هذه هي تبعات قرار ترامب التخلي عن الاتفاق النووي

U.S. President Donald Trump displays a presidential memorandum after announcing his intent to withdraw from the JCPOA Iran nuclear agreement in the Diplomatic Room at the White House in Washington, U.S., May 8, 2018. REUTERS/Jonathan Ernst
ترامب يعرض المذكرة الرئاسية التي حوت قراره الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني (رويترز)

قالت مجلة فورين بوليسي إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران لن يُؤدي إلى تحسن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ولن تكون الولايات المتحدة في حال أفضل.

وشددت المجلة على أنه ما إن ينقشع غبار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، حتى تجد الولايات المتحدة نفسها في وضع أسوأ مما هي عليه الآن.

وجاء في مقال نشرته المجلة لاثنين من الباحثين الأميركيين، أن الأوضاع في الشرق الأوسط لن تشهد تحسنا في إعقاب قرار الانسحاب الذي أعلنه ترامب أول أمس الثلاثاء.

فحلفاء أميركا في إسرائيل والسعودية سيحتفون بالقرار، لكنهم سرعان ما سيصابون بخيبة أمل كبيرة، "ذلك لأن المجتمع الدولي في ظل عودة الأزمة النووية إلى الواجهة سينصب جل تركيزه على المسألة النووية وبعيدا عن تصرفات إيران في المنطقة، تماما مثلما فعل طوال 15 سنة سبقت إبرام الاتفاق".

ومع أن ترامب تحدث أثناء إعلانه الانسحاب بنبرة حادة عن ضرورة مواجهة سلوك إيران في المنطقة، فإنه لن يكون راغبا في التورط في مواجهة إقليمية كبيرة مع إيران أو أن تكون لديه إستراتيجية "متماسكة" بشأن كيفية إجبار طهران على التراجع في حال إقدامها على أي تجاوزات في المنطقة.

وضرب المقال مثالا على ما قد يحدثه انهيار الاتفاق النووي من زعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، بشروع الإسرائيليين في أخذ الأمور بأيديهم وشن ضربات جوية عنيفة في سوريا أسفرت عن مصرع "مقاتلين إيرانيين" هناك.

سياسة ترامب بالمنطقة تمخضت عن فشل وراء فشل امتد من مواصلة أميركا دعمها للحرب المأساوية في اليمن، إلى الصدع الكبير الذي حدث بين دولة قطر ودول خليجية أخرى والذي لا تلوح في الأفق أي مؤشرات على رأبه

حدود الصبر
وأوضح كاتبا المقال أن إسرائيل وإيران يمتحنان حاليا حدود صبر كل منهما الآخر في سوريا، في وقت ينتاب فيه تل أبيب قلق متزايد من الوجود العسكري الدائم لطهران في تلك الدولة العربية.

وفي العراق، لم يكن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ليجيء في وقت أسوأ من الآن. فالعراق سيشهد في 12 مايو/أيار الجاري انتخابات عامة، وفي الدورتين الانتخابيتين السابقتين اللتين جرتا في عامي 2010 و2014، ما كان لحكومة جديدة أن تتشكل لولا أن الدولتين الأكثر نفوذا في العراق -وهما الولايات المتحدة وإيران- قبلتا ضمنيا بالتوصل لصفقة ما.

وتساءلت المجلة: هل سيتسنى بعد انهيار الاتفاق النووي لمثل تلك الصفقة أن تحدث مرة أخرى، أم أن كلا من إيران والولايات المتحدة سوف تتبنيان موقفا مطلقا قد يفضي إلى إطالة حالة الجمود وعدم الاستقرار في العراق؟

ومضت فورين بوليسي في المقال إلى أن إدارة ترامب آثرت حتى اليوم السير في ركاب السعودية، إذ منحتها الضوء الأخضر لانتهاج إستراتيجية عدائية تجاه إيران في كل من لبنان واليمن.

وقد أدى ذلك -بحسب كاتبي المقال- إلى فشل وراء فشل امتد من مواصلة أميركا دعمها للحرب "المأساوية" في اليمن، إلى حملة المملكة العربية السعودية "الخرقاء" لاستبدال رئيس الوزراء اللبناني، إلى "الصدع الكبير" الذي حدث بين دولة قطر ودول خليجية أخرى والذي لا تلوح في الأفق أي مؤشرات على رأبه.

وخلصت المجلة إلى أنه إذا كان هذا هو محور السياسة الأميركية المناهضة لإيران في منطقة الشرق الأوسط، فإن "مآلها إلى الفشل".

ويبقى السؤال الجوهري هو ما إذا كان التخلي عن الاتفاق النووي سيتمخض عن حلول للمشاكل العديدة التي تواجه ترامب، وتكون كافية، على حد تعبير فورين بوليسي.

المصدر : فورين بوليسي