رئيسة كوريا الجنوبية تبدي استعدادها للتنحي
أعلنت رئيسة كوريا الجنوبية، بارك غيون هي، اليوم الثلاثاء عن استعدادها لتقديم استقالتها من منصبها، حال تطوير البرلمان خطة لضمان انتقال آمن للسلطة، وذلك إثر الاحتجاجات المستمرة والمطالبة بتنحيها عن رئاسة البلاد.
وقالت بارك في خطاب وجهته للشعب الكوري الجنوبي إنها مستعدة للرحيل حين يقرر البرلمان آلية لعملية انتقال تحد قدر الإمكان من الفراغ في السلطة والفوضى في إدارة شؤون البلاد، وإنها ستترك للبرلمان حسم مصيرها السياسي.
وتشهد البلاد مظاهرات مستمرة منذ خمسة أسابيع تطالب الرئيسة بارك بترك السلطة إثر اتهام إحدى صديقاتها المقربات باستغلال نفوذ الرئيسة.
ورشحت أحزاب المعارضة اثنين من ممثلي النيابة السابقين، وهما المحاميان "تشو سيونغ شيك" و"بارك يونغ سو" يختار من بينهما مدع مستقل للتحقيق في فضيحة استغلال النفوذ التي تمس الرئيسة.
احتجاجات
واعتبر الحزب الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة في البلاد خطاب الرئيسة الكورية اليوم حيلة لتجنب التصويت على قرار العزل، وقال إنه مستمر في ضغوطه لحين عزلها، كما هو مخطط له.
من جهته أفاد بارك جي-وون رئيس حزب الشعب ثاني أحزاب المعارضة أن عملية تصويت ستجري الجمعة.
ويؤيد عدد كبير من ساسة الحزب الحاكم الحملة التي تقودها المعارضة للإطاحة بالرئيسة على خلفية الفضيحة التي تتورط فيها صديقتها سيل، التي استغلت علاقاتها بها لابتزاز الشركات التجارية من أجل الحصول على المال وممارسة النفوذ.
وكانت بارك قد اعترفت بتسرب العديد من الوثائق ونصوص خطاباتها إلى شوي سون سيل، التي يشتبه بتدخلها في شؤون الرئاسة والاستفادة من الحصول على معلومات سرية وتأثيرها على سياسات الدولة.
ويشتبه في تورط صديقة الرئيسة بممارسة الضغوط على الشركات الكبرى في البلاد من أجل الحصول على أموال لمنظمتين غير ربحيتين تابعتين لها، وذلك من خلال استغلالها نفوذها على الشؤون السياسية.
وقدمت الرئيسة الكورية اعتذارات علنية، وأوضحت استعدادها لقبول التحقيق الذي تضطلع به النيابة العامة، وخضوعها لتحقيق منفصل، من قبل مدع خاص مستقل يعينه البرلمان.
ودستوريا، لا يمكن ملاحقة الرئيسة في كوريا الجنوبية في قضية جنائية، باستثناء الخيانة أو التمرد، غير أن حصانتها تسقط عند انتهاء ولايتها. ويقول معارضون إن بارك تسعى للتفاوض على رحيلها مقابل التخلي عن أي ملاحقات بحقها.