بدء فرز الأصوات باستفتاء كتالونيا ومدريد ترفضه

بدأ مساء اليوم الأحد فرز الأصوات عقب انتهاء عمليات التصويت في الاستفتاء على انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا رغم محاولة حكومة مدريد منعه، في حين أكد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أن ما جرى هو محاولة لتقويض الدولة.

وقال مراسل الجزيرة محمد البقالي إن صناديق الاقتراع أغلقت في الثامنة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي، وانطلقت على إثر ذلك عمليات الفرز في مراكز الاقتراع، التي ستتواصل خلال الليل.

وأضاف المراسل أنه بالنسبة إلى حكومة كتالونيا، فإن الاستفتاء تم، وسيكون له ما يليه فيما يتعلق بإجراءات فعلية محتملة على طريق الانفصال. لكن رئيس الوزراء الإسباني أكد في خطاب ألقاه للشعب مساء اليوم أنه لم يكن هناك استفتاء وإنما محاولة للتقسيم وتقويض الدولة، وأضاف أنه سيدعو الأحزاب السياسية إلى الاجتماع للتباحث بشأن المستقبل، مؤكدا أنه لن يدير ظهره للحوار بشرط احترام القانون.

وكانت طوابير طويلة من الناخبين تشكلت منذ الصباح الباكر أمام مكاتب التصويت في برشلونة ومدن الإقليم الأخرى لمنع قوات الشرطة الحرس المدني (الدرك) من اقتحامها وإغلاقها.

وتواصلت عمليات التصويت رغم أن قوات الأمن أغلقت اليوم نحو مئة مكتب اقتراع بعدما أغلقت قبل ذلك نحو نصف المراكز البالغ عددها 2300 مركز تقريبا، فضلا عن إغلاق النظام الإلكتروني لإحصاء الأصوات.

وقالت إدارة إقليم كتالونيا إن الحكومة الإسبانية فشلت في منع الاستفتاء على انفصال الإقليم بالقوة، في حين أكدت مدريد أن كثيرا من شروط التصويت ومنها السرية لم تتوفر في الاستفتاء الذي تصفه بغير الدستوري ويفتقر للضمانات الأساسية للديمقراطية. كما وصفت سورايا سانز دي سانتاماريا، نائبة رئيس الوزراء الإسباني، ما جرى بأنه مهزلة.

وفي حين سعت الحكومة الإسبانية لوقف الاقتراع من خلال السيطرة على العديد من مراكز الاستفتاء، ونشر تعزيزات أمنية كبيرة، ومصادرة أكثر من 12 مليون بطاقة تصويت، وإغلاق نظام إحصاء الأصوات، أكد متحدث باسم حكومة الإقليم إنه سيتم فرز "ملايين الأصوات" هذه الليلة.

وكانت حكومة كتالونيا أعلنت تمسكها بإجراء الاستفتاء باعتباره خطوة مشروعة رغم أن المحكمة العليا الإسبانية حظرته باعتباره يخرق الدستور. وأرسلت مدريد بضعة آلاف من أفراد الأمن في محاولة لمنع إجراء الاستفتاء الذي دعي إليه أكثر من خمسة ملايين ناخب.

توتر وعنف
وجرى الاقتراع في ظل توتر شديد تطور إلى صدامات أمام بعض مراكز الاقتراع، خاصة في مدينة برشلونة.

وقالت سلطات كتالونيا إن نحو ثمانمئة شخص أصيبوا في مواجهات بين الشرطة ومؤيدين للاستفتاء في مختلف أرجاء كتالونيا، وبين المصابين اثنان حالتهما خطيرة. من جهتها، قالت الداخلية الإسبانية إن 12 من أفرادها أصيبوا أيضا في هذه المواجهات، مشيرة إلى أن أفرادها تعرضوا للرشق بالحجارة.

وتحدث شهود عيان عن استخدام الشرطة الرصاص المطاطي في برشلونة أثناء تصديها لمتظاهرين كانوا يريدون التصويت في الاستفتاء.

وبينما حملت الحكومة الإسبانية سلطات كتالونيا مسؤولية الصدامات أمام مراكز الاقتراع، قال رئيس حكومة الإقليم إن مدريد وصلت إلى مستويات من العار سترافقها دائما، حسب تعبيره.

وقال مراسل الجزيرة نور الدين بوزيان إن أعمال العنف في كتالونيا أثارت انتقادات لحكومة راخوي، مشيرا إلى أن حزب بوديموس طالب باستقالة رئيس الوزراء.

المصدر : الجزيرة + وكالات