مزيد من اللاجئين يصلون النمسا وألمانيا

توقعت شرطة النمسا وصول نحو خمسة آلاف لاجئ خلال الأيام الخمسة القادمة، وقد أوقف الأمن النمساوي سيارة لمهرب صربي بها 17 لاجئا في قرية جاغتن دوغف قرب الحدود مع المجر، وألقت القبض على السائق الذي حاول إخفاء اللاجئين.

في غضون ذلك، تشهد محطات القطارات في ألمانيا حضور أعداد من المتطوعين الألمان من أجل تجميع مساعدات للاجئين.

وتشمل التبرعات جميع المتطلبات من ملابس وأغذية ومياه وغيرها، ويضع المتطوعون لافتات باللغة العربية للترحيب باللاجئين.

وأظهرت دراسة أن أغلب المتطوعين الألمان من النساء والمتعلمين، وانتقدت ما وصفته بتقصير منظمات ومؤسسات عامة في هذا المجال، مما دفع الأفراد لتعويض غيابها.

في هذه الأثناء، اتهمت أوساط حكومية وحزبية أوروبية ألمانيا باستغلال أزمة اللاجئين بهدف الاستفادة منهم اقتصاديا باعتبارهم عمالة رخيصة.

وقد وصل المئات من اللاجئين إلى المجر أمس الاثنين قادمين من صربيا رغم الإجراءات الأمنية المشددة، فيما أبدت حكومات أوروبية استعدادها لاستقبال المزيد من اللاجئين ضمن خطة أوروبية لتوزيع الحصص.

ولدى وصول مئات اللاجئين إلى الحدود المجرية وقعت مشادات بينهم وبين الشرطة التي حاولت التصدي لهم.

ومنعت الشرطة المجرية نحو مئة لاجئ من الخروج من حقل يعد مكانا مؤقتا لتجميع اللاجئين الجدد على الحدود مع صربيا جنوبي البلاد.

استعدادات أوروبية
وفي هذا السياق، قال رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون إن بلاده ستستضيف عشرين ألف سوري من مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان. وأضاف أنه تم تخصيص مئة مليون جنيه إسترليني (حوالي 150 مليون دولار) مساعدات إضافية للاجئين السوريين.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإسباني مانويل غارسيا إن بلاده تعمل على استيعاب أكبر قدر ممكن من اللاجئين السوريين على أراضيها، وإنها شكلت لجنة متابعة لتوفير تسهيلات لهم في السكن والتأمين الصحي والخدمات الاجتماعية.

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده ستستقبل 24 ألف لاجئ في إطار الخطة الأوروبية لاستضافة أكثر من مئة ألف لاجئ خلال العامين المقبلين، داعيا إلى عقد مؤتمر دولي في فرنسا بشأن مشكلة اللاجئين.

أما قبرص -العضوة في الاتحاد الأوروبي– فأبدت استعدادها لاستقبال ما يصل إلى ثلاثمئة لاجئ فقط، مفضلة أن يكونوا مسيحيين. وكانت سلوفاكيا وجمهورية التشيك قالتا أيضا إنهما تفضلان استقبال مسيحيين من الفارين من الاضطرابات في الشرق الأوسط.

يشار إلى أن مصدرا في الاتحاد الأوروبي قال أمس الاثنين إن المفوضية الأوروبية وضعت خططا جديدة من الحصص الوطنية تقضي بأن تستقبل ألمانيا أكثر من أربعين ألف طالب لجوء، وفرنسا ثلاثين ألفا.

إجراءات ألمانية
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -التي خصص ائتلافها الحاكم ستة مليارات يورو (6.7 مليارات دولار) لاستقبال اللاجئين- دعت اليوم إلى حل أوروبي.

وقالت ميركل -في تصريحات صحفية- إن ما يجري سيغير البلاد في السنوات القادمة، وأضافت "لكن نريد أن يكون هذا التغيير إيجابيا ونعتقد أن بوسعنا تحقيق ذلك". كما أقرت الحكومة الألمانية سلسلة من التدابير الأخرى مثل التعجيل بإجراءات منح حق اللجوء, وتسهيل بناء ملاجئ لإيوائهم.

وجاءت هذه القرارات بينما أفادت السلطات المحلية في مدينة ميونخ بأن عدد اللاجئين الذين دخلوا المدينة قادمين من النمسا تجاوز عشرة آلاف, في حين قالت السلطات النمساوية إن 12 ألفا عبروا منذ نهاية الأسبوع إلى ألمانيا.

أما رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يتخذ موقفا متشددا ضد اللاجئين فقال إن من يصلون عبر حدود جنوب شرقي أوروبا هم مهاجرون تجذبهم فكرة الحياة في ألمانيا وليسوا لاجئين.

وبعيدا عن الاتحاد الأوروبي، تعهدت وزيرة الهجرة في مقاطعة كيبيك الكندية كاثلين ويل بأن تستقبل المقاطعة ثلاثة آلاف و650 لاجئا سوريا بنهاية العام، وذلك بناء على مطالب سكان المقاطعة، وفق تعبيرها.

المصدر : الجزيرة + وكالات