واشنطن: بن لادن خطط لهجمات كبيرة بأميركا
ووفقا للوثائق، فإنه في يوم 28 أبريل/نيسان 2011 -أي قبل أربعة أيام من مقتله- كان بن لادن يحرر رسالة كتبها عن ثورات الربيع العربي، وحث قادة التنظيم كذلك على شن المزيد من الهجمات على الولايات المتحدة.
وأظهرت الوثائق أنه حتى بعد تعرض تنظيم القاعدة لضغوط متزايدة، كان بن لادن ومساعدوه يخططون لحملة إعلامية في الذكرى العاشرة لـهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن، فوضعوا إستراتيجية دبلوماسية وأدلوا بآراء عن التغير المناخي والانهيار المالي في الولايات المتحدة.
وفي رسالة تضمنتها الوثائق، ألقى بن لادن باللائمة في الأزمة المالية التي شهدتها الولايات المتحدة في 2007-2008 على تحكم الشركات في رأس المال وجماعات الضغط التجارية، وكذلك على حربي العراق وأفغانستان اللتين قادتهما الولايات المتحدة، ودعا الأميركيين إلى "القيام بثورة عظيمة من أجل الحرية لتحرير الرئيس الأميركي من هذه التأثيرات".
قلق وتحسب
ووفقا للوثائق، فإن زعماء تنظيم القاعدة كانوا يشعرون بقلق متزايد من وجود جواسيس بينهم وطائرات تجسس مسيرة وأجهزة تتبع سرية تنقل تحركاتهم مع استمرار الحرب التي تقودها الولايات المتحدة عليهم.
وفي إحدى الوثائق، أصدر بن لادن توجيهات لأعضاء في التنظيم يحتجزون رهينة أفغانيا بالتحسب لاحتمال وجود جهاز تتبع مرفق مع مبلغ الفدية، وبالتخلص من الحقيبة التي تسلم فيها الأموال لاحتمال أن تكون تحمل شريحة تعقب".
وفي إشارة فيما يبدو لطائرات أميركية مسلحة من دون طيار تحلق في السماء، قال بن لادن في رسالة لأحد معاونيه إنه يتعين على مفاوضيه عدم مغادرة منزلهم المستأجر في مدينة بيشاور الباكستانية "إلا في يوم غائم".
وفي خطاب آخر، كتب بن لادن إلى زوجته موقعا بكنيته "أبو عبد الله"، معبرا عن قلقه من زيارتها لطبيب أسنان أثناء تواجدها في إيران خوفا من أن يكون قد زرع شريحة تعقب في حشو أحد أضراسها.
من جهة أخرى، كشفت الوثائق أن قادة تنظيم القاعدة ناقشوا عام 2010 خطة للإعداد لاتفاق سلام مع حكومة موريتانيا، يلتزم بموجبها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعدم القيام بأي نشاط عسكري فيها لمدة عام مقابل أن تطلق السلطات الموريتانية سراح كل سجناء القاعدة، وستتعهد بعدم شن أي هجوم على جناح التنظيم من أراضيها.
وذكرت الوثيقة أن السلطات الموريتانية قد تدفع مبلغا يتراوح بين 10 و20 مليون يورو (11 و22 مليون دولار) سنويا إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لتعويض المتشددين ومنع خطف السائحين.
كما كشفت وثيقة كتبت بخط اليد -ويعتقد مسؤولو مخابرات أميركيون أن بن لادن كتبها في أواخر التسعينيات- عن خططه لتقسيم 29 مليون دولار على الأقل من أمواله وممتلكات "تركته" بعد وفاته، وأنه طلب أن تستخدم أغلب هذه الأموال في مواصلة "القتال في سبيل الله تعالى".
يذكر أنه في الثاني من مايو/أيار 2011، قام ستة من ضباط الاستخبارات البحرية الأميركية وبتوجيه من الرئيس الأميركي باراك أوباما، باغتيال بن لادن من خلال عملية إنزال على مجمع سكني في مدينة إبت آباد في باكستان وفق ما تذكره السلطات الأميركية.