق الدراسة فهمنا للفوائد الصحية للفن".

وفي الختام، أشارت الكاتبة إلى أن الباحثين ذكروا أنهم لم ينظروا في جميع الحالات التي حضر فيها المشاركون مناسبات ثقافية، وبالتالي لا يمكنهم الجزم بكيفية تأثير الجمع بين هذه الهوايات على العمر المتوقع، لكنهم درسوا تأثير الاهتمام بالفن على المسنين فحسب.

المصدر : الصحافة الروسية