"رجال الظل" دفعوا زوجاتهم نحو القمة

ماري هارون

زعيمات وسياسات أسماؤهن ملء السمع والبصر، قراراتهن غيرت مسار التاريخ، ربما نتابعهن في النشرات الإخبارية وعناوين الصحف ولقاءات القمة، لكن لا نعرف الكثير عن حياتهن العائلية، من هم الرجال الذين دعموا مسيرتهن واختاروا الظل مكاناً لهم بعيداً عن الأضواء.

دعونا نتعرف على أربعة من رجال الظل:

البارونيت دينيس تاتشر
دينيس زوج رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر، رجل أعمال من عائلة شديدة الثراء، خدم الجيش فترة الحرب الكونية الثانية، ضابط مدفعية، انهار زواجه الأول من امرأة تُدعي مارغريت كيمبسون حيث كان يغيب فترات طويلة مما أفرز الطلاق عام ١٩٤٨ بعد زواج ست سنوات، رافضا الحديث عنه بشدة، كما صرحت كارول ابنته من مارغريت في سيرته الذاتية التي كتبتها عام ١٩٩٦ أنها اكتشفت قصة زواجه الأول عام ١٩٧٦.

ترك تاتشر الخدمة العسكرية وتفرغ لأعماله العائلية بشركة أطلس، وقد تجمعت فيما بعد ثروة ضخمة تُقدر بالمليارات، تزوج من مارغريت التي أصبحت فيما بعد رئيسة وزراء بفضل دعمه المادي والمعنوي.

مارغريت (الثانية) ولدت في أسرة متوسطة لأب يعمل بقالاً وواعظا دينيا، التحقت بجامعة أوكسفورد عام ١٩٤٣ لدراسة الكيمياء بمنحة بسبب تفوقها الدراسي، وعملت بالكيمياء وتفوقت فيها إلى جانب شغفها بالسياسة.

لكن عقب تعرفها على دينيس قام الأخير بدعمها مادياً وقدمت استقالتها من عملها كيميائية، وتفرغت لحملاتها السياسية الممولة بالكامل من زوجها الذي حصل على البارونية عام ١٩٩٠، وهو لقب إمبراطوري للنبلاء من خارج العائلة الملكية.

ومن المعروف أن معظم الحملات الانتخابية ببريطانيا والولايات المتحدة تمضي وقتاً طويلا في رحلة البحث عن تمويل للحملات الانتخابية حتى تضمن نجاحها، فهل كان لمارغريت أن تصل لتلك المكانة السياسية في هذا الوقت دون دعم زوجها المادي وتفرغها التام للسياسة وسط إمكانيات مادية مطلقة تدعمها في كل شيء.

يواخيم زاور
زوج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الثاني، والغريب وغير المفسر احتفاظ أنجيلا باسم زوجها الأول أولريش ميركل الذي انفصلت عنه عام ١٩٨٢ بعد زواج دام لأعوام قليلة.

ورغم كل محاولات الصحفيين الاقتراب من عالم الفيزياء أولريش ميركل لأخذ أي تصريح يتعلق بفترة زواجهما فإنه آثر الصمت التام، أما أنجيلا فظلت مخلصة لاسمها من هذا الزواج حتى اللحظة.

يواخيم من كبار علماء الكيمياء العامة وكيمياء المواد، حاصل على العديد من الشهادات والجوائز إلى جانب ٣٧٥ منشورا علميا، وأشرف حتى الآن على ١٦ رسالة دكتوراه، وترأس معهد برلين للكيمياء والعديد من الصروح العلمية، ورغم مكانته العلمية والأكاديمية فإنه ينأى بنفسه عن الظهور الإعلامي أو الانغماس في الجدل السياسي، لكن الأكيد إنه ليس كأي زوج وليس مجرد رجل ظل ولكنه عالم من العيار الثقيل.

ولكن الحظ لم يحالف الثنائي الشهير على مستوى الثروة فمازالا يسكنان بحي متواضع، يتبضع كلاهما من محلات متوسطة.

فيليب ماي
وعلى العكس من الزوج ميركل فإن الزوج فيليب (وتيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية الحالية) يسكن أفخم شوارع العالم إلى جوار رجال المال والمشاهير، وهو ما وفرته ثروة الزوج الذي تعرف على شريكته عن طريق بينظير بوتو التي أصبحت فيما بعد رئيسة وزراء باكستان حيث كان يدرس الجميع بجامعة أوكسفورد، وقد جمعهم ولعهم بالكريكت وسرعان ما ارتبط فيليب وماي في علاقة عاطفية تكللت بالزواج عام ١٩٨٠.

فيليب رجل اقتصاد، وهو ذائع الصيت في مجاله وعمل في العديد من البنوك في إنجلترا، تقول عنه الصحف البريطانية إنه بارع جدا في الابتعاد عن الإعلام، فضلا عن كونه رجلا ناجحا ثريا، وليس بحاجة إلى عناوين براقة تكمل وجاهته الاجتماعية التي يبدو أنه استمدها من سيرته الذاتية وحسابه المصرفي.

جورج كلوني
جورج كلوني صاحب مقولة "معكم جورج كلوني زوج أمل علم الدين المحامية" بثقة تامة وبحب شديد قدم نفسه بعمل زوجته وكنيتها، لأنه كما يقولون شخص ناجح ولا يرى حرجا في ذلك.

ثقته بنفسه تجعله لا يأبه بالمجال السياسي العام الذي اختارته زوجته، والذي يجعلها تبدو أكثر نفوذاً وشهرة أمام العالم، ربما لا تستمر الزيجات بالحب فقط بل الثقة بالذات، والنجاح المهني عامل حيوي في إبقاء تلك العلاقات صحية وناجحة.