السجن لمعلّم من الروهينغا طلب العلاج ببنغلاديش
أصدرت محكمة في مدينة منغدو بولاية أراكان غربي ميانمار حكما بسجن معلم من أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة لمدة سنة ونصف السنة بتهمة "الخروج من البلاد دون الحصول على إذن رسمي"، وذلك بعد أن سافر إلى بنغلاديش لعلاج ابنته بسبب رفض استقبالها بالمستشفيات الحكومية.
وقالت وكالة أنباء أراكان إن فياض الله فضل الحق سافر قبل أسبوعين بتصريح رسمي إلى بنغلاديش برفقة ابنته لطلب العلاج، وعاد إلى ميانمار قبل انتهاء مدة التصريح تاركا ابنته لاستكمال علاجها هناك إلا أنه فوجئ فور عودته بقبض السلطات عليه بتهمة الخروج غير القانوني.
وأخضع فضل الحق إلى التحقيق بتهمة الخروج من البلاد دون الحصول على إذن رسمي وحيازة شريحة هاتف نقال بنغالية، ليُحكم عليه عقب ذلك بالسجن لمدة سنة ونصف السنة في سجن بوسيدونغ.
وأشار مصدر مطّع للوكالة ذاتها أن فضل الحق (45 عاما) من أهالي قرية شيتافوريكا -جنوب مدينة منغدو- يعمل معلما بمدرسة خاصة، وهو أب لخمسة أطفال أكبرهم هي ابنته المريضة التي تركها في بنغلاديش لاستكمال علاجها دون معرفة ما سيؤول إليه وضعها الآن بعد حكم المحكمة على والدها وإيداعه السجن.
سجناء وانتهاكات
وفي هذا السياق صرح الناشط من الروهينغا أيوب السعيدي بأن السجون الحكومية في كل من بوسيدونغ وراسيدونغ وغيرهما من المدن الكبيرة في أراكان تضم آلافا من هذه الأقلية المسلمة ممن تم اعتقالهم عقب أحداث 2012 دون توجيه تهم إليهم أو محاكمتهم.
وأضاف أن السلطات في ميانمار تمنع ذويهم من الاتصال بهم وزيارتهم كما تمنع الوفود الدولية من زيارتهم لتفقد أحوالهم وتقصي الحقائق عنهم.
وأوضح السعيدي أنهم يعيشون في ظل ظروف وأوضاع مأساوية غير إنسانية تنتهي بعدد منهم في كثير من الأحيان إلى الوفاة تحت وطأة التعذيب وإهمال العلاج.
الجدير بالذكر أن منظمات حقوقية ودولية رصدت قائمة كبيرة من الاتهامات المتعلقة بالانتهاكات الإنسانية المرتكبة ضد سجناء الروهينغا في ولاية أراكان في ظل إصرار الحكومة على نفي تلك الاتهامات واعتبارها عارية عن الصحة في كل تصاريحها الرسمية.