نساء يحببنه ورجال يتحاشونه.. أشهر خطّاب كويتي يروي قصته للجزيرة نت

خلف الحمد مستعرضا بعض الطلبات لديه
خلف الحمد مستعرضا بعض الطلبات (الجزيرة نت)

محمود الكفراوي-الكويت

من مكتب صغير لا يعدو كونه غرفة واحدة داخل أحد المراكز الاجتماعية، ذاع صيت الرجل وبلغت شهرته الآفاق حتى أطلق عليه لقب "خطّاب الكويت الأول".

بين حب يكنه كثير من الرجال الراغبين في التعدد، أو الباحثين عن نصفهم الآخر للمرة الأولى، وكره من قبل بعض النساء على وجه الخصوص يعيش "خلف الحمد" أشهر من عمل بمهنة الخطّاب في الكويت.

قضى الحمد (65 عاما) نحو 21 عاما في التوفيق بين الراغبين في الحلال (الزواج) وهو أمر بدأ مصادفة بعد نجاحه في مهمة تزويج بعض الأقارب والأصدقاء، مما دفعه للتفكير في امتهان هذا العمل بشكل احترافي ليتفوق على غيره حتى من النساء العاملات بالخطابة، مبررا الأمر بملل النساء من الخطابات وحاجة الرجال لرجل مثلهم يبوحون له بمكنون صدورهم.

دفاتر كثيرة يكدسها الرجل في أدراج مكتبه المتواضع الذي يزين جدرانه بصور للقاءات صحفية وتلفزيونية سابقة معه. وتحوي تلك الدفاتر ما يصفه قاعدة بيانات ملغومة تضم الأسماء والمعلومات الخاصة بالراغبين في الزواج والمقدرة بنحو ثلاثة آلاف طلب نسائي وأربعة آلاف طلب من الرجال بين عامي 2017 و2019، من مختلف دول الوطن العربي لكن أغلبها لكويتيين بطبيعة الحال.

يخصص الرجل دفاتر لأبناء البلد وأخرى للمقيمين وثالثة لراغبي التعدد ورابعة لطالبي زواج المسيار الذي يصف الطلب عليه من قبل الرجال بأنه يفوق الوصف، كما تشمل أدوات العمل استمارة بيانات خاصة بالرجال وأخرى بالنساء يدون بكل منها تفاصيل المعلومات الشخصية والمواصفات المطلوبة في شريكة المستقبل.

يفتخر الحمد بأن كثيرا من الفنانين ونجوم التواصل تزوجوا على يديه، كما امتد نشاطه لبعض الدول العربية، ويذكر أنه في إحدى السنوات اتصلت عليه سيدة خليجية وطلبت منه البحث عن عروس لزوجها، وهو أحد رجال الدولة وقد بحث له بالفعل لكنه لم يوفق في الأمر، غير أنه نجح لاحقا في تزويج سيدتين من قطر إحداهن من رجل قطري والثانية من خليجي، ولديه حاليا خطة لفتح مكاتب في عدد من البلدان منها مصر والأردن ولبنان بالتنسيق مع أصدقاء له في تلك الدول.

مقابل مادي
يفصح الحمد للجزيرة نت أنه يتقاضى نظير عمله مبلغ 250 دينارا (نحو ثمانمئة دولار) من كل طرف، وبمجرد ملء الاستمارة يكون على المتقدم من الطرفين دفع ثلاثين دينارا (نحو مئة دولار) والباقي عند إتمام العقد، وربما يتم اللجوء إلى التقسيط إذا دعت الحاجة، وهو يبرر تقاضيه لمقابل مادي بأن هذه هي مهنته الوحيدة موضحا أن دخله منها يختلف من شهر لآخر.

لم تخل سنوات العمل الطوال من الغرائب والعجائب، وأشهرها حين أرادت عروس تقدم لها أحد الأشخاص أن تتزوج من الخطاب شخصيا مما دفعه للانسحاب بعد إخبار صاحب الطلب بوجود ظرف طارئ لدى أسرة العروس.

حالة غريبة أخرى صادفها أبو حمد -كما هي شهرته- حين استطاع التوفيق بين أرملة ثرية تبلغ من العمر 65 عاما وشاب يبلغ من العمر 27 عاما ولم يسبق له الزواج، وهو أمر تم بحضور أبناء السيدة وأكبرهم يبلغ ثلاثين عاما، وبالمثل فقد سبق له تزويج مسن يبلغ 76 عاما بسيدة خليجية بين العشرين و28 من عمرها.

الحمد يعرف بخطاب الكويت الأول(الجزيرة نت)
الحمد يعرف بخطاب الكويت الأول(الجزيرة نت)

يؤمن أبو حمد بالتعدد لكنه لم يتزوج سوى "أم حمد " التي عقد القران عليها عام 1980 دون أن يراها نهائيا قبل ليلة العرس بسبب العادات والتقاليد وقتها، وقد رزق منها بخمسة من الأبناء والبنات، لكن الشائعات تطارده دوما بحسب وصفه بين من يزوجه باثنتين وآخر بأربع، حتى أنه في إحدى السنوات جاءته سيدة وعرضت عليه أن يتزوجها ولم يجد بدا للهرب منها إلا أن يطلب منها على سبيل الفكاهة أن تأتيه بفتوى تجيز له أن يتزوج بأكثر من أربع نساء.

يتندر الرجل بأنه أراد ذات ليلة مسايرة مذيع أحد البرامج على الهواء فأبلغه بزواجه مسيارا من سيدة أخرى غير زوجته فما كان من "أم حمد" إلا أن أخبرته عقب عودته بأنه ممنوع من المبيت في المنزل هذه الليلة من شدة غضبها لكن الأمر مضى بسلام بعد توضيح منه.

يبرر "الخطّاب الكويتي" عدم لجوئه إلى التعدد بكونه صاحب مهنة، وأن أعداد المتقدمين لديه لا تعد ولا تحصى وهناك حاجة فعلية لكثيرين منهم لأسباب مختلفة بينها عقم الزوجة مثلا أو وجود خلافات بين الزوجين وغيرها من الأمور.

أما عن موقف النساء منه فيقول إن كثيرات منهن يحببنه وكثيرات كذلك يكرهنه لدرجة أنه حين كان يراجع في إحدى الجهات الحكومية خطفت إحدى الموظفات المعاملة وأنهتها في أسرع وقت، ومرة أخرى قامت الموظفة بتعمد إبطاء المعاملة بحجة أنها وجدت البطاقة التعريفية (البيزنيس كارد) الخاص به في جيب زوجها، أما الرجال فالغالبية تتجنب التصوير معه أو وجود ما يثبت أي علاقة خوفا من زوجاتهم، فقد تفجر الصورة أو البطاقة خلافا ربما يصل إلى حد الطلاق.

المصدر : الجزيرة