شكوك بالتواطؤ في قضية طارق رمضان

Author Tariq Ramadan gestures during a conference at the Er-Rahma mosque in Nantes, western France, April 25, 2010. Ramadan, a Swiss citizen of Egyptian origin who was born in Switzerland, has written extensively on Western Muslims and on Islam. He is president of the thinktank European Muslim Network in Brussels and teaches at Britain's Oxford University. REUTERS/Stephane Mahe (FRANCE - Tags: RELIGION)
طارق رمضان نفى مرارا التهم الموجهة إليه واعتبرها جزءا من حملة أكاذيب منظمة (رويترز)

تواصل قضية المفكر الإسلامي طارق رمضان -المتهم في قضيتي اغتصاب- الكشف عن تفاصيل جديدة، وفي انتظار الحصول على تقرير طبي بشأن حاله الصحية، نشرت وكالة الصحافة الفرنسية شهادات المدعيتين، ولفتت إلى وجود شكوك بالتواطؤ.

وكانت الشرطة الفرنسية أوقفت رمضان في الأول من فبراير/شباط الحالي، ليودع السجن إثر اتهامات بالاغتصاب وجهتها له كل من الناشطة النسوية -السلفية السابقة- هندة العياري التي قالت إنه اغتصبها في أحد فنادق باريس عام 2012، وامرأة ثانية تدعى كريستيل قالت إنه اعتدى عليها جنسيا في أحد فنادق ليون في فرنسا عام 2009.

ومن أجل الحصول على "الإفراج تحت الرقابة القضائية" عن موكلهم، اقترح محامو رمضان يوم الخميس تسليم جواز سفره السويسري ومثوله يوميا في مركز الشرطة وفرض حظر على مغادرته الأراضي الفرنسية، فضلا عن دفع مبلغ خمسين ألف يورو.

كتاب
كتاب "إيماني العميق" من مؤلفات رمضان(رويترز)

تفاصيل وسجلات
وخلال الجلسات، وصفت السيدتان تفاصيل دقيقة عن الأحداث التي سبقت لقائهما برمضان، والتي تمثلت في تواصل عبر الإنترنت أصبح أكثر تكرارا مع من وصفتاه بـ"الدليل الروحي"، ثم تحول الأمر لمحاولات إغواء، تلتها دعوة إلى فندق على هامش محاضرة يقدمها رمضان.

وفي الوقت الذي ينفي فيه رمضان التهم الموجهة إليه، قدم محاموه شكوى ضد ما أسموه رشوة الشهود، مستهدفين كارولين فورست، الخصم القديم للمفكر الإسلامي رمضان.

من جهتهم، وجد المحققون أن الشاكيتين قامتا باتصالات منتظمة مع العديد من منتقدي المثقف.

وبحسب محضر اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، فإن سجلات الهاتف لا تظهر أي اتصال مباشر بين العياري وكريستيل بين 6 مايو/أيار و6 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

لكن السجل يظهر اتصالات متكررة لكل منهما مع فياميتا فينر الصديقة الحميمة لكارولين فورست، بمعدل 116 مرة لكريستيل و156 للعياري، خلال الفترة نفسها من ستة أشهر.

وفي الوقت الذي قالت فيه الشاكيتان إنهما لا تعرفان بعضهما بعضا، فإن التحقيق أظهر أنهما تحدثتا منذ عدة سنوات، وأشارتا إلى وجود سوء فهم لأنهما لم تقوما إلا بإجراء مكالمات هاتفية قصيرة من بين اتصالات أخرى مع ضحايا محتملين، وتم هذا بحسب زعمهما في جو من التهديدات من قبل المحيطين برمضان.

وكشفت إفادات الشاكيتين وأشخاص آخرين عن وجود صلات -قبل تقديم الشكوى الأولى- مع نساء قلن إنهن تعرضن في السابق إلى الاعتداء الجنسي من قبل رمضان، ومع معارضين له.

ومن بين هؤلاء المعارضين لرمضان زوجة الباحث جيل كيبل المتخصص في الإسلام والمنافس لرمضان، التي تحدثت في بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي أنها التقت قبل ثماني أو تسع سنوات في باريس، كريستيل مع مقدمة برامج من راديو "بيور أف أم".

وبعد هذه المقابلة، قُدمت كريستيل إلى كارولين فورست ثم تمت مرافقتها للمشاركة في برنامج تلفزيوني، حيث كانت تناقش مع طارق رمضان.

من جهة أخرى، يظهر سجل الهاتف أن مقدمة برامج راديو "بيور أف أم" كانت على اتصال مع كريستيل 151 مرة ومع العياري 51 مرة خلال الفترة الممتدة بين مايو/أيار 2017 ونوفمبر/تشرين الأول 2017.

عناصر ودفاع
وكل هذه العناصر يمكن أن يستخدمها الدفاع لتشويه سمعة المشتكين من خلال اتهامهم بالتشاور، بينما يصف أصحاب الشكوى حاجتهم إلى إجراء اتصالات لمواجهة رمضان والمحيطين به.

وطارق رمضان (55 عاما) عضو هيئة تدريس في معهد الدراسات الشرقية بجامعة أوكسفورد البريطانية، وهو حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بمصر حسن البنا.

عرف عن رمضان -المصري الأصل، المولود في جنيف، وصاحب الجنسية السويسرية- تحذيره المتواصل من اللوبي الصهيوني في الغرب، وما يقوم به من حملات تخويف ضد المسلمين.

المصدر : وكالات