إسبانيا: لا داعي للقلق البريطاني بشأن جبل طارق

Spain's Foreign Minister Alfonso Dastis addresses a conference at the United Nations in Geneva, Switzerland, February 28, 2017. REUTERS/Denis Balibouse
وزير الخارجية الإسباني: الهدوء البريطاني غاب بشأن مسألة جبل طارق (رويترز)

اعتبر وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيس أنه ليس هناك داع لوجود من يفقد أعصابه في المملكة المتحدة، وذلك في رد على تصريحات للزعيم السابق لحزب المحافظين مايكل هاوارد بشأن استعداد المملكة المتحدة لخوض حرب دفاعا عن جبل طارق.

وقال في تصريحات للصحفيين الإسبان قبيل مشاركته في ندوة نظمتها صحيفة اقتصادية إسبانية، "أعتقد أن هناك من يفقد أعصابه في المملكة المتحدة، ولا يوجد أساس يدعو إلى ذلك".

وأضاف "لا يجب على الحكومة الإسبانية أن تكرس نفسها للرد على كل واحدة من الملاحظات التي تصدر عن ساسة من الأمس والحاضر بالمملكة المتحدة في هذا الشأن"، معتبرا أن هاوارد لم يقل ذلك بالتحديد، وفق تعبيره.

وأكد داستيس أنه "إذا كان هناك شيء من جانب الحكومة الإسبانية فإنها تشعر نوعا ما بالمفاجأة من هذه اللهجة بالمملكة المتحدة، وهو البلد الذي يتميز تقليديا بالهدوء المفرط".

وتابع داستيس"من الواضح أن الهدوء المفرط التقليدي البريطاني غاب بشأن هذه المسألة المتعلقة بأوروبا وجبل طارق".

وأشار إلى أن استحضار حالات سابقة مثل جزر مالفيناس (الاسم الأرجنتيني لجزر فوكلاند) جرى إخراجه عن السياق، في رغبة واضحة من الدبلوماسية الإسبانية في التقليل من أهمية حدة التصريحات البريطانية.

وكان هاوارد قال أمس الأحد إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مستعدة لخوض حرب من أجل الدفاع عن سيادة بريطانيا مثلما فعلت رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر مع الأرجنتين دفاعا عن جزر فوكلاند قبل 35 عاما.

‪جونسون: السيادة على جبل طارق لن تتغير‬ جونسون: السيادة على جبل طارق لن تتغير (رويترز)
‪جونسون: السيادة على جبل طارق لن تتغير‬ جونسون: السيادة على جبل طارق لن تتغير (رويترز)

تأتي هذه التصريحات في وقت قال فيه المتحدث باسم ماي اليوم الاثنين إن بريطانيا ستنتظر حتى نهاية الشهر لمعرفة القواعد الإرشادية التي وافق عليها باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي بشأن مواضيع مثل جبل طارق.

وقال المتحدث باسم ماي إن ما كان يعنيه هاوارد هو "عزمنا على محاولة حماية حقوق جبل طارق وسيادته".

وأكدت ماي في وقت سابق أن إدارتها لن تدخل في أي ترتيبات تؤدي إلى نقل السيادة على جبل طارق إلى أي دولة أخرى دون استشارة سكان جبل طارق.

نتائج أفضل
وقالت ماي إن بلادها "متمسكة" بالتزامها بجبل طارق وستعمل مع المنطقة الواقعة على الطرف الجنوبي لإسبانيا من أجل تحقيق أفضل نتيجة ممكنة من محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

من جهته قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون اليوم الاثنين إن السيادة على منطقة جبل طارق لن تتغير دون موافقة بلاده.

وأكد جونسون بعد وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ أنه لا يمكن تصور إمكانية تغيير هذه السيادة دون أن يعبر شعبا جبل طارق وبريطانيا عن دعمهما وموافقتهما على ذلك، وهذا لن يتغير.

أما رئيس حكومة جبل طارق فابيان بيكاردو فأكد أن جبل طارق لن يخضع للمقايضة بعد البريكست، مضيفا أن خروج بريطانيا من الاتحاد يضعف نفوذ إسبانيا على الجبل.

وعرض الاتحاد الأوروبي الجمعة الماضية على إسبانيا حق الاعتراض على مستقبل علاقات جبل طارق معه، مما يعطي مدريد صوتا في تحديد مصير المنطقة بعد أن تصبح خارج الاتحاد.

وامتدح وزير الخارجية الإسباني موقف الاتحاد الأوروبي، ووصفه بأنه إيجابي للغاية، ورفض الحديث عن حق النقض فيما يتعلق بجبل طارق.

جدير بالذكر أن بريطانيا وإسبانيا ظلتا في نزاع حول إقليم جبل طارق الذي يغطي مساحة 6.7 كيلومترات مربعة ويحد جنوب إسبانيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات