أمير الجوارب.. يتابعه الآلاف وتنتظره النساء في الأسواق الشعبية بإسطنبول

الأمير أنطونيو أشهر بائع جوارب في اسطنبول.
الأمير أنطونيو أشهر بائع جوارب في إسطنبول (مواقع التواصل)
منة جميل-إسطنبول

يحترم النساء ويعاملهن بطريقة خاصة، ولديه رغبة دائمة في إسعادهن، ورغم عمله بائع "جوارب" في أسواق إسطنبول الشعبية، فإنه كسر نمطية الصورة المأخوذة عن بائع السوق، ولقب نفسه "بالأمير أنطونيو".

منذ 13 عاما بدأت رحلة سرهات كاراتاش (34 عاما) في بيع الجوارب بالأسواق الشعبية، التي يرتادها بشكل رئيسي النساء لشراء مستلزمات المنازل.

عرض يومي
لم يظهر كشخص عادي يجلس بجانب بضاعته ينتظر زبائنه، إذ قرر أن يكون "أمير السوق" ومصدر الحيوية والبهجة فيه، فاختار منذ بداية عمله في هذا المجال أن يرتدى كل يوم بدلة تميزه من حيث الشكل واللون، وأن يقدم فقرات ترفيهية تجذب إليه الزائرين.

يمتلك هذا الأمير التركي 15 بدلة فقط من بداية عمله عام 2006، وقام باختيار ألوانها وتصميمها بنفسه.

يقول سرهات للجزيرة نت "أحب أن يناديني الناس في السوق بالأمير أنطونيو، فأنا لست فقط بائع جوارب، لديّ معجبون في كل مكان، وأمثل لهم مصدر ترفيه وإعجاب".

ولا يخفي سرهات حقيقة أن جمهوره في السوق من الفتيات؛ "النساء والفتيات هن أكثر من يرتدن الأسواق الشعبية، ويرينني في أسواق عدة أعرض لهن الجوارب التي يفضلنها، فلماذا لا يعجبن بي ويأتين لي خصيصا؟"

حرص سرهات على زبوناته جعله يقدم لهن عروضا خاصة، قد لا يحظى بها زبائنه من الرجال.

 
 
 
View this post on Instagram
 
 

#Pazarın STARI

A post shared by Serhat Karataş (@starserhat) onSep 26, 2019 at 1:27am PDT

هدايا للنساء
وتابع "في يوم المرأة العالمي (الثامن من مارس/آذار) أعطي كل سيدة تزورني جوربا هدية تقديرا لها، كما أنني في الأيام العادية أقدم عروضا أخرى لزبوناتي ومن يأتين لزيارتي لأول مرة".

يعرض الأمير أنطونيو بضاعته في خمس أسواق شعبية رئيسية في إسطنبول، أهمها سوق السبت في حي بيشكتاش، وسوق الثلاثاء في حي كاديكوي.

خبير موضة الجوارب
وعن تخطي شهرته حدود أسوار الأسواق، وتحوله إلى خبير في موضة الجوارب، إذ يطلق عليه البعض "فاشنيستا الجوارب"؛ قال "لدي حساب على إنستغرام، وأعرض صورا لي ولبضاعتي، والمتابعون يحبونني كوني أحرص على أن أكون مصدر تسلية لهم بطريقة كلامي وملابسي وترويجي للبضائع".

ويحظى "الأمير أنطونيو" على إنستغرام بمتابعة الآلاف، ويعرض على صفحته مقاطع فيديو لطريقة ترويجه لبضاعته في السوق، ولقاءات مع معجبينه.

وعن طموحه في هذا المجال، أكد "الأمير أنطونيو" أنه لن يتخلى عن عرض بضاعته في الأسواق الشعبية، حتى إن اتجه لفتح متجر خاص.

وأضاف أن السوق يجعله أقرب للزبائن ولأذواقهم، كونه يمنحه مساحة لعرض مواهبه في الغناء والرقص، لكنه بالتأكيد لا يمانع إن سنحت له الفرصة لأن يفتح متجرا أو سلسلة متاجر تحمل اسمه.

وفي السياق، أشار سرهات إلى أن موضة الجوارب في الشتاء الحالي متعددة الألوان، لا سيما التي تحمل اللونين الأحمر والأصفر الداكن، فضلا عن تلك المنقوشة بالرسوم الهندسية.

 
 
 
View this post on Instagram
 
 

#Pazar starı

A post shared by Serhat Karataş (@starserhat) onOct 1, 2019 at 1:02am PDT

شهرة عالمية
يسعى سرهات إلى أن يحقق شهرة عالمية كأحد أبرز بائعي الجوارب التركية، وأن يرتبط اسمه بتلك الصناعة الشهيرة.

ومضى قائلا "الجميع يعرف أن تركيا من أكثر الدول تصديرا للجوارب، وأتمنى أن يكون اسمي مرتبطا بهذا المجال، كواحد من أكثر البائعين شهرة وقدرة على تحقيق المبيعات والترويج لذلك المنتج".

نقابة الجوارب
وتتميز تركيا بأنها تحتضن نقابة خاصة بمصنعي الجوارب، تأسست عام 1996، بمشاركة رجال أعمال يمثلون عشرين شركة.

وأنشئت النقابة لتعزيز تلك الصناعة وحجم الإنتاج، الذي يبلغ في بعض الشركات 72 مليون زوج من الجوارب سنويا، حسب تقرير لوكالة الأناضول التركية.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، نشر موقع قناة "إن تي في" التركية أن مصنعي الجوارب في البلاد أنتجوا خلال عام 2018 وحده مليار ونصف مليار زوج من الجوارب؛ محققين عائدات مالية بلغت نحو مليار دولار أميركي.

وباتت تركيا الثانية عالميا في قطاع تصدير الجوارب بعد الصين، بعد أن سيطرت على 10% من إجمالي صادرات الجوارب في السوق العالمي.

المصدر : الجزيرة